التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

حلف الناتو لن يجرؤ علي مواجهة روسيا 

لو نلاحظ ان تركيا هي العضو الوحيد في حلف شمال الاطلسي بالشرق الاوسط وهناك ثلاث قواعد عسكرية للناتو على اراضيها ما يشجع أنقرة بالقيام بحركات بهلوانية واستعراض عضلاتها امام الدب الروسي.

فإسقاط المقاتلة الروسية بسلاح الجو التركي على الحدود السورية اثار غضب موسكو ماجعلتها تعيد النظر بعلاقتها الإستراتيجية مع أنقرة كما فرضت ضدها إجراءات اقتصادية تتضمن فرض تأشيرات على الأتراك وتشديد الرقابة الجمركية على البضائع التركية، وكذلك حظر جلب الأيدي العاملة التركية وحظر استيراد بضائع محددة. كما ألزمت موسكو مكاتب السياحة منع بيع تذاكر السفر إلى تركيا والامتناع عن تنظيم رحلات إليها بداية من مطلع العام القادم، وذلك بهدف “ضمان الأمن القومي وأمن المواطنين الروس”.

أن هذه العقوبات قد تؤثر أساسا على القطاع السياحي التركي لأن أكثر من 3 ملايين روسي يزورون تركيا سنويا، خاصة المنتجعات المطلة على بحري إيجة والمتوسط. كما أن هذه الإجراءات لم تتطرق للمشاريع الاقتصادية العملاقة، لكن أي قرار بإلغاء مشروعي خط أنابيب الغاز قيد التخطيط له وبناء موسكو محطة نووية في تركيا بقيمة 30 مليار دولار سيؤثر حتما على الاقتصاد التركي المتأزم.

وعلي ما يبدو أن اللهجة التصعيدية بين البلدين بدأت تهدأ، لعلمهما وإدراكهما بأهمية علاقاتهما الإستراتيجية. فأن الوضع سيتجه نحو حرب عالمية ثالثة تمتد إلى المنطقة كلها، إذا لم يتم حل الأزمة السورية حلا سلميا.

روسيا وفي خطوة انتقامية قامت بضرب ما يقارب 1700 ناقلة نفط تركية على الأراضي السورية وتقدر بمبلغ حوالي 255 مليون يورو أي بمعنى أن تركيا اذا اسقطت مقاتلة روسية واحدة فان موسكو حطمت في المقابل ما يعادل عشرة مقاتلات تركية ليكون ردا عنيفا من قبل روسيا.

ولم يكن لحلف شمال الاطلسي أي رد سوى التنديد بما قامت به روسيا ضد احد اعضاءها وهي تركيا حيث دعا الحلف، روسيا الى «الوقف الفوري لهجماتها ضد المعارضة السورية والمدنيين وعدم انتهاك اجواء الحلف الاطلسي».

فإذا لاحظنا أن الناتو لم يقم بأي عملية عسكرية ضد روسيا مع ما اعلن عن انتهاك اجواءه وهذا يعكس عدم قدرته تماما على مواجهة هذه القوة الكبرى لعدة أسباب منها:

اولا: أن روسيا تعتبر تركيا الهدف الأول من اعضاء الناتو والتي في متناول اليد بأسهل ما يكون بحكم طبيعتها الجغرافية مع روسيا وثانيا في متناول اليد من الجهة الجنوبية من قبل الأراضي السورية التي حاليا تعد ساحة مناورات للقوات الروسية وهذا الأمر يجعل الناتو مهزوما مسبقا على الأقل في هذه المعركة.

ثانيا: الغاز والبترول الروسي يعبر عبر تركيــا لوسط أوروبا وتقريبا ً لـ 11 دولة اغلبها عضوا في الحلف الأطلسي “الناتو” وهذا لو فكرت روسيا لحظة بقطعه لتجمدت أوروبا من البرد الشديد ونحن مقبلين على شتاء قارص ما يجعل الأوروبيين يتجمدون ولا حول ولاقوة لهم امام هذه العقوبة الروسية.

ثالثا: روسيا تمتلك ترسانه اسلحة قوية لايستهان بها ابدا تجعل الناتو لا يفكر حتى بخوض حرب ضدها وإذا خاض سيكون مصيره محكوما بالفشل كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

رابعا: من المرجح أن تلجأ روسيا إلى استخدام الورقة الكردية ردا على إسقاط أنقرة الطائرة الروسية، تحديدا دعم المقاتلين الأكراد داخل سوريا والذين الأقوى والأكثر كفاءة في محاربة تنظيم داعش. والورقة الثانية هي أن تدعم موسكو المعارضة الكردية داخل تركيا، وأن تركز جهودها على ضرب أهداف على الحدود السورية التركية. فيما ستنشر روسيا أحدث منظومة صواريخ مضادة للطائرات الحربية “اس “400 في سوريا مايجعل الناتو وتركيا مكتوفة الأيدي.

وفي النهاية أنه ليس من مصلحة الناتو او تركيا الاتجاه نحو التصعيد مع موسكو بحكم العلاقات الاقتصادية القوية التي تجمع بينهم رغم الحظر الإقتصادي فيما بينهم بسبب أزمة اوكرانيا وعلى هذا الأساس سعى أردوغان إلى تهدئة التوتر يؤكد أنه «ليس لديه على الإطلاق أية نية في التسبب بتصعيد بعد هذه القضية». كما أكد داود أوغلو أمام نواب حزبه، العدالة والتنمية، أن بلاده «صديقة وجارة» لروسيا، موضحاً «ليست لدي أنقرة أي نية في تهديد علاقاتها مع الاتحاد الروسي» مشدداً على بقاء «قنوات الحوار» مع روسيا مفتوحة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق