ثاني توشكا في أسبوع يدك معسكر “تداويل” في مأرب
حسمت التطورات العسكرية التي شهدها الميدان اليمني يوم أمس الجدل بشأن التعويل على مفاوضات “جنيف ٢”. رغم استمرار جلسات المحادثات، سقط الرهان على وقف الحرب قريباً، لا سيما أن الوفد الذي يمثل الرياض أبدى عجزاً واضحاً عن الحسم في أي قضية، لأن قرار الحرب بيد الرياض. تبددت جميع الأوهام حول جدّية إعلان وقف إطلاق النار في اليمن. و أكد الميدان اليمني أن الحرب لا تزال مستعرة أكثر من ذي قبل، جوّاً و برّاً، فقد شهدت المحافظات اليمنية يوم أمس تصعيداً غير مسبوق من طائرات العدوان و قواته على الأرض، و قوبل بردود من الجيش اليمني و”أنصار الله” في محاولة للردع.
یردّ الجيش اليمني و أنصارالله على الخروق، للمرة الأولى، بعد أقل من ساعات على تأكيد رئيس المجلس السياسي لحركة أنصار الله، “صالح الصماد”، أن “خيارات الشعب لا تزال مطروحة و أنها خيارات مدروسة، و الخطوات المقبلة ستكون خطوات كبيرة و يصعب التراجع بعدها”.
في غضون ذلك، أطلقت قوة الإسناد الصاروخية للجيش، أمس، صاروخين بالستيين الأول من نوع “قاهر ١” على تجمع لقوات العدوان في نجران السعودية، و الثاني “توشكا” على معسكر تداويل في مأرب، استهدف تجمعاً لمسلحين مؤيدين للعدوان في مأرب، و فيما أقرّ “التحالف” بإطلاق الصاروخين، فإنه زعم إسقاطهما.
و في وقت لاحق، نقل مصدر عسكري إحصاء سقوط أكثر من ١٢٠ قتيلاً من المرتزقة، بينهم قيادات، و احتراق طائرتين من نوع “أباتشي” و منظومة “باتريوت” بالصاروخ الذي استهدف معسكر تداوين في مأرب.
و أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، “العميد شرف لقمان”، أن العمليتين تأتيان في إطار الرد على تمادي التحالف السعودي الأمريكي و خرقه وقف إطلاق النار الذي أعلنته الأمم المتحدة و مواصلته تصعيد العمليات خلال الأيام الثلاثة الماضية. و لفت “لقمان” إلى أن الرد كان لا بد منه بهدف ردع “التحالف” عن الاستمرار في عملياته العدائية جواً و براً و بحراً، و بسبب عدم التزامه وقف إطلاق النار في الوقت الذي التزم فيه الجيش و أنصار الله به.
على صعيد متصل، قتل أربعة من مرتزقة “بلاك ووتر” خلال صد محاولة تقدم للعدوان باتجاه منطقة حبيل سلمان و جولة المرور في تعز. و أوضح مصدر عسكري أن من بين القتلى إيطالياً يدعى “أبيتي كاربوني”، و جنوب أفريقي يدعى “مازولو كنياتي” وعريفاً أميركياً من أصول باكستانية يدعى “جاويد الطاف خان”، وآخر يدعى “صموئيل بريبوتاتانا راوندي”.
في السياق، قال مصدر عسكري، إن عدداً من العسكريين السعوديين قتلوا أمس، إضافة إلى تدمير دبابة “إبرامز” أميركية، إثر تصدي الجيش و أنصار الله لمحاولة تقدم باتجاه جمرك مديرية حرض في محافظة حجة. يشار إلى أن الجيش وأنصار الله تمكنوا في الأيام الماضية من صدّ عدة محاولات لقوات “التحالف” التقدم تجاه محافظة حجة، مستغلة بذلك وقف إطلاق النار.
في موازاة ذلك، واصلت طائرات العدوان غاراتها على مختلف المناطق اليمنية. ففي صعدة، سقط أكثر من ١٥ شهيداً، في حصيلة أولية لجريمة جديدة ارتكتبها طائرات العدوان في منطقة كنى في مديرية كتاف، فيما جُرح مدنيان من أبناء مران نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان. و أغارت طائرات العدوان أيضاً على جبل العلا في الحوبان التابعة لمحافظ تعز. كذلك استهدفت الطائرات مبنى المجلس المحلي القديم في تعز و منزل أحد المواطنين في المخاء بعدد من الصواريخ.
أما على صعيد جبهات الحدود، فقد وزع الإعلام الحربي، أمس، مشاهد عملية اقتحام الجيش و أنصارالله لموقع “الزور” العسكري السعودي في نجران، التي جرت يوم الاثنين الماضي، أي قبل يوم واحد فقط من وقف إطلاق النار. و أظهرت المشاهد رصد تحركات العسكريين السعوديين في الموقع، من مجموعة الاستطلاع في الجيش و أنصارالله، و من ثمّ عملت قوة الإسناد المدفعي على دك الموقع بعدد من القذائف تمهيداً لاقتحامه، وسط حالة ذعر و هلع في صفوف العسكريين السعوديين.
و أظهرت المشاهد هرب العسكريين السعوديين، كالعادة، ببعض آلياتهم من الموقع تحت غطاء ناري كثيف. و أحرق مقاتلو الجيش و أنصار الله ما تبقى من الآليات السعودية بعد سيطرتهم الكاملة على الموقع. بعد ذلك فخّخت فرق الهندسة الموقع، رغم التحليق المكثّف لطائرات “الأباتشي” السعودية، لتنتهي العملية بتسوية رقابة الموقع بالأرض.
و كانت قوة الصواريخ البالستية في الجيش اليمني قد أطلقت في الأشهر الفائتة ثلاث صواريخ بالستية من طراز “سكود ” ، اثنان منها استهدفت قاعدة خالد بن عبدالعزيز في خميس مشيط، الأول بتاريخ (٠٦-٠٦-٢٠١٥م) و الثاني بتاريخ (١٥-١٠-٢٠١٥م ).و استهدف الثالث محطة كهرباء جيزان بتاريخ (٢٦-٠٨-٢٠١٥م ). فيما استهدفت قاعدة قوة الواجب البحرية في جيزان بصاروخ بالستي من طراز “توتشكا” بتاريخ (٢٠-٠٨-٢٠١٥م)، كما أن في صاورخاً رابعاً من طراز توشكا ضرب في وقت سابق معسكراً بمنطقة صافر مخلفاً عشرات القتلى و الجرحى في صفوف الإماراتيين و السعوديين و البحرينين و المرتزقة.
المصدر / الوقت