التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

نشر منظومة “إس – ٤٠٠” الصاروخية فى سوريا.. الأهداف و الغایات 

بعد إسقاط القاذفة الروسية “سو-٢٤” من قبل سلاح الجو التركي، بدأت روسیا اتخاذ خطوات عملية ردا على اسقاط طائرتها في سوريا، و من أهم تلك الاجراءات نشر صواريخ “إس-٤٠٠” بريف اللاذقية غرب سوريا.
و ردا علی إسقاط القاذفة الروسية ارسلت موسکو الطراد “موسكفا” التابع للأسطول الروسي والمجهز بمضادات ارضية، إلى مدينة اللاذقية لتنفيذ مهمته في حماية المقاتلات الروسية في الأجواء السورية، و ایضا خصصت مطاردات لمواكبة طلعات القاذفات الروسية. و استكمالاً لتلك الخطوات نشرت روسيا الخميس ٢٦ نوفمبر/تشرين الثاني في قاعدة حميميم بريف اللاذقية غرب سوريا منظومة الصواريخ المتطورة “إس-٤٠٠” للدفاع الجوي.
خطوات أثارت قلق الکثیر من الجهات الداعمة للمنظمات الارهابیة فی المنطقة خاصة المنظمات المتواجدة علی الاراضي السوریة.
فما هی الرسائل التحذیریة التی ارادت روسیا توجیهها من خلال نشرها لهذه المنظومة التی ﺗﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻄﻮﺭﺍً ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ و إلی من ترید توجیه رسالتها؟

منظومة صورایخ اس٤٠٠ ؛ ﺟﺒﺮﻭﺕ ﻋﺴﻜﺮﻱ روسي
وبحسب مصادر مقربة من هيئة أركان القوات الروسية، تتميز منظومة الصواريخ الحديثة المضادة للجو “إس- ٤٠٠” (تريؤومف) خلافا لسابقتها “إس ٣٠٠ بي ام” بقدرتها على تدمير كافة أنواع الأهداف الجوية.
و تؤکد مصادر عسکریة، أن منظومة “أس-٤٠٠” تستطيع الكشف عن أهداف جوية على مسافة تصل إلى ٤٠٠ كيلومتر، كما بإمكانها إسقاط صواريخ باليستية تكتيكية وصواريخ مجنحة و طائرات تكتيكية واستراتيجية على بعد ٦٠ كيلومترا.
وهنا نذکر بعض المواصفات الفنية لهذه المنظومة(بحسب موقع روسيا اليوم):
– مدى اكتشاف الأهداف: ٦٠٠ كيلومتر.
-عدد الأهداف التي يمكن متابعتها في آن واحد: يصل إلى ٣٠٠.
-مدى تدمير الأهداف الايرودينامية: ٣ – ٢٤٠ كيلومتر.
-مدى تدمير الأهداف البالستية: ٥- ٦٠ كيلومترا.
-الارتفاع الأقصى للهدف المضروب: ٢٧ كيلومترا.
-الارتفاع الأدنى للهدف المضروب: ١٠٠ متر.
-السرعة القصوى للهدف المدمر: ٤٨٠٠ كيلومتر.
-عدد الأهداف المدمرة في وقت واحد: ٣٦ هدفاً.
-عدد الصواريخ الموجهة في وقت واحد: ٧٢ هدفاً.
-زمن نشر المنظومة: ٥ دقائق.
و بناءا علی قدرات هذه المنظومة، یمکن القول بأن أحد اهم الاهداف من إﻋﻼﻥ موسکو ﻋﻦ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ یأتي ﻟﻤﻨﻊ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺃﻱ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻭ ﺣﻤﺎﻗﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ.

من هو الخاسر الأكبر من نشر منظومة اس ٤٠٠ فی سوریا؟
اولا، یجب القول أن الخطوات الروسیة اتخذت فی إطار جهود موسکو لتعزيز الدفاع الجوي لطائراتها الحربية المستخدمة فی محاربة الارهاب فی سوریا سیما تنظیم داعش.
هناك جهات عدیدة تبدی قلقها من نشر منظومة اس٤٠٠ فی الاراضی السوریة، لکن أهم الجهات التی بدأت قلقها الشدید من نشر هذه المنظومة هی: واشنطن و أنقرة و تل ابیب.
و شغل إعلان موسکو عن نشر صواريخ أس-٤٠٠ في سوريا الإعلام الترکي و الامريكي و الإسرائيلي، وعبر هذا الإعلام عن قلق هذه الجهات من نشر هذه المنظومة الروسیة في سوريا.
فقد نشرت وسائل الاعلام الامریکیة تصرحات مسؤول أمريكي رفيع المستوى یقول: إن إعلان روسيا قرارها بنقل صواريخ “إس-٤٠٠” للدفاع الجوي إلى قاعدة حميميم الجوية في سوريا أثار “قلقا شديدا” لدى العسكريين الأمريكيين.
من جانب آخر، اعرب الإعلام الإسرائيلي عن خشية تل أبيب من إعلان روسيا عن نصب صواريخ من منظومة أس-٤٠٠ في سوريا.
و من دون شك، نشر هذه المنظومة في سوريا لها أبعاد غير ساره للأتراك إذ يصل مدى صواريخ “أس-٤٠٠” إلى أربعمئة كيلومتر، و هو ما يسمح لها ببلوغ العمق التركي.
و حذّر الرئيس الروسي مؤخرا- وبعد اسقاط الطائرة الروسیة من قبل سلاح الجو الرتکی- من أي استفزاز لقوات بلاده المسلحة فی سوریا و توعد بتدمير كل من يهدد القوات الروسية في الاراض السوریة، التصریحات التی زادت من قلق اردوغان بان موسکو لا تنسی إسقاط طائرتها و شبح بوتین سيظل يُطارده.
و الجدیر بالذکر، قد سبب إسقاط المقاتلات التركية للطائرة الروسية أزمة سياسية بين البلدين، في حين اتخذت موسکو إجراءات ضد تركيا منها اقتصادیة، جعلت الأجواء تبدو متوترة بين البلدين.
و ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ العسکریة لمنظومة اس ٤٠٠ ، حدیث ﻋن ﺇﻏﻼﻕ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﻤﺘﺪ الی ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ، إذاً یمکن القول بأن نشر منظومة إس – ٤٠٠ في سوریا یعتبر كابوس لداعمی الارهاب فی المنطقة.
أردوغان یعرف جدیدا بأن روسیا لیس کالعراق و لا سوریا و لیس کباقی دول المنطقة، و أنه بحاجة الی الحکمة أکثر من أی وقت مضی، و علی هذا، یبقی السؤال مطروحا عما اذا کان الرئیس الترکي اتخذ قرارا بشأن وقف تصرفاته و سیاساته تجاه ما يحدث في سوريا أم لا؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق