التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

واشنطن وصب الزيت على النار .. التصعيد العسكري و الأمني نموذجاً 

بعد الهجمات الإرهابية التي إستهدفت العاصمة الفرنسية باريس الشهر الماضي و إسقاط انقرة لطائرة سوخوي روسية اثناء تنفيذها طلعة جوية لضرب مقرات و مواقع الجماعات الإرهابية في سوريا بذريعة إختراقها للأجواء التركية و هو ما رفضته موسكو بشكل مطلق، سعت واشنطن إلى إستغلال هذه التطورات لصب الزيت على النار في إطار خطة شاملة ترمي إلى تحقيق عدّة أهداف يمكن الاشارة اليها على النحو التالي:
1 – تهيئة الأرضية لعودة القوات البرية الأمريكية إلى العراق و ذلك من خلال إفتعال أزمة جديدة تمثلت هذه المرّة بتوغل القوات التركية في عمق الأراضي العراقية (في مدينة الموصل تحديداً) بحجة محاربة الإرهاب، حيث تسعى واشنطن حالياً إلى الايحاء بأنها مستعدة للدفاع عن العراق في حال طلبت حكومته منها ذلك.
2- تشكيل تحالف عسكري مع عدد من الدول العربية و محاولة إشراكها في العمليات العسكرية في العراق بحجة محاربة الإرهاب لتغيير ميزان القوى في المنطقة الذي رجحت كفته لصالح موسكو و طهران خصوصاً بعد الضربات الجوية و الصاروخية المكثفة التي شنتها روسيا ضد الجماعات الإرهابية في سوريا و الدعم الكبير الذي قدمته إيران للقوات العراقية لدحر الجماعات الإرهابية في هذا البلد لاسيما تنظيم “داعش”.
3 – دعم حكومة إقليم كردستان العراق لتقوية موقفها امام الحكومة العراقية المركزية في بغداد، في وقت تتهم فيه الكثير من الشخصيات الدينية و الكيانات السياسية العراقية قيادة الإقليم و تحديداً رئيسها مسعود بارزاني بالتواطؤ مع أمريكا و تركيا لتحقيق مكاسب سياسية و عسكرية على حساب وحدة العراق و سيادته على أراضيه.
4 – تسعى أمريكا إلى تعزيز دعمها للفصائل الكردية الموالية لتركيا في شمال و شمال شرق سوريا في إطار مساعيها الرامية إلى إعلان منطقة عازلة في هذه البقعة الجغرافية، و توسيع تواجدها العسكري هناك بالتعاون مع القوات التركية.
5 – محاولة إتهام إيران مجدداً بقيادة ما تسميه واشنطن “محور الشر” في إشارة إلى محور المقاومة الذي يتصدى للمشرع الصهيوأمريكي في المنطقة.

و من المعلوم أن واشنطن و حلفاءها الغربيين و الإقليميين يدركون جيداً قوة التحالف الإستراتيجي بين موسكو و طهران و الذي تعزز بشكل ملفت بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة إلى إيران و لقائه قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد على خامنئي على هامش منتدى الدول المنتجة و المصدرة للغاز الطبيعي في طهران؛ و يشكل هذا التحالف عقبة أساسية مقابل المشروع الأمريكي المسمى “الشرق الاوسط الكبير أو الجديد” الرامي إلى تقسيم المنطقة خدمة للكيان الإسرائيلي و العواصم الغربية و الإقليمية المتحالفة معه.

و ينبغي التأكيد هنا على ضرورة تعزيز التلاحم بين روسيا و إيران و العراق و سوريا و سائر قوى المقاومة في المنطقة لمواجهة أي تصعيد أمني و عسكري قد تلجأ اليه أمريكا و حلفاؤها الإقليميون و الدوليون بالتعاون مع بعض الأطراف السياسية الموالية لها في داخل العراق و سوريا. و يعتقد الكثير من المراقبين بأن التصعيد الأمني و العسكري من جانب أمريكا و حلفائها يستهدف إيران بالدرجة الأولى كونها الداعم الأكبر لمحور المقاومة في المنطقة و قطب الرحى في أي تحالف إقليمي يتشكل لمواجهة المشروع الأمريكي و تداعياته الخطرة على أمن و إستقرار المنطقة برمتها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق