ادعاءات قوات بخاري تواجهها حقائق ملموسة، هذا ما يراد لحلف سلمان السعودي
تداعيات المجزرة التي ارتكبتها القوات النيجيرية بحق مواطنيها من طائفة المسلمين الشيعية وصلت أصدائها إلى العالم، فقد دعت منظمات حقوقية إلى فتح تحقيق موسع حول الإعتداء الذي شنته القوات النيجيرية على مدينة زاريا الشيعية بالإضافة إلى حديث الصحف العالمية التي تناولت القضية، فحجم الضحايا الذي بلغ مئات الشهداء من جهة والمعلومات التي افادت عن قيام الجيش النيجيري بدفن اجساد الضحايا من دون تسليمها لأهاليهم للتغطية على المجزرة ومحو آثار الجريمة من جهة أخرى، كلها عوامل ساعدت على ايقاظ مؤسسات حقوق الإنسان للتحرك حيال هذه القضية والتشكيك بإدعاءات القوات النيجيرية.
سلمان السعودي وفي اتصال هاتفي اجراه مع الرئيس النيجيري محمد بخاري، اعلن تأييده لتحرك القوات النيجيرية بحق المسلمين الشيعة، ووضع الإعتداء في سياق سروره بإنضمام نيجيريا للتحالف السعودي المعلن مؤخراً، في السياق نفسه تحاول القوات النيجيرية ومن خلال الإعلام الخلط بين الأعمال الإجرامية التي ترتكبها جماعة بوكو حرام الوهابية التكفيرية وبين حادثة هجوم قوات بخاري على الشيعة العزل ونسبها اليهم، وبث اشاعات غير صحيحة من أن اعتداء القوات النيجيرية جاء على خلفية محاولة الشبان الذين اعتدي عليهم لإغتيال قائد الجيش، فيما توجهت الأنظار حول الشكوك من تهرب ساني عثمان المتحدث بإسم القوات النيجيرية من استفسارات وسائل الإعلام التي وجهت إليه عن اتهامات بدفن الشهداء جماعياً من دون تسليمهم لذويهم. كما ويحاول النظام السعودي الحاكم من خلال وسائله الحديث عن تدخل ايراني في نيجيريا، هذه المحاولة تصب في نفس خانة مساعي النظام لبث روح الشقاق والفتنة بين المسلمين من خلال خلق الأكاذيب. وفي عرض لبعض الوقائع والمؤشرات التي تشير إلى كذب إدعاءات التبرير للمجزرة نذكر النقاط التالية:
أولاً: تدعي قوات محمد بخاري النيجيرية أن تصديها للشبان الشيعة والذي نتج عنه شهادة العشرات منهم، جاء لأنهم كانوا يعدون لإغتيال قائد القوات النيجيرية، فإذا كان الأمر كذلك ومع هذا العدد من الشبان، كيف لم يتمكنوا من الحاق الضرر حتى ولو بجندي واحد من هذه القوات في المقابل فهم ماتوا جميعاً.
ثانياً: اذا كان الإدعاء صحيحاً فلماذا ترفض القوات النيجيرية السماح بفتح تحقيق بالحادث، ولماذا دفنت جثث الشهداء ولم تسلمهم لذويهم، ولماذا تتهرب قيادة القوات النيجيرية من الإجابة عن الأسئلة التي توجه اليها والإتهامات التي تحوم حولها. الإعتداءات على شيعة نيجيريا من قبل قوات محمد بخاري ليس بالأمر الجديد، فالشيخ الزكزاكي اعتقل تسع مرات، فهل أن مخطط الشيعة لإغتيال قائد القوات النيجيرية يعود إلى وقتها.
ثالثاً: بماذا يبرر قتل ثلاثة من أولاده وعشرات الأشخاص حين اطلق عليهم النار من قبل قوات محمد بخاري في العام 2014 اثناء مشاركتهم في احياء مراسم يوم القدس العالمي، فهل أن احياء قضية القدس وفلسطين يعد جرماً واجراماً؟ وهل أن اقتحام هذه القوات لبيت الشيخ الزكزاكي وقتل ابنه الرابع وزوجته وإطلاق النار على كافة افراد عائلة الشيخ الزكزاكي يأتي في سياق إحباط المخطط الذي تدعيه قوات محمد بخاري؟ ثم أن احراق حسينية بقية الله التي تقام فيها المراسم الدينية في أي خانة توضع؟ وما هي التبريرات لذلك؟ وهل أن الحسينية وإقامة المراسم الدينية فيها تعد تهديداً وإرهابا؟
رابعاً: إذا كانت الإتهامات التي توجه للشيخ الزكزاكي بأنه يعمل على نشر التشيع، فأين المشكلة في الدعوة إلى منهج حياة وعقيدة فكرية حيّة بأساليب لا يوجد فيها أي طابع عدائي بل دعوية محض يتقبلها الشعب لسلاستها، فيما نجد أن النظام السعودي الحاكم يلجأ إلى ضخ الأموال والأكاذيب حول المذاهب الأخرى لنشر فكره الوهابي الإجرامي التكفيري، كما وأن تصديه لأي تحرك شعبي سواء على أراضيه أو خارجها يريد الحياة لقضية فلسطين واضح وبين، وما قلق سلمان السعودي ومن وراءه الصهيونية وقوات بخاري إلا في هذا السياق.
في الحقيقة إن مباركة سلمان لمحمد بخاري وقواته على قتل شعبه ودخوله حلفه الجديد لهو مصداق حقيقي وواقعي لمخطط هذا الحلف ومهامه. فما يراد من هذا الحلف هو ضم الأنظمة التي عليها الإسهام بقمع شعوب العالم الإسلامي والعربي، والمضي في المخطط الصهيو امريكي للقضاء على أي تحرك شعبي مثمر، وأي حركة فكرية بناءة، وإخضاع ادارة المنطقة لعصابات وأنظمة ذات فكر ارهابي تكفيري تدميري يدمر المنطقة من جهة وبالتالي يحمي مصالح أمريكا والغرب من جهة أخرى.
المصدر / الوقت