التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

بين الحرب الاستعراضية إلى الخرق التركي السيناريو الأمريكي إلى أين ؟ 

عبدالرضا الساعدي
يبدو أن السيناريو الغربي ، أو حلف الناتو تحديدا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، مفتعل ، متفق عليه سلفا ، وفد حان وقت سقوط الأقنعة بشكل فاضح بخصوص داعش والحرب عليه..
فبعد الدخول الفاعل والمؤثر للغارات الروسية على مجرى الصراع الدائر في سوريا منذ 5 سنوات تقريبا ، وفي وقت قصير جدا ، وبعد الأحداث الإرهابية الأخيرة في فرنسا ، ها هي الطائرات البريطانية تلتحق بغارات التحالف الدولي (الاستعراضية ) لمحاربة داعش ، في سوريا والعراق .. ولكن ما الذي يحصل حقا في ظل هذه الزحمة من الطائرات الغربية على الأرض ؟
الذي حصل أن أمريكا تريد إرسال قواات خاصة أو برية إلى العراق لمحاربة داعش ، وهذا ما يرفضه العراق ..
وبالتزامن مع هذا الحدث ،فإن القوات التركية الغازية توغلت مؤخرا في الأراضي العراقية التابعة للموصل ، وبحسب ما يتضح من الوضع الحالي ، فإن هذا الاعتداء السافر من قبل الحكومة التركية كان بعلم أمريكي أطلسي ، مثلما تم الإيعاز لهم بإسقاط الطائرة الروسية سو 24 -غدرا وخيانة- مؤخرا على الأراضي السورية .. فقد قال مسؤولان دفاعيان أمريكيان ‘‘إن الولايات المتحدة على علم بإرسال تركيا مئات الجنود الأتراك لشمال العراق ولكنهما أوضحا أن تحركها ليس جزءا من أنشطة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة‘‘.
كما أن الذي حصل أيضا في سوريا هو أن طائرات التحالف الدولي تضرب مواقع قوات الجيش العربي السوري اليوم ، الجيش الذي يحارب داعش وجماعات الإرهاب على أرضه _ ، كما حصل مؤخرا في دير الزور _ وقتلت عددا من الجنود السوريين وجرحت آخرين !!
ومن ثم يبدو السيناريو وكأن هذا التحالف الدولي المتآمر على العراق وسوريا
ومعه تركيا -كشرطي مزروع من قبلهم في المنطقة – قد استشعروا النهاية المحتومة التي يمر بها داعش -صنيعتهم الإرهابية- فجاءوا لنجدته ربما ، أو جاءوا كي يلمّعوا صورتهم الحالكة في الوقت المتأخر من الكارثة ، بعد أن حلّ الخراب في البلدين _ العراق وسوريا _ من خلال آخر استعراضاتهم الجوية في منطقتنا ، وبعد أن طلع النهار على تواطئهم مع داعش من خلال شراء النفط المسروق من سوريا والعراق ، بواسطة شرطيهم المزروع في المنطقة (تركيا).
وقد ذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية “تأكد لدينا بان قوات تركية تعدادها بحدود فوج واحد مدرعة بعدد من الدبابات والمدافع دخلت الأراضي العراقية وبالتحديد محافظة نينوى بادعاء تدريب مجموعات عراقية من دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية العراقية”.وأكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أن حكومته لم تطلب دخول قوات تركية إلى العراق، فيما تحدى السلطات التركية بإبراز أي دليل حول علم الحكومة أو موافقتها على هذا التدخل، معلنا أن دخول قوات تركية للأراضي العراقية أمر مرفوض وتم دون علم أو موافقة الحكومة العراقية عليه”.معتبرا هذا الأمر “تجاوزا على السيادة العراقية، وعلى هذه القوات أن تنسحب فورا”.
الأيام القادمة ستكشف الكثير من الألاعيب والأساليب التي يمارسها الغرب في منطقتنا خدمة لمدللتهم إسرائيل أولا ، وإشغال المنطقة بحرب تستنزف الطاقات وتنهب الثروات والمضي باتجاه المشروع الرئيس في العقل الأمريكي الأوربي ألا وهو التقسيم ، والهيمنة على مقدرات الشعوب في هذه المنطقة بمساعدة أدواتها العربية والإسلامية المعروفة .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق