التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

أجواء من التوتّر تخيّم على اليوم الرابع للمفاوضات اليمنية في سويسرا 

على وقع أكثر من ٣٠٠ خرق سعودي لوقف إطلاق النار منذ الثلاثاء وحتى مساء الخميس، مقابل ردود بالستية حازمة للجيش واللجان الشعبية، طغت أجواء التوتّر على مقر محادثات السلام اليمنية، اليوم الجمعة، حيث تأخر عقد الجلسة الصباحية من اليوم الرابع للمفاوضات بسبب استمرار اللقاء المنفرد بين المبعوث الأممي والفريق الوطني الذي يضم وفدي انصار الله والمؤتمر الشعبي .
ورغم أن الإنباء الواردة من قرية “مكولان” بالقرب من مدينة “بيل بين” السويسرية تفيد بأن الأجواء تبدو مهيّأة أكثر من “جنيف ١”، إلا أن المصادر المطلعة لا تستبعد إمكانية تحقق كل السيناريوات، بما فيها الفشل الكامل وعودة الحرب بوتيرتها السابقة، وتأجيل الحوار أو عودته على مراحل، كذلك لا تستبعد احتمال استفادة “التحالف” من هذا الوقت لترتيب أوراق أركانه من خلال مظلة المفاوضات.
على الطاولة في سويسرا، سجل النصف الثاني من يوم أمس انفراجة طفيفة على صعيد المحادثات. الغيوم التي لبّدت أجواء الجولة الأولى من المفاوضات بدأت بالتلاشي أمس، بعد إحراز تقدم في بعض الملفات التي مثلت محور خلافات في أول يومين كادت أن تعلن فشل المحادثات باكراً. وقد جرى الاتفاق على رفع الطرفين شكاواهما على انتهاكات وقف إطلاق إلى اللجنة العسكرية المتخصصة بإشراف الأمم المتحدة، وثانياً جرى التوصل إلى خرق إيجابي تمثل بالكشف فقط عن مصير المعتقلين الخمسة (بينهم محمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب) الذين يطالب بهم وفد الرياض، مقابل أن يكشف الأخير عن مصير المخفيين من أفراد الجيش و”اللجان الشعبية” وغيرهم. وتناولت جلسة بعد ظهر أمس، الجانب الإنساني حيث وافق وفد صنعاء، وكبادرة حسن نية، على مرور عدد من قوافل الاغاثة التابعة للأمم المتحدة ولا سيما إلى بعض المناطق في تعز .
كذلك سجّلت الجولة الثانية من المفاوضات، يوم أمس، انفراجة طفيفة على مستوى التوصل إلى اتفاقات عُدّت بادرة جيدة للدفع قدماً بعجلة الحلّ السياسي. فبعد انتهاء الجلسات الأربع الصباحية والمسائية، شهد المساء لقاءات جانبية بين كلا الوفدين وبين سفراء دول أجنبية، يبدو أنها تأتي ضمن محاولات تأثير أممية على المتفاوضين لإخراج صيغة تتلاءم مع التوجهات الدولية. ورغم التحسّن الطفيف في أجواء المحادثات، يبقى مصيرها غامضاً ومفتوحاً على احتمالات متعددة، لا سيما أن الملف اليمني قد يكون مرتبطاً بسلّة إقليمية. وأما اليوم الجمعة، فقد عادت أجواء التوتّر من جديد إلى المفاوضات بسبب إعتراض وفد صنعاء على الإنتهاكات المستمرة للتحالف بعد تسجيل أكثر من ٣٠٠ خرق سعودي لوقف إطلاق النار منذ الثلاثاء وحتى مساء الخميس، وقد تأخر عقد الجلسة الصباحية من اليوم الرابع للمفاوضات اليمنية بسبب استمرار اللقاء المنفرد بين المبعوث الأممي والفريق الوطني.
سياسة “النفس الطويل”
مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات، أفادت لصحيفة “الأخبار” اللبنانية بأن وفد “أنصار الله” ووفد المكونات السياسية اليمنية عازم على انتهاج سياسة “النفس الطويل”، معبّراً عن إرادة صلبة للتوصل إلى اتفاق على أساس حلّ جدي.
فكما في الميدان، يقدّم وفد “أنصار الله” و”المؤتمر الشعبي العام” على طاولة المفاوضات طروحات جدّية وعملانية قائمة على سياسة “النفس الطويل” التي أكسبتهم معظم الميدان، رغم عدوان التسعة أشهر، إضافة صورة راقية في إدارته لخيوط المفاوضات، استدعت انتباه دول العالم، ومنها دائمة العضوية في مجلس الأمن، لجهة تقديمه الأدلة والبراهين والحجج والحلول والطروحات الواقعية والعملية ضمن مشروع رؤية وطنية تنفي مشروعية الحرب المستمرة على اليمن، مقابل تطلعات ضيقة وشخصية تعبّر عنها مطالب وفد الرياض، مثل الإصرار على المطالبة بالإفراج عن مجرمين معتقلين مرتبطين بـ”القاعدة” و”داعش” مما شكّل عبئاً على الأطراف الدولية الراعية لعملية التفاوض، بالرغم من جهدها لإنقاذ ماء وجه القيّمين على العدوان. وقد لمست هذه الأطراف الدولية إصرار السعودية على استبعاد بند مكافحة “القاعدة” و”داعش” من عمليات التفاوض.
من جانبه، أكد مصدر مسؤول عن الفريق الوطني، اليوم الجمعة، أن البيان الصادر عن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ خالف ما تم الاتفاق علية في كثير من القضايا.
وأضاف المصدر: رغم أن البيان الصادر عن ولد الشيخ تحت مسمى المبادرة لإيصال المساعدات تضمن نقاط إيجابية تتعلق بالحالة الإنسانية في اليمن إلا أنه خالف ما تم الاتفاق علية في بقية القضايا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق