العلماء يفكون لغز اختفاء مياه الكواكب خارج المجموعة الشمسية
تم حل اللغز الذي ظل يحير علماء الفلك منذ اكتشاف أوائل الكواكب التي تدور حول نجوم، وذلك بفضل مسح تم إجراؤه لما يسمى بـ “كواكب المشتري الحارة”.
واستخدم فريق من الباحثين في هذا المسح تلسكوب هابل الفضائي و تلسكوبSpritzer لقياس مرور الضوء خلال الغلاف الجوي للكواكب الخارجية، من أجل تعقب الماء المفقود من سطح هذه الكواكب.
وكان الدافع لإجراء هذا المسح ما أظهرته دراسات سابقة، من أن هذه الكواكب تبدو وكأنها تحتوي على كميات أقل من المياه، مما كان متوقعا وجوده عليها، إلا أن الباحثين اكتشفوا من خلال دراسة العناصر التي وجدت في غلافها الجوي أن المياه موجودة بالفعل على هذه الكواكب، ولم تُفقد منها، لكنها فقط مخبأة بفعل الغيوم التي تحيط بها.
وقد تم إجراء مسح للكواكب التي تسمى “كواكب المشتري الحارة”، لأنها على الأقل في مثل حجم كوكب المشتري – أكبر كواكب المجموعة الشمسية – لكنها تدور على مسافة أقرب إلى نجومها الخاصة من المسافة بين كوكب المشتري والشمس.
الحجم الكبير لهذه الأجرام السماوية ومدارها القريب من نجومها يُسهّلان أمر دراستها على علماء الفلك، فهي تعد لذلك أسهل الكواكب الخارجية التي يمكن عمل مسح شامل لها، لما هناك من جاذبية بينها وبين شموسها، ويسبب ذلك خفوتاً ملحوظاً لضوء هذه الشموس، حينما تقطع الكواكب طريق الضوء أمام التلسكوبات.
وكانت الصعوبة التي وجدها علماء الفلك في دراسة “كواكب المشترى الحارة”، بالرغم من سهولة البحث عنها نسبيا، في أنْ حتى أقوى التلسكوبات كانت تعاني من الوهج القوي الصادر من نجوم هذه الكواكب عند النظر إليها مباشرة، إلا أن الجمع بين قوة التلسكوبين هابل Hubble و Spritzer سمح للعلماء بأخذ قياسات طيفية في مجموعة واسعة من الأطوال الموجية، لم تحدث من قبل في تاريخ دراسات علم الفلك.
وقام العلماء بقياس الضوء المنبعث من النجم في أثناء مرور الضوء في طبقات الغلاف الجوي العليا لهذه الكوكب، قبل أن يستمر في طريقه إلى الفضاء، ويصل في نهاية المطاف إلى التلسكوب الذي يدور حول الأرض.
وبمقارنة طيف الضوء بعد انطلاقه من النجم مباشرة بالضوء الذي مر خلال الغلاف الجوي لهذا الكوكب، استطاع العلماء قياس تركيز عدد من العناصر والمركبات، فوجدوا من بينها المياه، وكانت هذه هي المفاجأة الكبرى للعلماء الذين اكتشفوا أن المياه موجودة بالفعل على هذه الكواكب، إلا أن السحب والغيوم تخبئها.
والمؤشر الأكبر الذي دل العلماء على صحة النتائج كان أن الكواكب الخارجية التي لم تُحِط بها الغيوم بكثافة، كانت بصماتُ وجود المياه على سطحها واضحة، إلا أن الكواكب المحاطة بالغيوم الكثيفة، لم يكن العلماء يعثرون على أي أثر للمياه عليها.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق