التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

مجلة فورين بوليسي الامريكية: تعامل واشنطن مع الارهاب زاد من اخطاره وانتشاره 

فيما يشهد العالم يوما بعد يوم توجيه المزيد من الاصابع نحو امريكا لاتهامها بدعم الارهاب والارهابيين لاتخلو الصحافة الامريكية ايضا من هذه الدراسات والمقالات، وفي احدث التحليلات انتقد الكاتب ديفيد راتكوبوف في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الامريكية سياسة واشنطن ازاء الارهاب بشدة قائلا ان الارهاب تسبب بتأزيم الاوضاع في الشرق الاوسط والعالم وان السبب الرئيسي لذلك هو ردة الفعل الخاطئة وغير المنسقة التي ابدتها القوى الكبرى وخاصة امريكا ازاء الارهاب.
ويضيف راتكوبوف “ان الارهاب كان موجودا في العالم لكنه انتشر بكثافة وتكاثر بشكل كبير بعد هجمات ١١ سبتمبر واصبح الان تهديدا دوليا لكن بقدر ما يكون الارهاب مذموما فإن رد فعل امريكا عليه يمكن ان يحول العالم الى مكان غير آمن وخطير أكثر من أي وقت مضى” ويتابع “ان امريكا لم تصبح فقط دمية في يد الارهابيين بل باتت تعمل لصالحهم وتلبي احتياجاتهم كما ان باقي دول العالم ايضا ابدت ردود فعل غير منسقة تجاه العمليات الارهابية ما تسبب بحدوث شرخ جيوسياسي في العالم وهذا مقلق اكثر من الارهاب نفسه بأضعاف”.
ويقول الكاتب ايضا: ان تقارير وزارة الخارجية الامريكية تشير إلى انه في عام ٢٠٠٢ أي بعد سنة من وقوع هجمات ١١ سبتمبر كان عدد ضحايا الارهاب أقل من ألف شخص لكن هذا العدد قد ارتفع خلال العام الماضي الى ٣٠ الف شخص ويجب القول ان تنظيم القاعدة ليس هو من ارتكب هذه الجرائم لوحده وان هذا التنظيم الذي وجه ضربة مفاجئة لامريكا في عام ٢٠٠١ هو اضعف من ان يكرر مثل تلك الهجمات.
واعتبر راتكوبوف ان ارهابيي داعش قد غيروا قواعد اللعبة الآن فانهم قد احتلوا اراضٍ شاسعة من العراق وسوريا واستقدموا مسلحين من انحاء العالم وباتوا منظمة ارهابية غير محدودة الامكانيات فهؤلاء يمكنهم اشعال العنف في الكثير من الدول وجلب باقي الجماعات الارهابية نحو التنافس في ارتكاب الجرائم، واضاف راتكوبوف ان المشاكل قد بدأت مع هجمات ١١ سبتمبر وقد ازدادت حدةً بعد ردود الافعال الخاطئة وعدم التنسيق بين القوى العظمى.
واكد الكاتب في مقاله: ان الحرب على الارهاب تفتقر الى الاستراتيجية والتنسيق وحتى التفكير الموحد في هذا المجال ففي استراتيجية باراك اوباما مثلا نجد اللعب مع الالفاظ بدلا من الحلم كما نرى التخبط في تشخيص الخطوط الحمراء والتكتيكات غير العملانية وعدم وجود استراتيجية شاملة، ومن جهة اخرى نرى ان هناك سياسات خاطئة تنفذ في الشرق الوسط على قاعدة “عدو عدوي صديقي” وقد ازدادت الاوضاع تعقيدا مع ظهور وانتشار الجماعات الارهابية.
ان الاكراد هم مفتاح الوحدة في مواجهة تنظيم داعش وهم الذين ينشغلون الان بالحرب مع لاعب رئيسي بالمنطقة اي تركيا المنتمية الى حلف الناتو والتي اسقطت طائرة روسية خلال الاسبوع الماضي وزادت من التهديدات الامنية الموجودة في العالم في وقت كان بامكان امريكا ان تتوحد مع الروس والايرانيين الحلفاء للروس من اجل تحقيق هدفنا الرئيسي بالنسبة لأمننا القومي اي إلحاق الهزيمة بداعش.
لقد ثبت اخيرا ان اي رد فعل من قبل القادة الاوروبيين ومنظريهم لم يؤد الا الى تفاقم المشاكل الموجودة، وان مقارنة الحرب على الارهاب مع الصراعات العالمية الماضية مثل الحرب الباردة او الحرب العالمية الثانية يعتبر خطأ كبيرا لأننا قد خصصنا ميزانيات كبيرة للحرب على الارهاب وتطرفنا في ردنا عليهم وهذا ما كان يريده الارهابيون منا بالضبط.
وفي نهاية هذا المقال يقول الكاتب: ان جذور مشكلة الارهاب ليست في الارهابيين بل في الحروب والصراعات والفوضى التي سببها ردة فعلنا على الارهاب مثل غزو العراق، وان سوريا وليبيا ولبنان وافغانستان واليمن والاردن كلهم يدفعون ثمن ردود الافعال الامريكية المتطرفة على الارهاب والتي زادت ايضا من خطر اندلاع مواجهة بين بعض الدول مثل امريكا وروسيا وايران وتركيا والسعودية والدول الخليجية والكيان الاسرائيلي وفرنسا والعراق.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق