التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

حرب اليمن .. الورطة السعودية والخطة الامريكية 

قال موقع المونيتور الامريكي قبل ايام “ان حرب اليمن قد تحولت الى مغامرة كبيرة للسعودية ونتيجتها لن تكون الا الدمار لليمن والهزيمة للسعودية” وذلك بعد ان قتلت السعودية وجرحت 23 الف مواطن يمني خلال الأشهر الـ 8 الماضية.

اما مجلة اشبيغل الالمانية فقالت من جهتها ان السعودية لم تحقق الهدفين المعلنين لها اي استعادة صنعاء من حركة انصارالله واعادة منصور هادي الى الحكم وقد اضطرت السعودية الى الاستعانة بالقوات السودانية التي هي في الاصل متهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور ولذلك يمكن القول ان الجهات الغربية قد قطعت الأمل من انتصار السعودية في هذه الحرب.

ان الضغوط الغربية التي تمارس الان على السعودية للخروج من الاوضاع الراهنة والتوصل الى اطار حل في اليمن يضمن ابعاد انصارالله عن السلطة وينهي الحرب، تظهر ان سير الحرب في اليمن ليس مرضيا للغربيين والامريكيين ابدا.

وهناك خلاف غربي سعودي قائم حول الحرب، فالسعودية تعتقد ان التفاوض مع انصارالله في الوقت الحالي سيؤدي الى القبول ببعض مطالب هذه الحركة ومنها انهاء الحرب والحصار وهذا يعني ان الحرب كانت من دون نتائج على الاطلاق ولذلك ترفض الرياض وقف اطلاق النار حتى التوصل الى نتيجة تكون مقبولة بعض الشيء للسعوديين لكن الغرب وخاصة امريكا يعتقدون انه لو كان مقررا ان يحصل امر في اليمن لكان هذا الامر قد تحقق خلال الأشهر الثمانية الماضية فالفشل السعودي واضح في منع انصارالله من تحقيق اهدافها ولذلك ليست هناك حظوظ للسعودية في قلب الموازين خلال شهر او شهرين قادمين.

ويعتقد الامريكيون ان الوقت قد حان لحل الازمة اليمنية عبر الحوار السياسي في هذا البلد وكذلك احتواء انصارالله عبر الادوات القانونية والسياسية، وهنا يجب القول ان الخلاف بين السعودية والغرب ليس حول موضوع احتواء انصارالله بل الخلاف هو هل ان 8 اشهر من القصف تعتبر كافية ام لا؟ فالسعوديون يقولون انها ليست كافية بينما يقول الامريكيون انها كافية.

ان الامريكيين يعتقدون انه اذا قبلت انصارالله بالتفاوض على اساس القرار الدولي رقم 2216 فيمكن نزع سلاح هذه الحركة خلال عام او عامين وانهاء سيطرتهم على الاراضي التي يسيطرون عليها وذلك عبر اشراك ايران في المفاوضات والاعتراف بدورها لتكون نتيجة المفاوضات اضعاف انصارالله لكن السعوديين يقولون ان انصارالله خطر داهم مازالوا يمتلكون السلاح.

ان الخلاف الحالي بين امريكا والسعودية وصل الى وسائل الاعلام وقد وجه الامريكيون بعض الانتقادات للسعوديين لكن يجب على المرء ان لايظن بان الغرب اصبح انسانيا او ما شابه ذلك لان الغرب دعم ولايزال يدعم السعودية بالاسلحة الفتاكة وتقوم الطائرات الامريكية بتزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود جوا في سماء صنعاء كما لاتزال الطائرات السعودية تطير من حاملات الطائرات الامريكية لقصف اليمن.

الغربيون الذين يتحدثون عن ضرورة وقف الغارات الجوية يؤكدون ضرورة الابقاء على الحصار البحري وان خطتهم هي استمرار الحرب مع انصارالله بواسطة جماعات مسلحة عميلة وهذا يعني انهاء الحرب المباشرة والدخول في حرب بالوكالة ضد الشعب اليمني وهكذا ستصبح طاولة الحوار التي تدعو الاطراف الغربية ايران للجلوس اليها للتباحث حول اليمن استكمالا للحصار والحرب الداخلية في اليمن والخطط الامريكية.

لكن الحقيقة هي ان انصارالله هي حركة ناضجة وتمتلك التجربة كما ان ايران التي تدعم انصارالله ليست عديمة الخبرة ايضا وان المشاركة في العملية السياسة لاتعني القبول بشروط الطرف المقابل حتما، فانصارالله تقول ان اول نتيجة للحوار يجب ان تكون وقف اطلاق النار ورفع الحصار والنتيجة الثانية يجب ان تكون التوافق اليمني اليمني لتشكيل الحكومة وحل الخلافات.

وخلافا لما يتصوره الامريكيون فإن انصارالله مصرة على مشروعها المؤلف من 7 بنود والذي سلمته للممثل الاممي ولد الشيخ في مسقط وتؤكد انها قبلت فقط التفاوض حول القرار 2216 ولم تعترف بها، ان انصارالله تعتقد ان الحديث عن سلاحها يجب ان يؤجل الى حين مصادقة الشعب اليمني على الدستور وقيام حكومة على اساس ذلك وان تسليم الادارات الحكومية في صنعاء وباقي مراكز المحافظات يتطلب تشكيل حكومة قانونية، وهذا يثبت بان انصارالله ليست مستعدة للتفاوض في اطار الخطة الامريكية، ولكن يجب القول في النهاية ان طاولة المفاوضات ستكون “زلقة” جدا خاصة اذا كانت احدى الجهات المفاوضة هي الامم المتحدة وممثلها الذي يؤكد على تنفيذ القرار الدولي الذي يؤمن مصالح اعداء انصارالله.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق