تقرير غربي: “بعث صدّام” يدير منظومة داعش الأمنية
نشرت وكالة أنباء رويترز العالمية تقريراً عن أن ضباط من “حزب البعث” المنحل، قد عززوا شبكات التجسس التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وشاركوا في رسم تكتيكات ساحات المعارك.
وأوضحت إيزابيل كولز في تقريرها أن تنظيم داعش الإرهابي إستعان بضباط سابقين بالجيش والمخابرات ممن كانوا في حزب البعث لتأسيس شبكة مخابرات “وضعت يدها على مساحات شاسعة من العراق وجارته سوريا. أما المخبرون فمنهم أطفال ومنهم مقاتلون أصقلتهم الحرب ومنهم ما بين هؤلاء وأولئك”.
ويتابع التقرير: كان لضباط عملوا في عهد صدام عاملا قويا في صعود داعش وبخاصة فيما حققه التنظيم السني المتشدد من انتصارات بالعراق العام الماضي. وقد عكف البعثيون على تعزيز شبكات جمع المعلومات التابعة للتنظيم وقد عززوا من التكتيكات في ساحات المعارك . هم عنصر رئيسي في بقاء دولة الخلافة التي أعلنها زعيم التنظيم وذلك وفقا لما ورد في مقابلات أجريت مع عشرات من بينهم قياديون سابقون بالحزب وضباط سابقون بالمخابرات والجيش ودبلوماسيون غربيون و٣٥ عراقيا فروا في الآونة الأخيرة من مناطق يسيطر عليها التنظيم إلى كردستان .
في هذا السياق يقول المحلل العراقي هشام الهاشمي، إن “من بين حقائب داعش الـ٢٣ يدير ضباط سابقون عملوا في نظام صدام ثلاثاً من أهم الحقائب، وهي الأمن والجيش والمالية”.
من جانبه، ذكر وزير المالية العراقي هوشيار زيباري -وهو كردي قضى سنوات في معارضة نظام صدام- أن “البعثيين السابقين الذين يعملون مع داعش يقدمون للتنظيم إرشادات قيمة فيما يتعلق بالمتفجرات والاستراتيجية والتخطيط”، مضيفاً “هم على دراية بالأفراد والعائلات اسماً اسماً”. كذلك، يقول مسؤول أمني كبير سابق في حزب البعث: “بصمات الدولة العراقية القديمة واضحة في عملهم. يمكنك أن تحسها”.
في السياق ذاته، يقول قائد أمني سابق عمل في جهاز المخابرات العامة العراقي من عام ٢٠٠٣ إلى عام ٢٠٠٩، إن ““بعض البعثيين السابقين الذين أبعدتهم حكومة العراق عن أجهزة الدولة كانوا في منتهى السعادة لمجرد أنهم وجدوا مظلة جديدة تظلهم”. مضيفاً “داعش تدفع لهم”.
نقطة تحول في تكريت
بعد الإطاحة بصدام حسين عام ٢٠٠٣، بدأ سريعاً بعض البعثيين في التعامل مع تنظيم القاعدة في العراق، والذي كان البذرة التي انبثق عنها ما أصبح يعرف بتنظيم داعش. كان صدام قد أدار دولة بوليسية قمعية. وبحلول عام ٢٠١٤، عاد البعثيون والمتشددون لعقد تحالف فيما بينهم. ومع اجتياح مقاتلي داعش لوسط العراق، انضم إليهم جيش رجال الطريقة النقشبندية، وهي جماعة تضم مقاتلين بعثيين.
بعد فترة قصيرة من سقوط تكريت في حزيران/ يونيو ٢٠١٤، التقى زعماء فصائل التمرد السني الرئيسية في منزل أحد أعضاء حزب البعث. وقال المسؤول الأمني الكبير وشيوخ عشائر من تكريت ومسؤولون بعثيون، إن “داعش خير البعثيين: إما أن تنضموا إلينا وإما أن تتنحوا جانباً.
“الجدران لها آذان”
ترى إيما سكاي المستشارة السابقة بالجيش الأمريكي، أن داعش ابتلع البعثيين فعلياً. وقالت: “الضباط ذوو الشوارب المنمقة أطلقوا لحاهم. أعتقد أن كثيرين أصبحوا ملتزمين دينياً فعلاً”.
ويقول مسؤول أمني بارز في “صلاح الدين”، إن “من أبرز البعثيين المنضمين لداعش، أيمن السبعاوي ابن أخ صدام حسين، ورعد حسن ابن عم صدام”. ومن الضباط الكبار في داعش الآن، وليد جاسم الذي يعرف أيضاً باسم أبو أحمد العلواني، وكان نقيباً في المخابرات في عهد صدام، وكذلك فاضل الحيالى المعروف باسم أبو مسلم التركماني والذي يعتقد البعض أنه كان نائباً للبغدادي.
وتشرف الوكالة الأمنية لداعش على أجهزة الأمن والمخابرات بالتنظيم في الموصل أكبر مدن شمال العراق. وعلى رأس الوكالة الأمنية في العراق وسوريا، ضابط مخابرات سابق من الفلوجة عمل في عهد صدام هو إياد حامد الجميلي، الذي انضم للتنظيم بعد الإحتلال الأمريكي، ويعمل الآن تحت إمرة البغدادي مباشرة.
شبكة من المخبرين
ويروي عدد من الفارين أن الوكالة الأمنية التابعة لداعش، جمعت في أيلول/ سبتمبر الماضي، نحو ٤٠٠ من أفراد قوات الأمن العراقية السابقين وأعدمتهم. ويقول أحد الفارين إن “داعش زرع نفسه في كل قرية تقريباً، وحول بيوت ضباط الجيش العراقي السابقين إلى قواعد، وأقام شبكة من المخبرين”، مشيراً إلى أن “استخدام الهواتف المحمولة ممنوع وكذلك الإنترنت”.
المصدر / الوقت