ما هو موقف أکراد العراق من التدخل العسکري الترکي في العراق؟
أثار دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية الكثير من الجدل، و الاهم من ذلک انه أثار حفيظة العراقيين و القيادة السياسية في العراق على كافة المستويات.
الحكومة المركزية العراقية قد اعلنت موقفها الرافض للدخول الترکي في العراق و أکدت إن بغداد تحتفظ بحقها في استخدام كل الخيارات المتاحة، بما في ذلك اللجوء لمجلس الأمن الدولي، ما لم تنسحب القوات التركية التي أرسلت إلى شمال العراق.
بدوره أعلن المجلس الوزاري العراقي للأمن الوطني معارضته لتوغل القوات العسكرية التركية في الاراضي العراقية و اعلن في بيان له؛ إن المجلس ناقش التدخل العسكري التركي السافر في الأراضي العراقية، مبيناً أن المجلس الوزاري يجدد موقف العراق الرافض لدخول قوات تركية الى الاراضي العراقية الذي حصل دون موافقة و لا علم الحكومة العراقية، و اعتبره انتهاكاً للسيادة و خرقاً لمبادئ حسن الجوار.
و نظرا لسعي تركيا الدائم لمنع الصعود الكردي و اتخاذ اجراءات ضدهم و ايضا البحث عن أدوات للتعامل مع الاکراد في المنطقة، وفي المقابل شعور الاکراد الدائم بأن ترکيا تدعم داعش ضدهم، هناک أسئلة هامة تطرح نفسها و الأهم هو أن ” ماهو موقف الاکراد العراق من التدخل العسکري الترکي في الاراضي العراقية”؟
يبدو ان موقف اکراد العراق لا يختلف عن موقف الحکومه العراقيه، فهم ايضا يطالبون الحكومة التركية بسحب قواتها المتوغله في الأراضي العراقية، و انهم يعتبرون ذلك خرقا لسيادة العراق. و الى جانب معارضة رئاسة الوزراء و وزارة الخارجية العراقية و المجلس الوزاري العراقي للأمن الوطني للدخول التركي الى العراق، أعلن اکراد العراق معارضتهم لتدخل القوات التركية في العراق و وصفوه بـانه تدخل سافر، و ان أنقرة تدخلت دون ان يقدم لها طلب من الجهات العراقية و هذا الامر يكشف عن ان للقوة التركية اهداف ابعد بكثير من المعلنة أهمها دعم قوات تنظيم داعش في تلک المناطق.
و إستنكرت أوساط سياسية و شخصيات کردية، دخول قوات تركية مؤلفة من عشرات الجنود والدبابات الى ناحيتي زليكان و بعشيقة شمالي محافظة الموصل، معتبرة ذلك احتلالا و انتهاكا للقوانين و الأعراف الدولية.
و إعتبر «بوبکر دره اي» الذي يعد أحد الشخصيات السياسية الکردية البارزة، ان دخول القوات الترکية الي الاراضي العراقية يعني دخول أنقرة في لعبة خطيرة قد تکون لها نتائج سلبية، و وصف هذه الخطوة بانها خطوة غير صحيحة وغير محسوبة.
و اضاف هذا الکاتب السياسي، ان هذه الخطوة من قبل الحکومة الترکية جاءت في إطار سعي أنقرة للدفاع عن تنظيم “داعش” الإرهابي، لان أنقرة تحاول الاقتراب من مواقع تنظيم داعش في الاراضي العراقيه حتي تستطيع ان تدعم عناصر هذا التنظيم بسهولة.
و تابع هذا الناشط الکردي، ان ترکيا لاتريد ان تخسر تجارة النفط مع تنظيم داعش، اذا يمکن القول بان احد أهم اهداف أنقرة من هذا التدخل تامين منطقه آمنه من اجل تهريب نفط داعش الي الاراضي الترکيه، لانها بعد تدخل القوات الروسية في سوريا واجهت ﻋدة ﻤﺸﺎﮐل ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺘﺤﻘﻴق أﻫداﻓﻬﺎ، ﺨﺎﺼﺔ في مجال تهريب نفط داعش الي اراضيها.
و هناك تصور سائد لدي الاکراد بأن هذا القرار يهدف الي سيطرة الاتراک علي الحدود السورية حتي تستطيع ترکيا القيام بعمليات عسكرية محدودة ضدهم في تلک المناطق و في نفس الوقت دعم الاراهابين في الاراضي السورية.
و يعتقد الاکراد بان تعديات أنقرة هذه ستزيد من حدة التوتر في المنطقه، لان الاتراک يعتقدون بان ذلک في مصلحتهم ليصطادوا السمک في الماء العکر.
فی هذا المجال صرح ممثل الاتحاد الوطني الكوردستاني في تركيا، بهروز كلالي، خلال لقائه مسعود البارزاني في ترکيا، أن توغل القوات الترکيه في الاراضي العراقيه جاء دون موافقة و دون تنسيق مع الاتحاد الوطني الكردستاني في تركيا.
من جانب آخر، أكد «بيستون فائق» البرلماني الكردي عن حركة التغيير، ان الرواية التركية القائلة ان دخول القوات تم باتفاق مع الحكومة العراقية، غير صحيحة، لان اي حزب عراقي و کردي لم يکن في صوره من هذا التدخل. و هو بهذا التصريح اعلن معارضته لهذا التدخل العسكري التركي السافر في الأراضي العراقية.
ورأى محلل الشؤون السياسية في اقليم کردستان«لقمان حسن» بأنّ دخول القوات الترکيه ليس خرقا للسيادة العراقية فقط بل خرقا لاقليم کردستان العراق و ترکيا لان هذه الخطوه من جانب انقرة تاتي لخدمة مخططات تنظيم داعش.
و کان المتحدث باسم حزب العمال الکردستاني، قال ان توغل القوات الترکيه في مناطق شمال العراق يعني ان احتلال ترکيه لاقليم کردستان العراق قد بدأ.
و اضاف إن الأكراد العراقيين لا يستبعدون أي هجوم تركي، و توعد ترکيا في نفس الوقت وقال أنهم لن يقفوا مکتوفي الايدي أمام مخططات ترکيا.
دون شک ثمة قضايا غير مفهومة و معقدة تتعلق بتركيا يتعبرها الاکراد ضد تطلعاتهم، الامر الذي يعزز الشعور لديهم بأن انقره تدعم داعش ضدهم.
الي ذلك، تشدد كثير من الشخصيات الکرديه، ان احد اهم اهداف انقره من التوغل في الاراضي العراقيه هو محاربه حزب العمال الكردستاني “بي كاي كاي” (PKK).
و بات من الواضح تماما أن بعد دخول القوات الروسية ميدان الصراع في سوريا، و مشاركتها في القتال ضد المنظمات التکفيرية، ثمة قلق تركي يتعاظم و دون شك محنة تركيا كبيرة، و أنها الان تجد نفسها في مأزق أکثر من اي وقت مضي لانها أينما تقف تجد نفسها خاسرة.
المصدر / الوقت