التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

خلفيات قرار الكونجرس بحق حزب الله؛ الإنتصارات سيدة الموقف 

ليس جديداً التوجه الأمريكي في سياسته فرض حصار على حركات المقاومة و التحرر في عالمنا العربي و الإسلامي، و إنما جديدها ما جاء مؤخراً من اقرار الكونغرس و بالإجماع قانوناً يفرض حصاراً على المصارف التي تتعامل مع حزب الله في انتظار توقيعه من أوباما، هذا و يفرض تحرك الكونغرس من خلال القانون هذا تقديم تقرير خلال ثلاثة أشهر من تاريخه يتضمن شركات الأقمار الصناعية التي تتعامل مع تلفزيون المنار لبثه. القرار الأمريكي الأخير يأتي مرتبط بشكل وثيق و الوقائع الأخيرة إن كان على الساحة السورية أو الفلسطينية من جهة، وفي سياق سلسلة الرسائل التطمينية لحلفائها من جهة أخرى، وعليه يذهب الحديث نحو الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي تصب في خانة الأسباب التي تقف خلف هذا القرار و مدى تأثيره الفعلي.
سلسلة من الضغوطات و الإنتصارات سيدة الموقف
القرار الأخير ليس بعيداً عن دائرة الصراع بين محور المقاومة و الممانعة في المنطقة و الغرب الإستعماري الذي تقوده أمريكا، فالقرارات الأمريكية في واقع الحال تصنف في خانة الضعف بعد أن نَفَذَت كل الوسائل، فأمريكا و من خلال أدواتها و التي تُعدُّ اسرائيل فيها واجهتهم، شنت على لبنان حرباً كانت نتيجتها الفشل بسبب صمود شعبها و مقاومتها، و عندما نفذت خياراتها في الحملات السياسية عليه مستخدمة وسائلها في الداخل اللبناني و خارجه لجأت إلى تشويه صورته مستخدمة بعض الأضاليل و الروايات الكاذبة عن قياداته كان أخرها الإتهامات التي وجهت إلى مصطفى بدر الدين، هذا إلى السعي لبث معلومات من خلال وسائل الإعلام عن أنشطة للحزب و مقاومته حول تجارة المخدرات و الإتجار بالبشر، و على الرغم من وجود الإتهامات الفاقدة للدليل إلا أن أمريكا و الدول الغربية لا تحرك ساكناً أمام كل الإثباتات و الوقائع التي تبين قيام الكيان الإسرائيلي بأعمال الإتجار بالبشر و المخدرات. كما و الحملات التشويهية ضد حزب الله و التخويفية في آنٍ معاً من إدعاءات حوله غير واقعية عن أنشطة له في أمريكا اللاتينية و أفريقيا و ما وراء الصحراء و في آسيا. وعلى الرغم من كل الضغوطات التي مورست و تمارس على حركة المقاومة في لبنان إلا أن الإنتصارات كانت حليفه على الدوام بسبب مشروعية الخيار و إنسجام ذلك مع مطالب و تطلعات الشعب اللبناني و شعوب المنطقة.
خلفيات القرار الأمريكي الأخير
أولاً: أمام الوقائع التي فرضها الشعب السوري و حكومته في صمودهم أمام جماعة الغرب الإستعماري، و إلى جانب الدعم الذي قدمتها حركات المقاومة و على رأسها حزب الله لسوريا، و مع التحرك الروسي الأخير في سوريا، و أمام الهزائم التي تلحق بمشروع هذه الجماعات، ومع تراجع المعنويات لديهم و طردهم في الكثير من المناطق، يأتي القرار الأمريكي الأخير كجرعة دعم لهذه الجماعات و رسائل تطمينية لهم من أن الموقف و السياسة الأمريكية لا زالت معهم، و هي ترى في حزب الله العنصر الفاعل في الوقوف إلى جانب صمود الشعب السوري كعدو مشترك لها. الجدير بالذكر من أن وقوف حزب الله يأتي إلى جانب الدولة السورية القانونية التي تتمتع برضا شعبي أثبتته الإنتخابات، في المقابل فإن الدعم الأمريكي يأتي إلى جانب جماعات هي من صنعها ويدعمها بكافة الوسائل و ساهم في ادخالها إلى الأراضي السورية.
ثانياً: يأتي القرار الأمريكي كرسائل تطمينية إلى السعودية و الکیان الاسرائیلي في المضي بنفس الآلية المتبعة و الوظيفة المكلفين بها، و من أن أمريكا و بالرغم من كل التغييرات التي فرضتها وقائع الأرض و الدول المؤثرة و الفاعلة في المنطقة كإيران و روسيا و أسهمت في شبه انصياع لتحول أمريكي في سياستها، إلا أنها لا زالت تقف إلى جانب حلفائها، خاصة و مع ممارسة ضغوط من قبل السعودية و الكيان الاسرائيلي اتجاه امريكا بالتحرك. هذا و يستشعر كل من النظام السعودي الحاكم و الكيان الاسرائيلي و إلى جانبهما تركيا الخطر من تلميحات بإمكانيات الذهاب إلى تفاوض جدي حول الملف السوري و هو ما يسقط مشروع الكيان و السعودية و تركيا بإلغاء دور الحكومة السورية الشرعية.
ثالثاً: فقدان ورقة الضغط التي مارستها أمريكا على محور المقاومة و التي تمثلت بالملف النووي، و الإعلان عن إغلاق ملف ال PMD مؤخراً، و بالتالي فإن الحاجة الأمريكية و المتناسبة مع الطبيعة العدونية لديها تريد البحث عن وسائل ضغط يمكن ممارستها.
رابعاً: هذا القرار يأتي أيضاً في سياق السياسة التي يتبعها حزب الله في دعمه المشروع للشعب الفلسطيني المحق بإستعادة أرضه، و هذا ما يبرز بوضوح من خلال تسليط اعلامه المتمثل بقناة المنار في الحديث عن انتفاضة القدس و التي يسطر فيها الشعب الفلسطيني أروع الملاحم و البطولات، هذه الإنتفاضة و التي تحول فيها كل الشعب الفلسطيني إلى عنصر مقاوم فيها، و عزز دورها و فعاليتها الإعلام المقاوم و الذي فيه قناة المنار جزء لا يتجزء منها. كما أن القرار يأتي بهدف إرعاب و تخويف كل جهة لها علاقة مع حزب الله سواء الشركات و المصارف أو الأشخاص الداعميين، أو الحركات الإعلامية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق