مشاهد من ارض الواقع .. كيف يساند الشعب العراقي الحشد الشعبي
كان جسر التاجي الذي يقع على بعد كيلومترين شمال منطقة الكاظمية في بغداد في مرمى اسلحة ارهابيي داعش لكنه اصبح الان ممرا لنقل مئات القوافل من المساعدات التي يرسلها ابناء الشعب العراقي لجبهات القتال ضد داعش في محاور الفلوجة وبيجي غرب وشمال بغداد.
وهناك اعلام على بعض هذه القوافل تثبت بأنها مساعدات مقدمة من بعض الوزارات او مواكب دينية كما ان بعض القوافل تسير من دون اعلام وهي مساعدات تبرع بها ابناء الشعب العراقي، ويقدر ثمن طن من المساعدات نحو الفي دولار تقريبا من المواد الغذائية ومياه الشرب والالبسة وما شابه ذلك وهي تتجه اما نحو بيجي الواقعة على بعد ٢٢٣ كيلومترا شمال بغداد او نحو الصقلاوية الواقعة ٥٨ كيلومترا غرب العاصمة العراقية كما تتجه مئات القوافل الاخرى من ابو غريب او جسر البزيبز او عامرية الفلوجة نحو الفلوجة والرمادي على بعد ٦٠ و١٠٠ كيلومتر غرب بغداد.
وتبدأ هذه القوافل التي تصل من جنوب العراق والمناطق الوسطى الى بغداد رحلتها نحو الشمال والغرب في الصباح الباكر ويقول القائمون على هذه القوافل انها تسير كل اسبوعين او كل اسبوع وفي بعض الاحيان عدة مرات في الاسبوع وان الوزارات والتجار وكافة شرائح الشعب يشاركون في جمعها.
ولايقتصر القائمون على هذه القوافل على المسلمين الشيعة فقط بل بامكان المرء ان يرى ابناء اهل السنة ايضا بين من يعمل على تسيير القوافل ويؤكد هؤلاء ان المساعدات الشعبية تأتي من الشيعة والسنة والمسيحيين والاكراد والتركمان كما يشدد هؤلاء ان تنظيم داعش الارهابي ليس من اهل السنة الذين يتبرأون من هذا التنظيم الدموي المجرم والسفاح الذي سيطر على المناطق السنية بالارهاب وبقوة السلاح.
ويقول احد ابناء السنة المشاركين في ايصال قوافل المساعدات الى جبهات القتال ضد داعش ان القادة الكبار لداعش هم من القادة الامنيين البعثيين السابقين وان داعش تنظيم اجرامي مرتبط بالصهيونية ولايمت للاسلام بصلة كما انه لايرحم حتى السنة وقد قتل على سبيل المثال مئات الاشخاص من عشيرة الدليم السنية لانهم رفضوا التعاون مع داعش.
ويشارك الكثير من منتسبي الوزارات العراقية في عملية ايصال المساعدات الشعبية الى جبهات القتال دون تلقي الرواتب او البدل المالي عن ذلك وهم يؤكدون انهم يقومون بواجبهم الشرعي فقط.
واذا عبرت منطقة النباعي في شمال بغداد فانك تصل بعد ذلك الى الدجيل ومن ثم تتابع طريقك شمالا نحو البلدة التي فشل داعش في احتلالها رغم محاصرتها لـ ٦ اشهر واذا اكملت الطريق شمالا ستصل الى مدينة سامراء المقدسة حيث يستقبل اهلها قوافل المساعدات الشعبية بكل ترحيب.
وتقع مدينة تكريت بعد مدينة سامراء المقدسة وقد حرر الحشد الشعبي هذه المدينة قبل عدة أشهر ومن بعد تكريت هناك قرية الجبور التي لم يستسلم اهلها لداعش وقاوموهم، ويتم توزيع قسم من المساعدات الشعبية التي تحملها القوافل على اهل قرية الجبور.
واذا اكملت الطريق نحو البيجي ومصفاتها الشهيرة فانك ترى آثار معركة ضارية جرت لتحرير المدينة من داعش، ويقول مسؤول عمليات الحشد الشعبي ابو علي البصري انه لولا المساعدات الشعبية لما امكن تحقيق هذه الانتصارات على داعش مضيفا بأن المجاهدين العراقيين هم بحاجة للمزيد من المساعدات الشعبية لأن الحكومة لاتساعد كثيرا الحشد الشعبي وان الميزانية المخصصة للحشد الشعبي في موازنة العام القادم تعتبر ضئيلة جدا ولذلك فإن الحشد الشعبي تتوكل على الله عزوجل ومن ثم على الشعب العراقي الوفي.
ويقول مسؤولو الحشد الشعبي ان تكلفة المواد الغذائية التي يحتاجها كل عنصر من عناصر الحشد الشعبي في اليوم هي ١٢٥ الف دينار وهذا لايشمل الالبسة وباقي الاحتياجات، ويضيفون بان عملية استلام المساعدات وتوزيعها تسجل على اجهزة الحاسوب بشكل دقيق ويتم التوزيع بشكل متساوٍ بين المجاهدين.
وعندما تلتقي اي عنصر من عناصر الحشد الشعبي وتكلمه حول المساعدات الشعبية فانه يقول بان المساعدات كافية والحمدلله ومن ثم يقدم الشكر للشعب العراقي على هذه المساعدات ويطلب منهم الدعاء من اجل النصر والغلبة على الارهابيين.
االمصدر – الوقت