التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

دول الطعنات الغادرة ستندم لأمد طويل 

عبدالرضا الساعدي
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسقاط المقاتلة الروسية “طعنة في الظهر من
أعوان الإرهابيين وستكون له عواقب وخيمة على العلاقات مع تركيا”.. وهو توصيف في الصميم يختصر سياسة هذه الدولة ، تحت حكم أردوغان والتي لم تكن يوما أمينة ونظيفة في تعاملاتها السياسية مع الدول ، الجارة منها على وجه الخصوص ، فقد كانت السبب الرئيس لما جرى في سوريا الشقيقة، وهي الداعم المهم لداعش في العراق وما فعله من انتهاكات وكوارث ومآسي للشعب والبلد ، ولا نريد أن نتطرق إلى تدخلاتها ومشاركاتها المعروفة في دول عربية أخرى ليست جارة لها ، مثل تونس وليبيا ومصر ، أيام ما يُعرف بالربيع العربي المزعوم.
لكن ما فعلته تركيا مؤخرا يصل حد تضخم الذات (الأردوغانية) وإحساسه بعظمة

موهومة ،لا سيما بعد فوز حزبه بالانتخابات الأخيرة في تركيا ، ومن ثم الانجرار إلى

حماقة جديدة وخطيرة كي يصطدم بدولة كبيرة عظمى تحارب الإرهاب مثل روسيا ،

مما يعني سقوط القناع التركي الذي أراد من خلاله خداع الدول والشعوب في كونه

يحارب داعش والإرهاب ضمن تحالفاته مع الآخرين ونعني حلف الناتو ..

المقيمين للسياسة التركية ا(لأردوغانية) يرون أن حلف الناتو قد جعل من أردوغان

واجهة وأداة أو مطيّة لافتعال الأزمات والمشاكل في المنطقة تحت إغراءات انضمام

تركيا للاتحاد الأوربي وتحت إغراءات دعمه ماديا وعسكريا كي يصبح أردوغان

شرطي المنطقة بامتياز.

تركيا وقعت أخيرا في فخ لعبة (حلف الناتو) وعلى رأسه الولايات المتحدة التي يرى

المراقبون والمحللون أنها من ورّطت تركيا في عملية إسقاط الطائرة الروسية

“سو-24” فوق سوريا.. والدليل على هذا كلام هو التأييد لفعلة تركيا الذي جاء

مباشرة من الرئيس الأمريكي أوباما الذي أفصح أن من حق تركيا حماية أجوائها

وسيادتها من أية اختراقات مماثلة .. بينما يعلم أوباما وغيره من حلف الناتو الذي

تنتمي له تركيا ، مواعيد وأماكن ومهمات هذه الطائرة الروسية في عملياتها داخل

الأجواء السورية ، كما تعرفها تركيا.. لكن العملية جاءت مقصودة ومتعمدة ، لاسيما

مبعد الضربات الموجعة الأخيرة التي سددتها الغارات الروسية على الإرهابيين في

الأراضي السورية ، وأهمها طوابير ناقلات النفط التي يشتريها أردوغان من داعش

برخص التراب .. ناقلات يبلغ تعدادها( 20 أف ناقلة) تشكل ما يشبه أنبوب نفط

متحرك يصب في جيب أردوغان وعصابته من داعمي الإرهاب .

سياسة أردوغان الغادرة هي جزء من سياسات حكام آخرين يماثلونه بالغدر

والخيانة وأبرزهم حكام السعودية وقطر، داعمي داعش والنصرة وفصائل أخرى

عديدة للإرهاب في المنطقة والعالم .. ففي اللحظة التي يدعي فيها حقه في حماية

أجوائه وسيادته ، ها هو يخترق الأجواء العراقية كل يوم ، إضافة إلى تسهيل دخول

الإرهابيين وآخرهم داعش منذ 2003 وحتى اللحظة من دون خجل وحياء وردع !!!.

سياسات الغدر لدى هذه الدول المذكورة سيجرها لمواجهات إعلامية واقتصادية

وسياسية ربما قادمة مع العالم الخارجي الذي استيقظ متأخرا على ما يبدو بعد

أحداث باريس الإرهابية ، وبات يبحث عن الجناة والداعمين والشركاء الذين يقفون

وراء هذه الجرائم التي صارت تضرب عواصم الغرب قبل الشرق ، وصار يجهز

الجيوش والطائرات لمواجهة الإرهاب .

وفي تضامن مهم مع الموقف الروسي توعد الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف،

تركيا على إقدامها على إسقاط الطائرة الروسية داخل الأراضي السورية أثناء تنفيذ

مهمة ضد عناصر “داعش” الإرهابية.

وقال ” قاديروف”، ستندم تركيا طويلا لإسقاطها المقاتلة الروسية “سو-24” فوق سوريا.

وكتب قاديروف على صفحته في موقع “إنستجرام” الثاني: “ليس لدى أدنى شك بأن

تركيا ستندم لأمد طويل جدا على فعلتها، إذ لا يتصرف بمثل هذا الغدر من يتكلم في

كل مناسبة عن الصداقة والتعاون!”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق