التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

وزارة الدفاع الروسية تثبت بالأدلة حقائق عن تهريب النفط من داعش الى تركيا، وتورط أسرة اردوغان 

أكدت وزارة الدفاع الروسية أن تنظيم داعش الارهابي يهرب النفط المستخرج من سوريا والعراق الى تركيا بالتواطؤ مع عدد من أفراد عائلة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، مقابل توريدات الأسلحة والذخيرة .

وبثت الدفاع الروسية صوراً فضائية تظهر شاحنات نفطية تتجهة من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بالقرب من مدينة الرقة السورية والموصل العراقية وهي تقوم بنقل النفط بكميات هائلة الى العمق التركي، مشيرة في الوقت ذاته الى ان الحكومة التركية تعيد المستهلك الرئيسي للنفط الذي يهربه تنظيم داعش، ومؤكدة أن عائدة النفط تصل الى ٢ مليار دولار سنوياً.

وقال أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي في مؤتمر صحفي عقدته الوزارة، الأربعاء ٢ ديسمبر/كانون الأول، حضره أكثر من ٩٠ دبلوماسيا عسكريا أجنبيا من ٥٦ دولة وما يربو عن ٣٠٠ صحفي، بمن فيهم ١٤٠ صحفيا أجنبيا، أن عائدات “داعش” من الاتجار غير الشرعي بالنفط كانت ٣ ملايين دولار يوميا قبل بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا منذ شهرين، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة إلى ١.٥ مليون دولار، مضيفاً “تعتبر العائدات من الاتجار بالنفط من أهم مصادر تمويل أنشطة الإرهابيين في سوريا. وتبلغ عائداتهم قرابة ملياري دولار سنويا، إذ يتم إنفاق هذه الأموال على تجنيد المرتزقة في أنحاء العالم كافة، وتسليحهم وتزويدهم بالمعدات. وهذا هو السبب وراء حرص تنظيم “داعش ” الإرهابي على حماية البنية التحتية للإنتاج النفطي اللصوصي في سوريا والعراق “.

وأشار المسؤول الروسي الى أن الغارات الروسية استهدفت منذ شهرين ٣٢ مركزا و١١ معملا لتكرير النفط و٢٣ محطة ضخ، بالإضافة إلى تدمير ١٠٨٠ شاحنة كانت تقل النفط، وأدت إلى تراجع حجم تداول النفط في الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين إلى النصف، مضيفاً أنه على الرغم من فعالية الغارات الروسية على منشآت إنتاج النفط التابعة للإرهابيين، إلا أنهم مازالوا يحصلون على مبالغ مالية كبيرة، بالإضافة إلى الأسلحة والذخيرة ومساعدات مادية أخرى من تركيا .

وشدد المسؤول العسكري الروسي على أن القيادة التركية العليا والرئيس رجب طيب أردوغان متورطون شخصيا في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي وتهريبه إلى أراضي تركيا، وتابع قائلا: “إن التدفقات المالية الناتجة عن الاتجار بالمشتقات النفطية موجهة ليس إلى زيادة ثروة القيادة السياسية والعسكرية في تركيا فحسب، بل يعود جزء كبير من تلك الأموال بشكل أسلحة وذخيرة ومرتزقة جدد من مختلف الألوان “.

وأكدت وزراة الدفاع الروسية الى أن بلال اردوغان ابن الرئيس التركي الحالي يترأس إحدى أكبر شركات الطاقة في البلاد، فيما تم تعيين صهره مؤخرا في منصب وزير الطاقة، وهما العقل المدبر لنقل النفط من داعش الى تركيا.

وطالب نائب وزير الدفاع الروسي من أنقرة السماح بتفتيش المناطق التي يشتبه بأن فيها ممرات لتهريب النفط الداعشي، متحدياً في الوقت ذاته أنقرة أن تسمح أولا بتفتيش المناطق التي جرى الحديث عنها، قبل أن يتعالى صوت الرئيس التركي ويصف الاتهامات التركية بأنها مزورة أو مفبركة.

وذكر أن الجيش الروسي كشف عن جزء فقط من المعلومات التي بحوزته “حول جرائم مروعة ترتكبها النخب التركية التي تمول الإرهاب الدولي بصورة مباشرة ” ، وأكد أن الاتجار بالنفط يمثل المصدر الرئيس لتمويل الإرهابيين في سوريا، وشدد على أنه لإلحاق الهزيمة بـ “داعش” يجب توجيه ضربة صارمة إلى مصادر تمويله . لكنه قال إن الجانب الروسي لا يلاحظ أي غارات من جانب التحالف الغربي على قوافل “داعش” النفطية في سوريا والعراق .

وأضاف المسؤول العسكري الروسي أن وزارة الدفاع الروسية ستواصل الكشف عن معلوماتها حول الطرق التي تعتمدها تركيا لسرقة الثروات الطبيعية من جيرانها. وأضاف أن الوزارة ستعقد الأسبوع القادم مؤتمرا صحفيا جديدا ستقدم خلاله معلومات عن الأسلحة والمواد المتفجرة التي يجري إرسالها من تركيا إلى سوريا وعن تدريب الإرهابيين في الأراضي التركية .

مسارات النفط من داعش الى الحكومة التركية

وخلال المؤتمر الصحفي لوزارة الدفاع الروسية، كشف رئيس مديرية العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكوي، أن وزارة الدفاع الروسية حللت الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية الروسية وكشفت عن ٣ مسارات رئيسية لتهريب النفط من سوريا والعراق إلى تركيا .

وذكر أن المسار الغربي يؤدي إلى الموانئ التركية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، أما المسار الشمالي فنقطة الوصول النهائية عليه هي مصفاة “باتمان ” في تركيا، فيما يؤدي المسار الشرقي إلى مدينة جزيرة بن عمر التركية .

المسار الغربي

وأوضح رودسكوي أن النفط الذي يجري استخراجه من حقول بمحيط الرقة السورية، ينقل ليلا بصهاريج إلى شمال غرب سوريا، ومن ثم إلى بلدة إعزاز السورية ومنها إلى الريحانية التركية، ليتم توريد النفط لاحقا إلى ميناءي ديورتيول واسكندورنة، حيث يتم شحن جزء من النفط على متن سفن وإرساله إلى الخارج للتكرير، أما كميات النفط المتبقية، فيجري تسويقها في السوق التركية الداخلية .

ولإثبات هذه المعلومات، عرض الجنرال صورا فضائية تظهر قافلات من شاحنات الوقود في الميناءين في انتظار شحن محتوياتها على السفن، بالإضافة إلى شريط فيديو يظهر تحرك الشاحنات بصورة غير مقيدة عبر الحدود السورية-التركية في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “جبهة النصرة” في ريف حلب. وأشار إلى أن هذه الشاحنات تعبر الحدود بالمئات على الرغم من العمليات القتالية الدائرة في المنطقة، وتظهر اللقطات أنه لا يجري تفتيش تلك الشحنات في الجانب التركي من الحدود .

المسار الشمالي

وعبر المسار الشمالي يتم تهريب النفط المستخرج في حقول النفط الواقعة على الضفة اليمنى للفرات، وتابع رودسكوي أن ريف دير الزور أصبح من أكبر مراكز “داعش” لاستخراج النفط وتكريره. وتابع أن الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية تظهر وجودا دائما لقوافل الشاحنات في تلك المنطقة بانتظار شحن النفط .

المسار الشرقي

وعبر المسار الثالث تنطلق الشاحنات من الحقول النفطية في شمال شرق سوريا (في ريف الحسكة قره جوخ) وشمال غربي العراق (في محيط زاخو)، وتظهر صور ملتقطة يوم ١٤ نوفمبر/تشرين الثاني وجود ما يربو على ١.١ ألف شاحنة في محيط زاخو العراقية، فيما تبرز صورة أخرى التقطت يوم ٢٨ نوفمبر/تشرين الثاني في قره جوخ ٥٠ شاحنة في محيط معمل تكرير نفط .

وكشف رودسكوي أن تنظيم “داعش” يستخدم ٨٥٠٠ شاحنة لتهريب ٢٠٠ ألف برميل من النفط يوميا، مؤكدا أن الغارات الروسية أدت إلى تقليص عدد تلك الشاحنات إلى حد كبير .

كما حذر الجنرال الروسي من عواقب بيئية وخيمة تؤدي إليها “الطرق الهمجية” التي يعتمد عليه الإرهابيون لاستخراج النفط. وأشار في هذا السياق إلى تخزين النفط في أحواض تم حفرها في الرمال مباشرة. وعرض رودسكوي لإثبات كلامه صورة لمخازن نفط أنشأها “داعش” في محيط الرقة .

وزارة الدفاع الروسية: تركيا سمحت بمرور ٢٠٠٠ ارهابي الى سوريا و١٢٠ طن من الذخيرة و٢٥٠ عربة قتالية

وعلى صعيد دعم تركيا للجماعات الارهابية في سوريا والعراق، قال رئيس المركز الوطني لإدارة العمليات التابع لوزارة الدفاع الروسي، ميخائيل ميزينتسيف أن قرابة ألفي إرهابي دخلوا سوريا من الأراضي التركية خلال الأسبوع الماضي للانضمام إلى صفوف تنظيمي “داعش ” و”جبهة النصرة”، بالإضافة إلى إرسال ما يربو عن ١٢٠ طنا من الذخيرة ونحو ٢٥٠ عربة، وأضاف: “وحسب معلومات استطلاعية موثوقة بحوزتنا، ينخرط الجانب التركي في تدبير مثل هذه التحركات بشكل نظامي ومنذ وقت طويل .
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق