التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

أسباب ظهور الأزمة في جغرافیا محور المقاومة 

من الجوانب المشتركة للأزمات الدائرة في سوريا و العراق و اليمن، هي التعامل مع دور و تأثير محور المقاومة في المنطقة؛ ولهذا الغرض، یحاول الکیان الإسرائيلي والدول الغربية و حلفاؤهم الإقليميون في غرب آسيا و شمال أفريقيا، وعبر استخدام قدرات الجماعات الإرهابية، تدميرَ الاستثمارات الاستراتيجية لمحور المقاومة في المنطقة، وفي هذا الصدد ولتحقيق هذا الهدف، أقدموا علی خلق الأزمات الأمنية في مناطق نفوذ محور المقاومة في المنطقة.

وبفعل المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، اضطر الکیان الإسرائيلي إلی الانسحاب عن جنوب لبنان في عام ٢٠٠٠، والانسحاب عن قطاع غزة من جانب واحد في عام ٢٠٠٥. وکان الانسحاب العسكري من الأراضي العربية والفلسطينية، ودون الحصول علی أي امتیازات أو ضمانات، انتصاراً كبيراً للمقاومة الإسلامية علی الصهاينة، والذي أصبح محط اهتمام الرأي العام في العالمین العربي والإسلامي.

كان ذلك في حين أن يأس الناس من الجيوش العربية لاستعادة حقوقهم وتیار التسویة، قد جعلهم یرحبون بحركة المقاومة الإسلامية ضد الکیان الإسرائيلي، والتي لم تعترف بهذا الکیان منذ بداية التسویة.

هذا الترحیب الشعبي نفسُه أدی إلی تعزيز حركات المقاومة الإسلامية، وهذه المجموعات قد زادت من حجم عملياتها ضد الکیان الاسرائيلي، إلی أن أقدم الکیان علی أعمال قتل واسعة النطاق لتدمير هذه المجموعات (أثناء الهجوم علی لبنان عام ٢٠٠٦، وقطاع غزة في ٢٠٠٩ و ٢٠١٤)، الأمر الذي لم یجرح مشاعر الرأي العام في العالمین العربي والإسلام فحسب، بل أثّر علی الرأي العام العالمي أيضاً.

ومن خلال دراسة أزمات المنطقة بعد تشكيل محور المقاومة في أوائل الثمانينات، منذ احتلال جنوب لبنان إلى حرب لبنان التي استمرت ٣٣ يوماً ثمّ الأزمة في سوريا والعراق واليمن، يمكننا القول إن السعي لاحتواء وإزالة نفوذ وقوة محور المقاومة ضد الکیان الإسرائيلي والمعادي للإمبريالية، کان أحد الأسباب الرئيسية لخلق الأزمات في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.

وفي السنوات التي تلت الحرب الباردة، فإن الخطاب المقاوم الذي یستند إلى البحث عن هویة القوى الاجتماعية في المناطق المحيطة بها، قد توسع تدريجياً وأصبح قوياً. وقد أنتج الخطاب المقاوم والمعتمد علی المبادئ الإسلامية ورفض الهيمنة والخنوع، طاقاتٍ کثیرةً للتعامل مع مبادئ الأيديولوجيات غير الإلهية، وإعطاء الهوية للمجتمعات الإسلامية، وبات مصدراً لتطورات کبیرة في المنطقة.

إن الخوف من ثقافة وخطاب المقاومة، جعل نظام الهیمنة یسعی منذ البدایة لاحتواء قوة ونفوذ هذا الخطاب بشکل جاد کاستراتیجیة لا بدیل لها، وبدأت الدول الغربية بقيادة أمريكا وحلفائها الإقليميین استهدافَ محور المقاومة من خلال الانقلابات، الحروب العسكرية، العقوبات الاقتصادية، الغزو الثقافي ودعم الإرهابيين، وذلك بهدف منعه من التصدیر والتکاثر والانتشار.

بالتوازي مع هذه العملية، حاول نظام الهیمنة ومن خلال إنتاج الخطابات المضادة للمقاومة وعبر القوى والجماعات السلفية والتكفيرية مثل تنظیم داعش، السيطرةَ والحد من موجات المقاومة واستعادة الهویة بناءً على خطاب المقاومة في المنطقة؛ لذلك، یجب اعتبار الأزمات في العراق وسوريا واليمن، نتیجةَ إجراءات المحور الصهيوني – الغربي لإفشال إجراءات محور المقاومة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق