السعودية تعلن تشكيل تحالف إسلامي عسكري من ٣٤ دولة
أعلن ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، “تشكيل تحالف إسلامي عسكري من ٣٤ دولة لمحاربة الإرهاب الذي تضرر منه العالم الاسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي ككل”.
و أوضح الأمير السعودي في تصريح صحفي عقده في العاصمة السعودية الرياض، فجر اليوم الثلاثاء، وهو الاول من نوعه على الإطلاق للأمير الشاب البالغ من العمر ٣٠ عاماً، أن “كل دولة إسلامية تحارب الارهاب بشكل منفرد، و تنسيق الجهود مهم جدا من خلال هذه الغرفة و سوف تتطور الأساليب و الجهود التي ممكن نحارب فيها الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي”.
و علّق محمد بن سلمان في مؤتمره الصحفي، عقب إعلان البيان المشترك بتشكيل تحالف إسلامي عسكري من ٣٤ لمحاربة الإرهاب قائلاً: إن التحالف يضم مجموعة من الدول الاسلامية التي تشكل أغلبية العالم الاسلامي، و هذا يأتي من حرص العالم الاسلامي لمحاربة هذا الداء الذي تضرر منه العالم الاسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي ككل.
و أشار وزير الدفاع السعودي الذي يقود عدوان بلاده على الشعب اليمني المسلم إلى أنه سيتم إنشاء “غرفة عمليات للتحالف في الرياض لتنسيق و دعم الجهود لمحاربة الإرهاب في جميع أقطار و أنحاء العالم الاسلامي، و كل دولة ستساهم بحسب قدراتها”.
وأضاف: “لدينا عدد من الدول تعاني من الإرهاب من بينها سوريا و العراق و سيناء و اليمن و ليبيا و مالي و نيجيريا و باكستان و أفغانستان و هذا يتطلب جهود قوية جداً لمحاربته، بلا شك سيكون من خلال التحالف هناك تنسيق لمحاربته من خلال هذه الجهود”. وردا على سؤال عما إذا كان التحالف الجديد سيتصدى لتنظيم “داعش” الإرهابي فقط، قال: “لا لأي منظمة إرهابية تظهر أمامنا.. سوف نعمل و نتخذ إجراءات لمحاربتها”.
و تابع: “نحن سوف نحصر المنظمات الارهابية أي كان تصنيفها.. وطبعاً بخصوص العمليات في سوريا و العراق لا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان و مع المجتمع الدولي”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
و عن تأييد أكثر من عشر دول إسلامية لهذا التحالف قال سموه: “هذه الدول ليست خارج التحالف، هذه الدول لها إجراءات يجب أن تتخذها قبل الانضمام للتحالف و نظراً للحرص لإنجاز هذا التحالف بأسرع وقت، تم الاعلان عن ٣٤ دولة و سوف تلحق بقية الدول بهذا التحالف الإسلامي”.
و أكد محمد بن سلمان أن التحالف الإسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم و المنظمات الدولية في هذا العمل، مشيرا إلى أن التحالف سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا و إعلاميا بالإضافة إلى الجهد الأمني القائم حاليا.
وأضاف الأمير السعودي: إن التحالف سيطور محاربة الإرهاب فكرياً و سيحارب كل المنظمات الإرهابية و ليس داعش فقط، حيث إن الإرهاب منتشر في عدة دول و تطلب مكافحته جهوداً كبيرة. كما أثنى محمد بن سلمان على جهود ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الأمنية .
تحالف عسكري إسلامي
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السعودية (واس) في في نبأ عاجل إن “السعودية تعلن تشكيل تحالف إسلامي عسكري من ٣٤ دولة لمحاربة الإرهاب “.
وصدر عن الرياض بيان مشترك جاء فيه: “حيث أن الإرهاب وجرائمه يشكل انتهاكاً خطيراً لكرامة الإنسان وحقوقه، ولا سيما الحق في الحياة والحق في الأمن (…) ولا يمكن تبرير أعمال الإفساد و الإرهاب بحال من الأحوال، و من ثم فينبغي محاربتها بكافة الوسائل “.
والدول المشاركة في التحالف إلى جانب السعودية هي: الأردن، الإمارات العربية المتحدة، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تركيا، تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا، فلسطين، جمهورية القمر الاتحادية، قطر، كوت دي فوار، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن .
كما أشار البيان إلى أن هناك “أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف و ستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن و منها اندونيسيا “.
يذكر أن السعودية التي تقدّم نفسها كـ”زعيمة” للعالم الإسلامي، تقود اليوم عدواناً عسكرياً على الشعب اليمني المسلم، مما أدّى إلى إستشهاد الألاف من الأبرياء، فضلاً عن إتهام العديد من المنظمات الحقوقية والدولية للرياض بدعم التنظيمات الإرهابية وتمويلها، وكذلك قمع الحريات في الداخل السعودي و بعض البلدان المجاورة التي تدين بالولاء للرياض. هذا ولم تقدّم السلطات السعودية للشعب الفلسطيني و قضيته أي دعم يذكر، بل حصل في الآونة الأخيرة لقاءات عدّة جمعت بين قياديين سعوديين و إسرائيليين.
فیما يأتي الاعلان المفاجئ عن تشكيل التحالف بعد توجيه سياسيين غربيين مؤخرا انتقادات الى دول اسلامية ابرزها السعودية و قطر، بتغذية التطرف، وذلك في اعقاب الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في دول عدة خلال الاسابيع الماضية، ومنها اسقاط طائرة روسية في شمال سيناء، واعتداءات باريس، و تفجيرات في بيروت و تونس.
المصدر / الوقت