التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

هل ستعيد سياسات اردوغان الجيش التركي الى مسند الحكم؟ 

في يوم من الايام كان حزب العدالة و التنمية يحاول جاهدا الحد من قوة و تأثير الجيش التركي في ميدان السياسة لكن السياسات التي يتبعها هذا الحزب حاليا و التي تخلق الازمات واحدة تلو الاخرى ستعيد الجيش التركي مرة ثانية كلاعب قوي على الساحة السياسية بذريعة حماية الامن التركي.

لقد كان اردوغان يسعى منذ مجيئه الى الحكم في عام 2003 الى تغيير الاوضاع داخليا و خارجيا و لم يستطع الجيش القيام بدور قوي في التطورات و الاحداث كما كان يحصل سابقا و قد ضغط الجيش في عام 2008 على المحكمة العليا لحل حزب العدالة و التنمية لكنه فشل في ذلك رغم تمكن المحكمة من وقف مساعي حزب العدالة و التنمية لالغاء منع الحجاب في الجامعات التركية.

وفي خطوة اخرى قلصت الحكومة التركية قدرات الجيش حينما ضغطت من اجل تعديل الدستور في 13 يوليو 2013 و وافق البرلمان على اصلاحات دستورية قلصت قدرات الجيش على التأثير على الاوضاع الداخلية و لم يعد الجيش بعد ذلك مدافعا عن نظام الجمهورية التركية لكي يستطيع القيام بانقلاب عسكرية تحت هذه الذريعة، و قد حصر النواب دور الجيش في مواجهة التهديدات الخارجية.

بدء أزمات اردوغان
لقد تغيرت السياسة الخارجية التركية في زمن حزب العدالة و التنمية و قرر هذا الحزب الاسلامي ان يتحول الى لاعب اساسي في العالم الاسلامي و قد منحت الثورات العربية التي اندلعت في عام 2011 افضل الفرص لاردوغان و فريقه من اجل ذلك حيث عمد هؤلاء الى دعم تيارات المعارضة في كل من ليبيا و مصر و سوريا، لكن الاوضاع في سوريا قد تغيرت كليا عن الاوضاع في ليبيا و مصر حيث القت تركيا بثقلها في دعم الجماعات المسلحة بالمال و السلاح و الدعم اللوجستي و كل ما يلزم ما اعاد الى الاذهان الدعم الذي قدمته باكستان الى طالبان في الثمانينيات من القرن الماضي لمحاربة الاتحاد السوفيتي، وقد نسي الاتراك ان دعم الجماعات المتطرفة في افغانستان قد ارتد على باكستان.

لقد تسبب الدعم الشامل الذي تقدمه تركيا لمعارضي الحكومة السورية بوصول الاضطرابات الى الحدود التركية و اصبحت الاجواء في المدن الحدودية التركية اجواء امنية متوترة و وقعت الهجمات و التفجيرات الارهابية في انقرة و اسطنبول و اشتدت النزعات الطائفية و القومية في تركيا و على سبيل المثال اصبحت محافظة هاتاي مثل باقي المناطق الحدودية التركية محل تجمع و استقرار للجماعات السلفية كما ان الخلايا الارهابية باتت تتجمع في اسطنبول ايضا.

وهناك سؤال يطرح الان وهو هل ستوقف الجماعات السلفية نشاطاتها بعد انتهاء الازمة السورية (بأي شكل من الاشكال)؟ وللاجابة نقول ان التجربة التاريخية قد اثبتت ان استمرارية حياة الجماعات السلفية المتطرفة هي في النزاعات والاشتباكات و ان تركيا ستكون افضل بديل لسوريا بعد انتهاء هذه الازمة لاستمرار النشاط.

ان الخبراء يعتقدون بأن السبب الرئيسي لبقاء الجيش الباكستاني اللاعب الاول في بلاده هو استمرار نشاطات الجماعات السلفية المتطرفة وهذا يمكن تطبيقه على تركيا ايضا، حيث يبدو المجتمع التركي لا يتمتع بالمناعة امام نشاط التكفيريين السلفيين و هذا سيفتح الباب مجددا امام دخول الجيش التركي الى الساحة السياسية في تركيا من اوسع ابوابها بسبب سياسات اردوغان الغير محسوبة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق