التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

بدأت شرارة المقاومة ضد الإعتداء التركي؛ فهل تعتبر أنقرة؟ 

الإحتلال مرفوض ومدان من كل الشعوب والأنظمة الحرة، فكيف إذا كان الشعب صاحب عقيدة وإيمان. فالقوات التي غزت العراق على مر السنين تشهد للشعب العراقي عنفوانه ورفضه للإحتلال. وليس آخرها الإحتلال الأمريكي الذي لم يستطع الصمود طويلاً في وجه المقاومة العراقية فخرج يجر ورائه ذيل الهزيمة والعار. واليوم تحاول الدولة التركية اللعب بالنار في الملعب العراقي بعدما خسرت في سوريا، فقد أرسلت قواتها إلى العراق ضاربة عرض الحائط العلاقات مع جيرانها، وإحترام السيادة العراقية.
فهل ستتحمل الحكومة التركية الخسائر التي ستلحقها على أيدي حركات المقاومة الغاضبة؛ التي تدافع عن أرضها وشعبها؟ وهل تعتبر من هذا الهجوم فتسحب قواتها المعتدية؟
يمكننا أن نناقش ردة فعل الجانب العراقي على الإعتداء التركي من ثلاثة محاور:
المحور الأول: التحركات الرسمية
كل التحذيرات التي وجّهتها الحكومة العراقية والإعتراضات على دخول القوات التركية المعادية لم تلق آذانا صاغية في تركيا، بل أكثر من ذلك فقد جاهرت تركيا بدخول قواتها إلى الأراضي العراقية، قائلة بأن نشر الجنود جاء لأغراض تدريبية. كلنا نعلم أن تركيا الداعم الأبرز للإرهابيين في سوريا والعراق وخاصة “داعش”، والمستفيد الأول من زعزعة الإستقرار في المنطقة.
تركيا لم تدخل العراق بدعوة رسمية من الدولة العراقية، والعراق حكومةً وشعباً بجميع أطيافه، إعترضت بشكل صارم على إستباحة القوات التركية لحدوده. وإعتبر أن وجود قوات عسكرية على أراضيه دون إذنه يعدّ “عملا معاديا”. وكانت وزارة الخارجية العراقية قد إستدعت السفير التركي في بغداد وسلمته مذكرة إحتجاج على دخول القوات التركية إلى قضاء الموصل دون علم الحكومة المركزية، حسب بيان الوزارة.
وبلغ التصعيد الدبلوماسي ذروته، حيث سلّم مندوب العراق الدائم في مجلس الأمن الدولي دعوة العراق رئاسة المجلس بعقد إجتماع طارئ، بدعوى إستباحة القوات التركية لسيادة العراق وعدم إحترامها لحدوده، وإنتهاكها أحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
المحور الثاني: التحركات الشعبية
أما على الصعيد الشعبي فقد عبّر الشعب العراقي عن غضبه الشديد لإستباحة أراضيه من قبل القوات التركية. فخرجت المظاهرات بعد الخطاب المتلفز نهار الجمعة ١١ كانون الأول لرئيس الوزراء حيدر العبادي الذي ندد فيه بالتدخل التركي، كما عززتها دعوة المرجعية الدينية بالدفاع عن سيادة العراق ووحدته، والوقوف في وجه الغزاة والطامعين.
وبعد المظاهرات في بغداد وذي قار وبابل وميسان الجمعة، ضد الإعتداء التركي للسيادة العراقية، زحف الآلاف إلى ساحة التحرير وسط بغداد السبت، ونددوا بالتدخل التركي في العراق، وأعلنوا رفضهم القاطع لتوغل القوات التركية داخل الأراضي العراقية. كما أحرقوا العلم التركي وطالبوا أنقرة بسحب قواتها فوراً. كما أبدوا استعدادهم لأوامر المرجعية الدينية وأي حل عسكري .
المحور الثالث: تحركات المقاومة الشعبية
أما ردة فعل قوى المقاومة العراقية فقد كانت أكثر حزماً، وبدأت بتنفيذ وعودها بإخراج المعتدين من أراضيها، فهي لا تفرق بين الإحتلال الأمريكي أو أي إحتلال آخر. فالمعتدي يجب أن يدحر والأرض يجب أن تحرر.
فقد أكدت مصادر مقربة من المقاومة الإسلامية في العراق، بتنفيذ أول هجوم على القوات التركية المعتدية في معسكر “الزلكان” في بعشيقة قرب الموصل. وأكدت وقوع إصابات مباشرة كما سمعت أصوات القذائف في معسكر القوات التركية من مكان بعيد، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مقر القيادة. وأفاد مصدر مطلع بهروب اثيل النجيفي وقواته من معسكر “زليكان”.
وقال مسؤول حكومي تركي “إن ٤ جنود أصيبوا في هجوم على معسكر تدريب في بعشيقة شمال الموصل”. أما عسكريا فقد ذكرت مصادر تركية أن قواتها ردت بقصف مدفعي على مصادر النيران، حيث تم إطلاق ما بين ٥٠ و ٦٠ قذيفة هاون في القصف الذي إستمر لنحو ثلاث ساعات. وكانت وسائل إعلام في أنقرة؛ وبُعيد دخول القوات التركية قالت: إن أنقرة أرسلت ٦٠٠ جندي تركي تدعمهم ٢٥ دبابة إلى منطقة بعشيقة قرب مدينة الموصل.
بدورها توعدت كتائب حزب الله العراق، بـ”الرد الحاسم” لتوغل القوات التركية في الأراضي العراقية، واصفة إياه بـ”الإحتلال الجديد” ويجب التصدي له بمنطق المقاومة التي لا تبقي ولا تذر، ومن لا يعرف قدرتنا فليذهب إلى أسياده الأمريكان ويسألهم. وأصدرت بيان صحفي جاء فيه “قدمنا وما زلنا نقدم أعز النفوس وأغلى الدماء دفاعاً عن العراق والمقدسات، ولا يسعنا أن نقف أمام توغل القوات التركية في الاراضي العراقية مكتوفي الأيدي وسنرد الرد الحاسم على هذه الانتهاكات”.
ختاماً: نستطيع القول إنه دائما عندما يوجد إحتلال ستولد المقاومة، لأن السيادة والحرية أغلى ما في الوجود. وكذلك في العراق الأبي بلاد المقدسات. فهل ستعود أنقرة إلى رشدها فتسحب قواتها المعتدية وتحفظ لجيرانها السيادة والإستقلال؟؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق