التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

أدوات الكيان الاسرائيلي لقمع الانتفاضة .. كيف يجب مواجهتها؟ 

بعد ان زاد الاسرائيليون من اعتداءاتهم و انتهاكاتهم ضد المسجد الاقصى المبارك في بداية شهر اكتوبر و طرح قضية التقسيم المكاني و الزماني في هذا المسجد المقدس، هب الفلسطينيون لنصرة الاقصى و امتازت ثورتهم بوجود استشهاديين هاجموا الغزاة الاسرائيليين بالسكاكين و السيارات و في المقابل عمد الاسرائيليون الى اطلاق النار مباشرة على رؤوس الفلسطينيين بدلا عن اعتقالهم و قد استشهد اكثر من مئة فلسطيني جراء ذلك حتى الان.

وفي الحقيقة يسعى الكيان الاسرائيلي الى السيطرة على الانتفاضة الحالية كما حصل خلال الانتفاضتين السابقتين و قد رأينا كيف عمد الاسرائيليون الى ادارة الازمة خلال تلك الانتفاضتين و قد تجلت ادارتهم في القضايا التالية :

١-الادوات الامنية والبوليسية
ان احد اساليب السيطرة على انتفاضة الشعب الفلسطيني هو التعامل الامني و البوليسي معها حيث يستنفر الاسرائيليون كل قواهم الامنية و العسكرية لاخماد ثورة الفلسطينيين.
و لا يخشى الاسرائيليون من استخدام المزيد من القوة لقمع الفلسطينيين لانهم ينظرون اليهم نظرة عنصرية و يعتبرون قتل اي فلسطيني يمكن ان يشكل خطرا عليهم امرا مسموحا به حسب الايديولوجية الصهيونية.

٢-ادوات الضغط الاجتماعي
يستخدم الصهاية أداة أخرى ايضا لقمع ثورة الفلسطينيين وهي أداة الضغط الاجتماعي حيث بدا الصهاينة بشن هجوم ثقافي و دعائي عبر وسائل الاعلام التابعة لهم لبث اليأس في نفوس الفلسطينيين و اجبارهم على التراجع امام الاسرائيليين.

ان المجتمع الفلسطيني المتراجع الذي يريد الاسرائيليون ايجاده هو مجتمع لا يبدي فيه الفلسطينيون و فصائلهم اي رد عنيف او حتى سلمي على التهديدات التي يواجهونها و منها التوسع اليهودي و لا يقاومون سيطرة و هيمنة الاسرائيليين على مقدراتهم و يتحولون تدريجيا الى شعب آخر يختلف عن الشعب الفلسطيني الذي عرفناه طوال التاريخ.

٣-الادوات الاقتصادية
تعتبر الادوات الاقتصادية من الادوات التي يستخدمها الصهاينة لادارة و قمع انتفاضة الفلسطينيين فالازمة الاقتصادية تواجه الفلسطينيين بشكل دائمي منذ احتلال بلادهم و يمكن وصف اوضاعهم بانها ازمة انسانية حقيقية فالفقر و الجمود الاقتصادي و البطالة و التهريب يتفشي في مناطق الفلسطينيين و ان الاسرائيليين يزيدون من سوء الاوضاع بشكل متعمد و يمنعون دخول السلع الى المناطق الفلسطينية و يطردون العمال الفلسطينيين من اماكن عملهم و يتسببون بحدوث مشاكل اقتصادية للفلسطينيين و يعتبرون ذلك من ادوات الضغط.

٤-الادوات السياسية
ان احدى الادوات الاخرى التي يستخدمها الصهاينة لاخماد نيران الانتفاضة هي الادوات السياسية فالاسرائيليين يعمدون في مثل هذه الحالات الى زيادة اتصالاتهم مع بعض الجماعات الفلسطينية لأن الاسرائيليين ادركوا جيدا بأن احد طرق السيطرة على الفلسطينيين هو التحكم بهم بواسطة جماعات فلسطينية اخرى و لذلك نرى قيام تل ابيب بالاتصال بشخصيات و جماعات فلسطينية و خاصة سلطة الحكم الذاتي و الدخول في صفقات سياسية معهم بحيث يتحول هؤلاء الى ذراع اسرائيلي قوي يقلل من حدة ثورة الفلسطينيين في البداية و يسيطر عليها في النهاية.

وقد رأينا قيام الكيان الاسرائيلي باستخدام كل الادوات التي ذكرناها بالاضافة الى سعي تل ابيب لتوتير الاجواء امنيا واظهار القضية بانها صراع عسكري يجوز فيه استخدام كافة انواع الوسائل لقمع وقتل الفلسطينيين و افهامهم بأن تل ابيب لن تتوانى عن استخدام العنف ضدهم.

اما الفلسطينيين فيبدو ان الطريق الوحيد امامهم لافشال الادوات الاسرائيلية هو اتباع استراتيجية دعم و استمرار المقاومة في اطار بناء مجتمع مقاوم و هذا يتطلب تعزيز صمودهم من خلال تقديم الدعم المالي و السياسي و التسليحي لهم لكي يتمكن كل افراد المجتمع الفلسطيني من رص الصفوف و استخدام كافة القدرات في هذه المواجهة الكبرى.

ان الانتفاضة الاخيرة للشعب الفلسطيني استطاعت توجيه ضربات كبيرة للاسرائيليين رغم كافة الجهود الاسرائيلية للسيطرة على الموقف و قد نجح الفلسطينيون في عرقلة الخطة الاسرائيليية لتقسيم المسجد الاقصى زمنيا و مكانيا و لا شك بأن استمرار هذه الهبة الجماهيرية في الضفة الغربية و القدس المحتلة سيمهد لتوجيه ضربات اكبر للاسرائيليين و هذا الامر يتطلب بالتأكيد تعاون كافة الفصائل الفلسطينية و كذلك الدول العربية و الاسلامية بدلا عن خلق ازمات جانبية في دول اخرى مثل سوريا و العراق واليمن و ينبغي على الجميع ان يشحذوا الهمم من اجل مواجهة العدو الاكبر للمسلمين اي اليهود الغزاة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق