التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

سياسة النفاق الغربية تجاه طالبي اللجوء 

يبدو أن سياسة دول أوروبا الغربية تجاه اللاجئين السوریین والعراقيين الهاربین من الارهابيين التكفیریین، هي سياسة منافقة و التي لا تخدم سوى مصالح الاتحاد والغرب، و تشير الأدلة إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى للاستفادة من هذا الوضع الاستفادة السياسية والدعاية القصوى.

الإحصاءات الأوروبية غير المتناسقة عن عدد طالبي اللجوء، مختلفةٌ و غير واقعية جداً، و یقال إن كل بلد یرفع إحصاءً إلی الاتحاد الأوروبى بشكل مستقل. والاتحاد الأوروبي يعلم جیداً العدد الفعلي للاجئين، و لكنه لا يرغب في تقدیم مزيد من الشرح، ذلك أن وجود عدد كبير من طالبي اللجوء يمكن أن یکون أداةً دعائيةً هامةً لبلدان أوروبا الغربية، لإظهار وجه أكثر إيجابيةً عن نفسها في الساحة الدولية، باعتبارها طالب سلام ومدافع عن حقوق المضطهدین جراء الإرهاب.

أزمة اللاجئين في أوروبا تشبه لعبة الدومينو، وتصیب في کل مرة أحد البلدان الأوروبية. و وفقاً لأحدث التقارير فبعد إغلاق حدود المجر وكرواتيا، تدفق اللاجئون حالیاً إلی حدود سلوفينيا، لأن إغلاق الحدود بین المجر وكرواتيا، أجبر العديد من طالبي اللجوء ومن أجل الوصول إلی وسط أوروبا، علی الذهاب إلی حدود سلوفينيا.

وبالنظر إلی الوضع الحالي لطالبي اللجوء، يبدو أن حكومات أوروبا الشرقية ستدفع التكلفة الأكثر، وهي الحكومات التي تعاني من مشاكل اقتصادية حادة، وتتأثر تماماً بالسياسات الليبرالية المتغطرسة للاتحاد الأوروبي.

نظرة أوروبا الغربية إلى شرق أوروبا کانت دائماً نظرةً ربحيةً ومُهينة، وهم یستفیدون من أسواق الاستهلاك والقوى العاملة لهم بشکل أكثر، وفي بعض الحالات تکون مساحةً لتقدیم التنازلات لحلفائهم (أمريكا والکیان الإسرائيلي) و أحياناً أخری لممارسة الضغط والتهديد ضد الروس.

والنقطة المهمة التي ينبغي النظر إليها هي أن ظاهرة تزاید الهجرة كان قد تنبأ لها الباحثون والمستقبليون قبل خمس سنوات على الأقل، وبالتأكيد هناك خطط قد وضعت لذلك أيضاً، وبالتالي فإن قبول تصریحات المسؤولین الأوروبيین القائلة بأن الأزمة غير متوقعة، يكون سطحياً إلی حد ما. ویُظهر تحليل مضمون البرامج الإخبارية لوسائل الإعلام أنه من الممكن أن تکون إحصائيات اللاجئين ثلثَ الاحصاءات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي ووسائل الإعلام التابعة للغرب حتی هذه اللحظة.

والاجتماعات الأخيرة للاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين، لم تکن بهدف مساعدتهم، بل من أجل خلق آلية لتحقيق أقصى الاستفادة من هذه القوی العاملة الرخيصة، وكسب الهيبة الدولية لتعزيز القوة التفاوضية في الشؤون الدولية؛ وفي الحالة الأخیرة مازال الاتحاد الأوروبي ضعيفاً وغير فعال.

من ناحية أخرى في هذه الحالة الفوضوية، بدأت الأجهزة الأمنية الغربية وفي إطار برنامج معدّ سلفاً تنشط کثیراً، ومن خلال صرف تكاليف قليلة جداً، یجذبون الأشخاص المستعدین للقیام بالأعمال التجسسیة والأمنية من بین اللاجئين. وهم مواطنون محلیون بإمکانهم في المستقبل تقدیم المعلومات المیدانیة من بلادهم إلی الأجهزة الأمنیة بتكلفة منخفضة ودون وسطاء؛ ونتيجةُ ذلك هي تحليل قضایا الشرق الأوسط بشکل أكثر تفصيلاً.

وهذه الخطط تشبه تلك التي بدأوها في السنوات القليلة الماضية في مراكز أبحاثهم؛ أي أن المؤسسات البحثية تجتذب خبراء كل بلد، من الباحثين والكتاب المحلیین لذلك البلد فقط، والمدراء الغربيون یُحدّدون للنخبة في كل بلد متطلباتهم فحسب، وهذا الأسلوب دقيقٌ وفعال ومنخفض التكلفة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق