زيارة بوتين لطهران .. بداية فصل جديد في العلاقات الاستراتيجية
زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاصمة الايرانية طهران أمس الاثنين واجتمع مع قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي وقد اكد قائد الثورة الاسلامية والرئيس الروسي اثناء هذا اللقاء استحالة تحقيق تسوية سياسية في سوريا عن طريق الإملاءات الخارجية.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي تعليقا على هذه المحادثات التي جرت بعد وصول بوتين إلى طهران للمشاركة في قمة البلدان المصدرة للغاز: “ركز النقاش بدرجة كبيرة على الأزمات في المنطقة، وتناول الحديث الأوضاع في سوريا خاصة، وجرى تبادل مفصل للآراء، وشدد الطرفان على تطابق مواقف موسكو وطهران باعتبار أن إملاء خيارات التسوية السياسية من الخارج أمر مرفوض، ولا يوجد بديل لتطبيق أساليب التسوية السياسية من قبل الشعب السوري نفسه”.
وكان مكتب الرئاسة الجمهورية في قصر الكرملين قد قال في بيان ان زيارة بوتين لطهران ستكون بداية فصل جديد في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
ويؤكد المراقبون والمحللون ان حالة عدم الثقة التي كانت سائدة بين ايران وروسيا سابقا قد تبددت الى حد كبير بعد المواقف المنسقة والثابتة التي اتخذها البلدان في القضية السورية وقد استطاع الجانبان تشكيل جبهة قوية للدفاع عن سوريا.
وكانت المصادر الروسية قد توقعت ان مباحثات بوتين في طهران ستشمل قضايا عديدة مثل التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ومسألة الاستثمارات والقضية النووية واستخراج النفط من حقول النفط والغاز والتعاون التقني والعسكري والقضايا الدولية الهامة وفي مقدمتها حل القضية السورية وتنفيذ الاتفاق النووي المبرم بين ايران والدول الست ومحاربة الارهاب وخاصة تنظيم داعش.
وقد اشار البيان الصادر عن الكرملين ان العلاقات السياسية الواسعة بين ايران وروسيا قد وصلت الى مستوى الشراكة الاستراتيجية وتشهد تعزيزا كبيرا، واضاف البيان ان عدد اللقاءات التي جمعت المسؤولين الايرانيين بالمسؤولين الروس قد ازداد في الآونة الاخيرة مشيرا الى اللقاء الاخير الذي جمع رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني بالرئيس بوتين في مدينة سوتشي الروسية وكذلك عقد ٣ لقاءات بين وزيري الخارجية الروسي والايراني منذ شهر يونيو حتى الان والتعاون القائم بين امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني مع نظيره الروسي والتعاون بين برلماني البلدين.
اما القضية السورية التي تعتبر الان اهم مجال للتعاون بين البلدين فتشهد حاليا تطورات متسارعة وفي هذا السياق يقول موقع بازفيد نيوز في تقرير له “ان ايران وروسيا تكملان بعضهما البعض فروسيا لاتستطيع نشر جنودها على الارض في سوريا لكن ايران تستطيع كما لاتستطيع ايران ارسال طائراتها الى سوريا لكن روسيا قادرة على ذلك وبامكان روسيا التاثير على مجلس الامن الدولي بدلا عن ايران”.
ويقول المراقبون ان التعاون العسكري الروسي الايراني في سوريا لم يفشل فقط برامج الغرب وحلفائه الاقليميين مثل السعودية وتركيا في سوريا بل اوجد جبهة قوية استطاعت امتلاك زمام المبادرة في القتال مع اكبر الاخطار العالمية اي الارهاب.
ويمكن القول ان احد اهم نتائج التعاون الروسي الايراني الحالي هو زيادة الثقة المتبادلة بين زعماء البلدين، وفي هذا السياق قالت صحيفة فايننشال تايمز “ان العمليات المنسقة الروسية الايرانية في سوريا انهت قرنا من عدم الثقة وسوء الظن بين البلدين” وهكذا يمكن فهم تصريحات السفير الايراني في روسيا مهدي سنايي الذي قال قبل شهر من الان ان فصلا جديدا من العلاقات بين ايران وروسيا قد بدأ.
وهكذا يمكن القول ان الزيارة الحالية للرئيس الروسي الى ايران تختلف عن الزيارة السابقة التي قام بها الى طهران قبل ٨ اعوام ويمكن لهذه الزيارة ان تعزز وتعمق العلاقات الروسية الايرانية بشكل كبير وهذا ما لايروق للغربيين وخاصة الامريكيين الذين تؤكد مصادرهم ان التقارب الحاصل بين طهران وموسكو تخلق فرصا جديدة وخطيرة تهدد المصالح الامريكية في الشرق الاوسط واوكرانيا.
المصدر : الوقت