اختتام مؤتمر الرياض لـ”المعارضة السورية” وسط غياب بعض المعارضين وتغييب قسري للأكراد
بعد يومين من انعقاده، اختتم مؤتمر الرياض مساء الخميس والذي دعت اليه السعودية عدد من ممثلي المعارضة السورية وبعض الجماعات المسلحة، وتغيب عدد من الشخصيات المعارضة الآخرى والتي رفضت مشاركة من أسمتهم بالجماعات الارهابية في المفاوضات، فيما تم اقصاء الاكراد بناء على طلب تركي، وانسحاب ما يسمى حركة “أحرار الشام”.
وأبدى المجتمعون في البيان الختامي، استعدادهم للدخول في مفاوضات مع ممثلي الحكومة السوريةاستنادا إلى بيان “جنيف” الصادر في ٣٠/حزيران يونيو/٢٠١٢، والقرارات الدولية ذات العلاقة كمرجعية للتفاوض وبرعاية وضمان الأمم المتحدة، ومساندة المجموعة الدولية لدعم سوريا (ISSG) التي اجتمعت في “فيينا” منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وخلال فترة زمنية محدد يتم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة .
وتوافق المعارضون السوريون المشاركون في مؤتمر السعودي في البيان الختامي للمؤتمرعلى تشكيل هيئة عليا للمفاوضات لقوى “الثورة” والمعارضة السورية مقرها مدينة الرياض، وتتولي الهيئة المذكورة مهام اختيار الوفد التفاوضي، على أن تكون مرجعية المفاوضين مع ممثلي النظام السوري نيابة عن المجتمعين .
ويمثل الوفد المفاوض ٦ أشخاص من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، و٦ عن الفصائل العسكرية، و٥ عن هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي، بالإضافة إلى ٦ شخصيات مستقلة .
وبحسب مصادر من داخل اواسط المعارضو فإن الاعضاء هم:
-من الائتلاف :رياض حجاب، فاروق طيفور، جورج صبرا، عبد الحكيم بشار، سهير الأتاسي، منذر ماخوس، خالد خوجة، رياض سيف، سالم المسلط.
– من الفصائل المسلحة : ٤ من الجبهة الجنوبية، ٤ من الجبهة الشمالية، ١ من جيش الاسلام، و١ حركة احرار الشام الاسلامية.
– من هيئة التنسيق :منير بيطار، صفوان عكاش، احمد عسراوي، محمد حجازي، زيادة ابو وفطة
– ومن المستقلين: احمد الجربا، لؤي صافي، هند قبوات، عبدو حسام الدين، يحيى قضماني، رياض نعسان آغا، عبد العزيز شلال، لؤي حسين.
وستفوض الهيئة ١٥ شخصا من بينها لقيادة المفاوضات مع الحكومة السورية المزمع عقدها أوائل العام المقبل بإشراف الأمم المتحدة، كما سيجري تعيين متحدث رسمي باسم “الهيئة العليا للتفاوض”، ومن المتوقع أن يتم اختيار أمانة عامة لها، على أن يكون مقر عملها في الرياض .
وتم التوصل خلال اجتماعات اليوم الأول للمؤتمر إلى الاتفاق على أن حل الأزمة السورية سياسي بالدرجة الأولى، مع وجود ضمانات مكتوبة دولية تلزم كافة الأطراف، وأن عملية الانتقال السياسي هي مسؤولية السوريين بدعم ومساعدة المجتمع الدولي، بما لا يتعارض مع السيادة والمصلحة الوطنية وفي ظل حكومة شرعية ومنتخبة .
وأشار البيان إلى أن المشاركين، الذين توافقوا على تشكيل فريق مفاوض مع ممثلي النظام، طالبوا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإجبار النظام السوري على تنفيذ إجراءات تؤكد حسن النية قبل البدء في العملية التفاوضية، بما يشمل إيقاف أحكام الإعدام الصادرة بحق السوريين، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة والسماح بوصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وعودة اللاجئين والوقف الفوري لعمليات التهجير القسري، وإيقاف القصف بالبراميل المتفجرة .
وشدد المؤتمرون في بيانهم الختامي على التمسك بتطبيق بنود المرحلة الانتقالية في سوريا الواردة في “جنيف١”، مبدين رغبتهم بتنفيذ وقف إطلاق النار بناء على الشروط التي يتم الاتفاق عليها حال تأسيس مؤسسات الحكم الانتقالي، وفي إطار الحصول على ضمانات مدعومة بقوة الشرعية الدولية .
كما تعهد المجتمعون، حسب البيان، بالعمل على الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، مع ضرورة إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، مشددين على رفضهم الإرهاب بكافة أشكاله ومصادره بما في ذلك “إرهاب” النظام وميليشياته، وعلى أن مؤسسات الدولة السورية الشرعية هي التي يختارها الشعب السوري عبر انتخابات حرو ونزيهة، هي من يحتكر حق حيازة السلاح .
وشدد البيان على أن حل الأزمة السورية سياسي بالدرجة الأولى، مع ضرورة توفر ضمانات دولية، وعلى أن عملية الانتقال السياسي في سوريا هي مسؤولية السوريين بدعم المجتمع الدولي بما لا يتعارض مع السيادة الوطنية، وفي ظل حكومة شرعية منتخبة .
من جهتها أعلنت حركة “أحرار الشام” السورية المعارضة انسحابها من مؤتمر الرياض .
وبررت الحركة عملية الانسحاب بعدة أسباب في بيان صدر عنها، بالتالي :
إعطاء دور أساسي لهيئة التنسيق الوطنية وغيرها من الشخصيات المحسوبة، بما يعتبر خرقا واضحا للعمل الثوري .
عدم الأخذ بالملاحظات والإضافات التي تقدمت بها بعض الفصائل، لتعديل بعض الثوابت المتفق عليها، بما فيها وثيقة الثوابت الخمسة، وعدم التأكيد على هوية شعبنا المسلم .
عدم إعطاء الثقل الحقيقي للفصائل الثورية سواء في نسبة التمثيل أو حجم المشاركة في المخرجات .
كما، ودعت الحركة الفصائل الأخرى للوقوف وقفة تاريخية تجاه ما أسمته بالمبادئ الأساسية، والتي من أجلها قدموا التضحيات .
المصدر / الوقت