بعد توقف صادرات الغاز الروسي .. ما هي خيارات تركيا؟
كما كان متوقعا اعلنت وسائل الاعلام التركية يوم امس ان صادرات الغاز الروسية الى تركيا قد توقفت وان انقرة تسعى حاليا الى سد حاجاتها من الغاز من مصادر اخرى وذلك في احدث تطور في سياق اشتداد التوتر بين الجانبين باسقاط طائرة السوخوي الروسية ما يطرح تساؤلات حول هذه المصادر البديلة التي تتحدث عنها تركيا.
وتشير الارقام الموجودة إلى ان تركيا تستورد ٩٠.٥ بالمئة من حاجاتها النفطية و٩٨.٥ بالمئة من حاجاتها من الغاز من الخارج وكانت روسيا اكبر مزود لتركيا بالطاقة حيث كانت تركيا تستورد ٥٥ بالمئة من حاجاتها للغاز و٣٠ بالمئة من حاجاتها النفطية من روسيا وهكذا اصبح واجبا على تركيا ان تبحث عن البدائل خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، فما هي هذه الخيارات البديلة؟
قطر
لقد زار اردوغان قطر في العاشر والحادي عشر من شهر ديسمبر الحالي بدعوة من امير قطر ما يظهر بان الاتراك كانوا يتحضرون لمشكلة قطع امدادات الغاز الروسي لأن احد اهداف الزيارة كان تأمين قسم من احتياجات الغاز التركية، والمعلوم ان قطر اكبر مصدر للغاز في العالم حاليا بتصديرها ٨٨٥ مليون متر مكعب من الغاز يوميا، وقد وقع اردوغان على اتفاقية في قطر لم يكشف بعد عن مضمونه.
وفيما يتعلق بعلاقات تركيا وقطر فمن الواضح انها دخلت مرحلة جديدة بعد مجيء حزب العدالة والتنمية في تركيا الى الحكم وهناك تحالف تركي قطري سعودي يعمل حاليا في اكثر من جبهة في المنطقة وخاصة في سوريا.
وتسعى تركيا ايضا الى ان تكون ممرا لصادرات الطاقة بين الشرق والغرب وربما يريد الاتراك ان يخطوا الخطوة الاولى للتعاون مع قطر في هذا المجال وهذا يوضح سبب ذهاب الاتراك الى الدوحة اولا.
الكيان الاسرائيلي
لاشك بأن استيراد الغاز من الكيان الاسرائيلي هو الخيار الثاني لتركيا، وقد اعلن موقع “والا” الاسرائيلي قبل ٤ أشهر بأن انقرة تسعى الى عقد اتفاقية مع تل ابيب لاستيراد الغاز من حقل ليفتان النفطي في فلسطين المحتلة ليصل غاز الاراضي الفلسطينية المحتلة الى تركيا بعد العبور من البلدان الاوروبية.
وكانت تركيا اول بلد اسلامي اعترف بالكيان الاسرائيلي في عام ١٩٤٩ وقد زاد الاتراك والاسرائيليون تحالفهم بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وتبادلت تركيا والكيان الاسرائيلي السفراء في عام ١٩٩١ وبعد مرور ٥ اعوام وقع الجانبان على اتفاقية للتعاون العسكري الشامل واجريا مناورات مشتركة فيما بعد.
وهكذا يمكن القول ان الشراكة بين الجانبين مترسخة رغم ازمة اسطول سفن الحرية ليبقى الكيان الاسرائيلي احد الخيارات التركية الرئيسية لاستيراد الغاز بعد قطع صادرات الغاز الروسي.
كردستان العراق
لقد اعلن المسؤولون الاتراك مؤخرا انهم يريدون مد انبوب غاز في كردستان العراق لخفض الاعتماد على الغاز الروسي وشراء الغاز من اقليم كردستان بدلا عن ذلك، وقد اعلنت شركة بوتاش التركية انها ستجري مناقصة لبناء هذا الانبوب الذي سيمتد ١٨٠ كيلومترا بين كردستان العراق ومنطقة ماردين التركية ليصدر اقليم كردستان من خلاله ٢٠ مليار متر مكعب من الغاز الى تركيا في السنة.
ويقدر احتياطي النفط في اقليم كردستان بـ ٤٥ مليار برميل ويقول الخبراء الدوليون ان نفط اقليم كردستان يعادل نفط ليبيا وان كمية الغاز الموجودة فيه تعادل كمية الغاز الموجودة في كازاخستان، وهناك الان ١٧ شركة نفط دولية تعمل في كردستان بينها شركتان تركيتان.
وربما كان هناك من يقول بأن الاحقاد التاريخية بين الاتراك والاكراد ستحول دون تعاون الجانبين في مجال الاقتصاد لكن التاريخ يثبت ان التجارة دائما تنتصر على مثل هذه المشاكل والان نرى بأن القسم الاكبر من مشاريع انابيب النفط والغاز بين كردستان العراق وتركيا قد انجز وان كردستان سيصدر قريبا كميات هائلة من الطاقة الى تركيا ومن ثم الى اوروبا عبر تركيا ليدخل هذا الاقليم سوق الطاقة العالمية ويكون احد خيارات تركيا لاستيراد النفط والغاز.
آسيا الوسطى
لقد زار رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أذربيجان خلال الايام الماضية وهذا يدل على أن أنقرة تولي اهتماما لدول آسيا الوسطى مثل أذربيجان وأرمينيا وتركمنستان وكازاخستان.
ايران
تعتبر ايران التي تمتلك اكبر احتياطي للغاز في العالم احد اهم خيارات انقرة لمواجهة الاوضاع الراهنة خاصة بعد ان اعلن رئيس المنشآت الغازية التركية في منطقة بازركان الحدودية بين البلدين ان ايران قادرة حاليا على تصدير ٤٠ مليون متر مكعب من الغاز يوميا الى تركيا وان الغاز الايراني يقطع مسافة ١٨٠٠ كيلومتر ليدخل الى تركيا.
وهكذا يسعى الاتراك الى البحث عن مصادر بديلة عن روسيا لشراء النفط والغاز منهم لمواجهة ازمة انقطاع الغاز والنفط الروسي.
المصدر / الوقت