التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, سبتمبر 30, 2024

تخبط و تناقض السياسات الامركية في المنطقة العربية 

بعد هجمات ١١ سبتمبر جاء الامريكيون الى الشرق الاوسط وجيشوا الجيوش و تدخلوا مباشرة في العملية السياسية في الشرق الاوسط و احتلوا افغانستان و العراق لكن في عام ٢٠٠٨ جاء باراك اوباما الى الحكم في واشنطن و تغيرت السياسة الخارجية الامريكية بشكل ملحوظ و رأينا بعد ذلك استراتيجية اقليمية جديدة للامريكيين فهل يمكن القول انها استراتيجية حقيقية ام مجرد سياسات متناقضة؟

يريد الامريكيون في هذه الاستراتيجية الجديدة ان يبتعدوا عن اداء دور القوة العسكرية الرئيسية في النزاعات الاقليمية و يوكلوا مهام الحرب الى القوى الاقليمية و اضطلعوا بدور ثانوي في هذه النزاعات فالامريكيين يعتقدون ان الدول العربية التي اشترت لسنوات الاسلحة المتطورة و العتاد الحربي هي قادرة على ادارة حروب معقدة بعض الشيء مثل ما يحصل في اليمن، على اقل تقدير.

ان اندلاع الثورات العربية و التحركات الشعبية في المنطقة منذ عام ٢٠١٠ و سقوط انظمة و حكومات حليفة مع واشنطن وضع الامريكيين امام اوضاع متغيرة و جديدة و قد اختار الامريكيون سياسة ادارة الازمات عندما راوا بان مصالحهم باتت مهددة في المنطقة بسبب هذه التغييرات غير المتوقعة، و كان اهم القضايا بالنسبة للامريكيين في المنطقة هو اختيار نوع التعامل مع الاحداث و معرفة سياسات الانظمة الجديدة و مستقبل الحركات الشعبية و البدائل عنها و موضوع امن و مصلحة الكيان الاسرائيلي و التناقض الحاصل بين المصالح الاستراتيجية الامريكية والمبادئ الديمقراطية.

و قد اتخذت الادارة الامريكية سياسات متغيرة تجاه الاحداث الجارية في المنطقة العربية منذ بداية اندلاع الثورات العربية في تونس، و قد حاولت هذه الادارة ان تتماشى مع التغييرات بهدف ادارة الاحداث من اجل درء الاخطار عن المصالح الامريكية طويلة الامد في الشرق الاوسط لكن عظمة الاحتجاجات و امواجها الكبيرة منعت الامريكيين من تنفيذ سياستهم الرامية الى حفظ الانظمة البديلة بالتزامن مع صون المصالح الامريكية الاستراتجية و لذلك رأينا تخبط البيت الابيض في انتخاب السياسات خلال السنتين الماضيتين فالامريكيون ارادوا ادارة الازمة في تونس و مصر و احتواء الثورة الشعبية في هذين البلدين لكنهم تماشوا مع سياسة قمع المعارضين في البحرين واليمن ودعموا اسقاط الانظمة في كل من ليبيا وسوريا.

وفي الحقيقة يجب القول ان بلد مثل مصر هي دولة قائمة بعينها و لديها هيكلية منظمة لكن الاسلوب الذي اتبعه الامريكيون في العراق اختلف عن مصر و تم تغيير هرم السلطة و انهيار هيكلية البلاد و هذا لم يكن يناسب العراق و لذلك نرى ان الامريكيين يرغبون في الحفاظ على هيكلية الدولة في اي بلد يشهد الاضطرابات و قد تجلى هذا الامر في مصر عندما رأينا القلق الامريكي من مجيء قادة معارضين للسياسات الامريكية الى سدة الحكم بدلا عن قادة حلفاء لواشنطن و لذلك عمد الامريكيون الى احتواء الثورة الشعبية في مصر تمهيدا للالتفاف عليها.

وهناك دول عربية اخرى تحكمها انظمة ملكية و معظمها في الخليج الفارسي وهذه الدول في الحقيقة ليست دولا بما للكلمة من معنى بل هناك انظمة قبلية تقليدية تحكم هذه البلدان و يعتقد الامريكيون ان هناك ضرورة لاجراء تغييرات في هذه البلدان لكي تتحول الى نظام الدولة و لذلك يمكن القول ان هذه البلدان ليست فيها هيكلية ما يهتم الامريكيين بالحفاظ عليها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق