صد هجوم لداعش على جرود القاع اللبنانية و تنبأ الخارجية الأمريكية بأحداث أمنية!
بعد التقدم الكبير الذي حققه القوات السورية مدعومة بالمقاومة اللبنانية و الغطاء الجوي الروسي على الأراضي السورية. حاول تنظيم “داعش” الارهابي استعادة المبادرة و توجيه ضربة باتجاه الحدود اللبنانية السورية من خلال هجوم شنه باتجاه تلال الحمرا في جرود القاع في السلسلة الشرقية للبنان. إلا أن العين الساهرة للمقاومة كانت بالمرصاد حيث تمكنت المقاومة من صد الهجوم و تكبيد التنظيم خسائر كبيرة في الأرواح إضافة الى العتاد و السلاح. و قد فر العشرات من “داعش” تاركين ورائهم جثث قتلاهم باتجاه جرود عرسال.
وهذا الهجوم يؤكد مقدار الضغط الكبير الذي يعيشه التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في الداخل السوري. حيث يسعى الى التسلل و الضرب في جبهات أخرى. سعيا منه إلى تنفيس الضغط عليه في الداخل السوري، بالاضافة الى إشغال المقاومة في جبهات جديدة. ولكن الرد الموجع أكد مرة أخرى الجهوزية العالية لدى المقاومة و الاستعداد للتواجد على كافة الجبهات في وقت واحد.
ومن ناحية أخرى فان هذا الهجوم يؤكد مرة أخرى على مطامع تنظيم “داعش” الارهابي بايجاد موطئ قدم له في الأراضي اللبنانية ليكون مقرا و منفذا له لشن هجمات أكبر و أشد باتجاه الداخل اللبناني مستقبلا. وهذا الأمر من الضروري أن يلتفت له المسؤولون اللبنانيون و خاصة أولئك الذين يُنظِرون لفكرة النأي بلبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة. لأن هذا النأي غير ممكن في ظل تنظيم كداعش يحمل في أيديولوجيته فكرة تشكيل دولة تمتد على مساحة العالم.
و في مقابل هذه الضربات التي تتوالى على الارهاب في الداخل اللبناني و على الحدود مع سوريا تأتي بيانات وزارة الخارجية الأمريكية التي تشكك بمقدرة القوى الأمنية اللبنانية على الحفاظ على سلامة أفراد جاليتها طالبة منهم توخي الحذر خلال تنقلاتهم داخل الأراضي اللبنانية. و في نفس السياق تحدثت تقارير إعلامية لمؤسسات تدور في المحور الأمريكي عن إستهدافات إرهابية محتملة لسفارات عربية و خليجية في لبنان.
هذا التهويل الأمريكي و بهذا الوقت بالتحديد يربطه محللون بمحاولة أمريكية للتغطية على الانجازات الأمنية التي حققتها المقاومة بالاضافة الى الأجهزة الأمنية اللبنانية. في وقت فشل الأمريكيين من تحقيق أي انجازات تذكر ضد التنظيمات الارهابية في سوريا أو العراق. كما يؤكد متابعون أن الهدف هو الاستثمار في التوتر الأمني الذي تخلقه هكذا تقارير في تسويات سياسية للملفات اللبنانية الداخلية العالقة. اذا هو ضغط في الأمن للاستثمار في السياسة و لخدمة المصالح الأمريكية و خاصة في الملف الرئاسي الذي فشلت أمريكا و حلفائها في شق صف 8 آذار من خلال الطروحات التي قدمت مؤخرا.
طبعا هذا لا ينفي إمكانية حصول أحداث أمنية متفرقة متوقعة الحصول في أي لحظة. إلا أن الأكيد أن الوضع الأمني العام تحت السيطرة و متماسك في لبنان، و كل ذلك بفضل التضحيات التي يقدمها المقاومون حفاظا على الحدود اللبنانية بالاضافة الى الجهود المضنية التي تبذلها القوى الأمنية من أجل ضبط شبكات تهريب السلاح و الارهابيين و تنفيذ إعتداءات إرهابية. و ما النجاح الأخير في توقيف العقل المدبر و المخطط لتفجيرات برج البراجنة “بلال البقار” إلا خير دليل على العمل الدؤوب حفاظا على استقرار لبنان.
ختاما يبقى الرهان على المقاومة التي تحمي لبنان و على الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية الساهرة على استقرار لبنان و التي أثبتت أكثر من مرة قدرتها على التعامل و تفكيك شبكات أمنية وصفت بالفتاكة.
المصدر / الوقت