التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

١٠ أسابيع على انتفاضة السكاكين…و العرب غافلين 

١٠ أسابيع مرّت على انتفاضة السكاكين، و ما تزال الانتفاضة مستمرة، بل و بزخم أكبر و كيفية و فعالية أكبر، و باتت العمليات التي ينفّذها الشباب الفلسطيني كما لو أنها جزء من برنامج الحياة اليومية للجمهور الإسرائيلي. و مع ذلك هذه العشر أسابيع لم تدفع أياً من حكام العرب لتشكيل “ائتلاف اسلامي عربي عسكري” ضد الارهاب الاسرائيلي. فنرى بعضهم يتضامن معنوياً مع فلسطين الجريحة و يكتفون بالوقوف جانباً و ينصحون الفلسطينيين بالهدوء، و لأن الفلسطينيين، طالما انك لا تشاركهم في مأساتهم و لا في مقاومتهم، لا يحتاجون الى رأيك و نصيحتك بل يعتبرون أن كل المأساة التي يعيشونها هي مسؤولية الحكومات العربية المتقاعسة عن قضيتهم التي يفترض أن تكون أساسية. و بذلك هم يعلمون أن ليس لهم أحد غير الله، فاستمرت و ستستمر الانتفاضة.
و في الأسبوع العاشرلانتفاضة فلسطين، انتفت الخطوط الحمراء. لا شيء يمنع المتهافتين على الشهادة من غرز سكاكينهم في قلب تل أبيب. هكذا، افتتح الفلسطينيون يومهم باستشهاد شابّان فلسطينيّان بنيران الاحتلال بعد تنفيذهما عمليتي دهس أدّتا إلى إصابة ثلاثة جنود اسرائيليين في مخيم قلنديا شمال القدس. و أفادت وسائل اعلامية بأنّ الاحتلال اقتحم المخيم و استخدم مروحيات لنقل الجنود المصابين. من جهتها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية هويتي الشهيدين الشابّين الفلسطينيين و هما “أحمد الجحجوح” و “حكمت حمدان”.
و بحسب الرواية الإسرائيلية، فقد أقدم الشاب “جحجوحة” على دهس عدد من الجنود بسيارة كان يقودها، ما ادى الى أصابة ٣ جنود اسرائيليين بجروح، و قد اطلقت قوات اسرائيلية النار على الشاب الفلسطيني من مسافة لا تتجاوز ثلاثة أمتار و تركته ينزف إلى أن تم تصفيته .
و في الأسبوع العاشر أيضاً، كبر خوف العدو الإسرائيلي، فصار يطلق نيرانه لمجرّد الشبهة، فاستشهد، فجر يوم الأربعاء، شابان و أصيب اربعة اخرين بالرصاص الحي بعد اقتحام قوات الاحتلال لمخيم قلنديا بمحافظة القدس المحتلة. و أوضحت مصادر محلية أن المئات من جنود الاحتلال و المستعربين، اقتحموا عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل المخيم من عدة محاور، و أطلقوا الرصاص الحي باتجاه الشبان الذين تصدوا لهم، ما أدى الى استشهاد شابين تم اختطاف جثمانيهما من قبل جنود الاحتلال، و إصابة أربعة آخرين أحدهم في منطقة البطن أدخل على اثرها الى غرفة العمليات في مجمع فلسطين الطبي. و بينت هذه المصادر أن تلك القوات اعتقلت الشاب محمود نايف ابو لطيفة ( ٢٦ عاما)، بعد اقتحام منزله و الاعتداء عليه بالضرب المبرح، كما اقتحمت منازل الشهداء ليث مناصرة و احمد ابو العيش و محمود عدوان. كما اقتحمت قوات الاحتلال عددا من المحال التجارية في المخيم و مختبر التمام الطبي الذي تعود ملكيته للدكتور علاء الزير و حطمت محتوياته بالكامل.
و أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي، مساء اليوم الأحد، استشهاد الشاب عمر ياسر سكافي (٢١ عاما) من بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، برصاص قوات الاحتلال. و أشارت الوزارة إلى أنه باستشهاد الشاب سكافي فإن حصيلة الشهداء منذ مطلع أكتوبر بلغت أكثر من ١١٥ شهيداً، بينهم ٢٥ طفلاً و طفلة و ٥ سيدات. و مع شهيدي اليوم يصبح العدد الرسمي للشهداء ١١٧ شهيداً.
هذه الإنتفاضة الشاملة تضع الشعب الفلسطيني في مكانته الصحيحة بأنه صاحب الأرض، و هي تضع الكيان الإسرائيلي في انزواء يفرضه التحرك العالمي أجمع، و في الوقت الذي كنا نشهد فيه تحركات دولية لفتح معابر تجارية مع الكيان و إنشاء علاقات دبلوماسية معه و فتح السفارات فيما مضى من الأعوام، نرى اليوم تحركاً عالمياً و لو أولياً نحو قطع هذه العلاقات بل و فرض قيود و عقوبات على الكيان، لا شك أن إنتفاضة الشعب الفلسطيني و استمراره فيها هو بوابة الإنطلاق نحو تحرير القدس و فلسطين أجمع من تجاوزات السياسات الدولية الغربية على أيدي الكيان الإسرائيلي. اما التحرك العربي يبقى منشغلاً عن فلسطين و يجد الاشارة أخيراً أنه رغم وجود فلسطين من ضمن التحالف الاسلامي العربي العسكري ضد الارهاب الا أنّه لا يتحدث مطلقا عن الإرهاب الإسرائيلي! فالى متى أيها العرب؟؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق