كاميرون يحذو حذو بلير و يكذب بشأن سوريا
اثارت الاقوال الاخيرة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول سوريا استغراب و استهزاء الكثير من الاطراف داخل بريطانيا وخارجها فقد ادعى كاميرون انه يوجد هناك ٧٠ الف “معارض معتدل” في سوريا هم على استعداد لمحاربة تنظيم داعش في وقت يؤكد الامريكيون ان عدد من يسمون بالمعارضين المعتدلين الذين يمكن تدريبهم قليل جدا.
وجاءت تصريحات كاميرون خلال جلسة في مجلس العموم البريطاني في نهاية الاسبوع الماضي و التي شرح فيها كاميرون استراتيجيته العسكرية ضد تنظيم داعش و قد قال كاميرون انه على الرغم من التعقيدات الموجودة على الارض في سوريا لكن تقديراتنا تشير ان هناك ٧٠ الف مقاتل للمعارضة لاعلاقة لهم بالجماعات المتطرفة.
وفور انتشار هذه التصريحات التي تجاهلت الحقائق الموجودة على الارض في سوريا صدرت انتقادات كثيرة موجهة لكاميرون الذي شبهه الكثيرون برئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي روج الاكاذيب حول وجود اسلحة دمار شامل في العراق من اجل غزو هذا البلد.
وقد قال مراسل قناة الرابعة البريطانية اليكس ثامسون ان تصريحات ديفيد كاميرون التي لا اساس لها والتي جاء فيها ان الجيش الحر في سوريا لديه ٧٠ الف عنصر مستعد للهجوم على داعش تشبه تصريحات بلير حول اسلحة الدمار الشامل في العراق والتي لم نراها.
ومن اهم الردود الاخرى التي صدرت حول تصريحات بلير يمكن الاشارة الى ما قاله السفير البريطاني السابق في سوريا ديفيد بيتر الذي وصف استراتيجية كاميرون بالخدعة قائلا “في وقت يدعي كاميرون ان المعارضة السورية تستطيع جمع ٧٠ الف مقاتل لمحاربة داعش قائلا ان اكثر هؤلاء هم تحت إمرة الجيش الحر فانني اعتبر هذا خدعة و هروبا نحو الامام، ان الجيش الحر يثير ضحك الجماعات المتطرفة لأن هذا الجيش قادر فقط على حشد ٥ الاف عنصر على الارض” و اضاف بيتر “ان ٩٠ بالمئة من هؤلاء السبعون الف الذين اشار اليهم كاميرون هم من المتطرفين رغم خلافاتهم مع داعش، ان هؤلاء سلفيون تدعمهم السعودية و قطر”.
و من جهتهم يشير منتقدو كاميرون الى فشل المخططات الامريكية لأن الامريكيين انفسهم اعترفوا بأنهم لم ينجحوا سوى في تدريب ٥ او ٦ آلاف “معارض معتدل” و قد قال قائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال لويد جي آستين في وقت سابق امام اعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي “هناك الان ٤ الاف او ٥ الاف معارض معتل مناوئ للحكومة السورية دربتهم امريكا يقاتلون الان في سوريا”.
وقد ادت قلة عدد المعارضين المعتدلين (كما يسميهم الغرب) الى اعلان امريكا بشكل رسمي انتهاء برنامج تدريب المعارضين المعتدلين على يد القوات الامريكية الخاصة في تركيا والذي خصصت واشنطن ٥٠٠ مليون دولار لأجله.
و اعتبر الكثير من الشخصيات البريطانية ما قاله كاميرون عن عدد المعارضين المعتدلين في سوريا بأنه ضرب من الخيال وبعيد عن الحقيقة قائلين ان كاميرون لايملك استراتيجية واضحة لالحاق الهزيمة بتنظيم داعش الارهابي، وفي هذا السياق قال الرئيس السابق لحزب “ريسبكت” البريطاني جورج غالاوي ان تصريحات كاميرون هي خيالية و ان سوريا ليس فيها ٧ آلاف مقاتل (معتدل) ناهيك عن ٧٠ ألف.
وتشير تصريحات كاميرون انه يحذو حذو توني بلير وانه بات احد اكثر السياسيين في العالم من المثيرين للاشمئزاز فديفيد كاميرون لم يتعلم من الدروس المرة التي واجهها الغرب في ليبيا و العراق ويسعى حاليا الى خداع البرلمان و الراي العام البريطاني تماما كما فعل بلير.
المصدر / الوقت