إيران تودع ملف الـ (PMD) و العالم يرحب
في يوليو/تموز 2015 تم التوصل إلى اتفاق تاريخي بين الدول الست الكبرى و إيران حول الملف النووي الإيراني الذي فرضت الدول الغربية بحجته العديد من العقوبات على إيران طيلة سنوات عديدة، و رغم الاتفاق الأخير الذي أبرم إلا أن الاجتماعات بين إيران و الدول الست لم تنته، إذ يتم رسم الخطط اللازمة لتنفيذ الاتفاق، كما أنه تم العمل على إغلاق الملف النووي الإيراني حول الأعمال العسكرية المعروف بـ(PMD).
تم عقد اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء، 15 كانون الأول، 2015، ليشكل هذا التاريخ انتصارًا جديدًا للسياسة الإيرانية، إذ تم إجماع حكام الوكالة الدولية على إغلاق ملف مزاعم البعد العسكري المحتمل لبرنامج إيران النووي (ملف الـPMD)، و أكد “یوکیا آمانو”، المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقة الذریة، في بیانه التحضیري لأعضاء مجلس المحافظین بالوکالة الدولیة للطاقة الذریة، أن الوکالة لم تعثر علی أي وثیقة تثبت إجراء نشاطات عسكرية نوویة في ایران بعد عام 2009.
و أشار “آمانو” إلى أن الوكالة لا تملك أي وثائق أو معلومات تثبت عدم سلمية برنامج إيران النووي فيما يتعلق بملف الأنشطة العسكرية المحتملة لبرنامج ایران النووي (PMD)، و قال “آمانو”: “توصلنا إلى تفاهم ثنائي كلي و جامع مع ايران”، مؤكدًا أن “إيران اعتمدت الشفافية الكاملة في مجال التحقيق ببرنامجها النووي”، و اعتبر أن “كل البرامج التي تم الاتفاق عليها مع ايران سيتم تنفيذها”، و شدد “آمانو” على أن “التعاون بين إيران و الوكالة الدولية ضروري و سيتواصل”.
في هذه الأثناء رحب وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية معتبرًا أن القضية المفتعلة المتمثلة بمزاعم الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني (PMD) إنتهت و اصبحت جزءًا من الماضي، كما أعلنت حرکة عدم الانحیاز دعمها لإغلاق الملف منوهةً إلى موقفها الثابت في التأکید علی أن الدبلوماسیة و الحوار یشکلان السبیل الوحید لمعالجة الملف النووي الإیراني علی المدی الطویل.
و الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت على لسان “غريغوري بيردينيكوف”، سفير المهام الخاصة و ممثل روسيا في مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنها تعتبر أن “الملف النووي الإيراني للأغراض العسكرية المزعومة مغلقًا”، و اللافت أن بيان الوزارة الروسية هذا جاء قبل قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هذا و كان رئیس لجنة متابعة تنفیذ خطة العمل المشترکة بین ایران و 5+1 “عباس عراقجي”، قد اعتبر في وقت سابق أنه یمکن القول بشکل قاطع أن الملف المعروف بالـ(PMD) سیصبح من التاریخ و سیغلق الی الأبد.
إغلاق الوكالة الدولية للملف الذي عوقبت إيران لأجله سنوات طويلة، يؤكد على مصداقية إيران طوال السنوات الماضية، و صدق تأكيدها على سلمية برنامجها النووي، كما يعني هذا الحدث التاريخي فشل دول الغرب في إثبات صدق ادعاءاتهم حول البرنامج النووي الإيراني، و ما هو مؤكد أن الدول الغربية لو لم تكن توقن سلمية البرنامج النووي الإيراني لما وافقت على إغلاق ملف الـ(PMD). صحيحٌ أن إغلاق هذا الملف يعيد القليل من الثقة لوكالة الطاقة الذرية، إلا أنه في الوقت نفسه يطرح تساؤلًا عن كيفية فتح هذا الملف دون وجود البراهين اللازمة، و هذا ما سيجعل الشعوب تشكك بمصداقية الوكالة و نزاهتها.
المصدر / الوقت