صواریخ”دونغ فونغ٢١”، قادرة علی تدمیر حاملات الطائرات الأمريكية
“صواريخ سرعتها تفوق سرعة الصوت، وقادرة على التملص من الرادارات المتطورة، وهي قادرة ایضا على إصابة أي هدف بحري، خاصة تدمير حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية”؛ هذا ما قالته بعض المصادر المقربة من القوة البحریة للجیش الامریکي حول صواريخ “دونغ فنغ٢١” التي طورتها الصين.
ففی حین یضخ الأميركيون الكثير من الأموال في تطوير منظوماتهم العسکریة، طورت الصین صاروخها المعروف بـ”قاتل حاملات الطائرات”، التی یعتبر تطور ملحوظ و التی تشکل تهدیدًا کبیرًا للقوة البحریة الامریکیة، فما هي هذه الصواريخ؟ وما مغزى استخدامها من الناحية العسكرية التقنية وإدخالها في المواجهات؟ و هل يكسر “دونج فونغ٢١ ” التوازن فعلاً؟
صواریخ”دونج فونج٢١”، هي صواريخ متوسطة المدى ذاتية الدفع (MRBM)على مرحلتين تعمل بالوقود الصلب، ذات راس حربي واحد وهي من سلسلة صواريخ “دونغ فونغ” والتي طورتها الصين في عام ٢٠٠٨.
صُمم الصاروخ أصلاً كسلاح استراتيجي، وقد تم تصميم المتغيرات اللاحقة من “دي إف-٢١” لمهام الضربات النووية و التقليدية على حد سواء. فضلا عن الرؤوس الحربية النووية من حوالي ٣٠٠ كيلوطن، و يعتقد أن تكون الرؤوس الحربية المتفجرة والذخيرة الفرعية العالية المتوفرة.
بات من الواضح بأن الصواریخ التی أنتجتها الصين قادرة على تهديد حاملات الطائرات الأمريكية و هذا الامر يضعف إلى حد كبير نفوذ الولايات المتحدة فی المنطقة. تطور ملحوظ اعترفت به مصادر عسکریة قریبة من القوات البحریة الامریکیة. و تطرقت بعض وسائل الاعلام الامریکیة الی قیام الصین بتطویر صاروخها السمی بـ “دونج فونج٢١”، و اعتبرته تحدیا واضحا لقدرة واشنطن العسکریة خاصة حاملات الطائرات، موکدة ان واشنطن ستتحمل خسائر فادحة فی حال دخول فی حرب مع بکین، علی هذا یمکن القول بأن واشنطن لا ترغب فی دخول مواجهة مع بکین فی هذه الفترة علی الاقل.
و قد أکدت مصادر عسکریة في واشنطن، ان السفن الحربیة الامریکیة لاول مرة أصبحت فی مرمى هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه مابین ٨٠٠ الی ١٠٠٠ میل. الی ذلك اعترف بعض المحللین الامریکيين بقدرة هذه الصواریخ فی استهداف حاملات الطائرات الامریکة و تدمیرها بالکامل.
و نقلت بعض وسائل الاعلام الامریکیة عن “اندرو براون” الخبير الأمريكي في الشؤون العسكرية قوله: بعد ما طورت بکین صاروخها المسمی بـ”دونغ فونغ٢١” یمکننا ان نقول بان حاملات الطائرات الامریکیة اصبحت فی مرمی الصواريخ البالستية المضادة للسفن. واضاف: من دون شك تطویر هذه الصواریخ یعتبر تهدیدا حقیقا للقوة العسکریة الامریکیة، لأن مسافات هذه الصواریخ تصل إلى عشرات الكيلومترات و ما فوق، بدرجة عالية من الدقة.
فی هذا المجال “جيري هندريكس”، المحلل في مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن و أحد أهم القادة فی الحریة الأمريكية قال:”صواريخ دونغ فنغ٢١ والتي طورتها الصين، ستدفع واشنطن الی التوقف عن ارسال حاملات الطائرات الی المنطقة”.
و یقول الاستاذ و الكاتب الأمريكي”روبرت فارلی”، ان القوة البحریة الامریکیة قلقة بشکل کبیر بشأن هذا التطور الصاروخی، لهذا السبب تسعی واشنطن إلى الحصول علی تکنولوجیا مضادة للصواریخ البالستية المضادة للسفن. و یقول هذا الکاتب الامریکی، ان الجیش الامریکي یدرس الان امکانیة استهداف مواقع هذه الصواریخ فی حال نشوب حرب بین واشنطن و بکین.
هذه التصریحات من قبل المصادر العسکریة الامریکیة تدل علی أن صاروخ دونغ فونغ يشكّل خطرا و تحدیا عسكرياً لواشنطن و یعتبر ایضا كسراً للتوازن، فقدرته تتفوق على قدرة باقی صواريخ الصین فالكلام اليوم يدور عن وجود تهدید حقیقی موجه للسفن الحربیة الامریکیة، و لو دخلت واشنطن فی مواجهة عسکریة مع الصین سوف تتحمل خسائر فادحة.
يمثّل تطور هذا الصاروخ تغييراً لما اعتادت واشنطن على مشاهدته، و هذا ما دفع وزارة دفاع الولايات المتحدة الامریکیة أن تقر بأن هذه الصورایخ یمکنها تنفیذ حملات متحركة لا يمكن رصدها بسهولة، و یمکنها أن تستهدف حاملات الطائرات الامریکیة فی البحر الهادی و بحر الصين الجنوبى.
و قدرت وزارة الدفاع الأمريكية فی وقت سابق أن الصين لديها ٦٠-٨٠ صاروخ و ٦٠ من قاذفات الإطلاق.
ختاما یمکن القول بأن الخاسر الأكبر من تطویر صاروخ”دونج فونج٢١”، هی الولایات المتحدة الأميركية التي تحاول ان تبرز قوتها العسکریة کقوة عسکریة لا تقهر.
المصدر / الوقت