إدانات واسعة لاغتيال القنطار والكيان الإسرائيلي يرحب
لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية والمقاومة اللبنانية طيلة الفترة الماضية، فمن قائدٍ إلى قائد، ومن مجاهدٍ إلى مجاهد، في الأمس القنيطرة هي الهدف، والآن ضواحي دمشق، البارحة جهاد بن عماد، واليوم القنطار، شهداء لبنان في أرض سورية على أيدي إسرائيلية، ما أجملها من لوحةٍ اختلطت فيها دماء الشهداء في شتى أراضي النضال والكفاح والمقاومة.
اليوم، ومع طلوع الفجر، زفت المقاومة الإسلامية شهيدها وعميدها، سمير القنطار، في بيان أصدره حزب الله أعلن فيه أن طائرات الكيان الإسرائيلي “أغارت الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، مما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار”، وأضاف البيان “تغمد الله تعالى شهيدنا العزيز وجميع الشهداء برحمته الواسعة وأسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين”.
“بسام القنطار” شقيق الشهيد، نعى أخيه عبر تغريدة في صفحته على موقع “تويتر”، وقال: “بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا إلى قافلة عوائل الشهداء بعد ٣٠ عاما من الصبر في قافلة عوائل الأسرى “، وأكد بسام أن “جريمة اغتيال سمير القنطار لن تمر من دون محاسبة “، مضيفًا أن “كل مناضل رفع راية مقاومة الاحتلال هدفه إما النصر أو الشهادة”.
وفي هذا السياق شهدت المنطقة موجة استنكار للجريمة الإسرائيلية، إذ اعتبر عمران الزعبي، وزير الإعلام السوري أن “استشهاد البطل القنطار يضيف رصيدًا جديدًا في مسيرة انتصار الأمة على المشروع الصهيوني”، كما أدان مجلس الوزراء السوري الاعتداء وأكد الحلقي، رئيس المجلس، أن “دماء الشهيد القنطار التي روت تراب سورية الغالي هي دليل آخر على وحدة المصير بين الشعبين السوري واللبناني”.
وكذلك فإن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسين جابر أنصاري، اعتبر “أن ممارسات الكيان الإسرائيلي باتت أخطر أشكال الإرهاب”، واصفًا الشهيد سمير القنطار بانه “رمز المقاومة أمام الاحتلال والعدوان الصهيوني” وقدم التعازي لأسرة الشهيد ورفاقه المقاتلين والمقاومة اللبنانية والفلسطينية والشعب والحكومة اللبنانية، وندد بانتهاك السيادة الوطنية والأراضي السورية.
هذا وقد شهدت فلسطين موجة تنديدات واسعة من قبل فصائل المقاومة، فقد نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القنطار، وقال داود شهاب، الناطق الإعلامي باسمها أن “حركة الجهاد الإسلامي تدين الجريمة الصهيونية باغتيال الأسير المحرر المناضل سمير القنطار”، وجاء في بيان الحركة “رحمك الله يا سمير فلقد عرفك الشعب الفلسطيني وأنت تناضل دفاعًا عن حقوقه وعدالة قضيته، تدفع سنوات عمرك خلف قضبان السجان ثم تخرج منها حراً لتواصل مسيرة العمل والكفاح ضد الاحتلال المجرم. وها أنت تلتحق بركب الشهداء فهنيئًا لك الشهادة” .
بدورها أدانت حركة حماس الجريمة معتبرةً أن “اغتيال المناضل سمير القنطار يؤكد أن الطرف الوحيد المستفيد من الحروب العبثية المدمرة في بلادنا هو الكيان الصهيوني”، وقال القيادي في الحركة “باسم نعيم”: “إن الاحتلال يضرب الجميع في المنطقة”.و أيضًا أدانت كتائب شهداء الأقصى اغتيال القنطار، وقالت إن “الشهيد كان مقاومًا ومناضلاً أمضى شبابه وقضى كل عمره في هذه المقاومة الشريفة منذ أيامها الأولى وحتى ساعات عمره الأخيرة”، كما نعى تحالف قوى المقاومة الفلسطينية الشهيد معتبرًا أن “فصائل المقاومة قادرة على الرد على هذه الجريمة النكراء”.
من جهتها أدانت لجنة الأسرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اغتيال القنطار “أحد أبرز أعلام الحركة الأسيرة العربية وعميد أسراها”، وحذرت اللجنة من “مغبة الاستمرار في سياسة استهداف الأسرى المحررين والتي تدل على مدى الحقد لآلة الإجرام الصهيونية”، و رأت أن “دماء القائد سمير القنطار لن تزيد المقاومة إلا إصرارًا على مواصلة ذات الدرب، درب المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعربية في الجولان، درب التحرير، تحرير كل بقعة من البقاع العربية المحتلة وفلسطين كل فلسطين وطرد آخر صهيوني منها”.
كما نعت كتائب القسام عميد الأسرى، وكذلك المجلس التشريعي بغزة والذي اعتبر أن الاغتيالات تزيد المقاومة قوة، وأيضًا نعت لجان المقاومة الفلسطينية القنطار واعتبر الناطق باسمها أبو مجاهد “أن إسرائيل لا تريد أن تترسخ المقاومة في الجولان المحتل”.
أما الكيان الإسرائيلي فقد رحب بالعملية إذ اعتبر “يؤاف غالانت” وزير البناء الإسرائيلي، أنه “من الأمور الطيبة أن أشخاصاً مثل القنطار لن يكونوا جزءًا من عالمنا”، كما أن عضو الكنيست الصهيوني “إيال بن رؤوفين”، إضافة إلى رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، “أفيغدور ليبرمان|، وجها تحية إلى الجيش الإسرائيلي لتنفيذه هذه العملية، كما اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية “يتسحاق هرتسوغ” أن “المنطقة أكثر أماناً”.
أما عن القنطار الملقب بعميد الأسرى فهو من مواليد عام ١٩٦٢، ولد في بلدة عبيه وهي قرية لبنانية في محافظة جبل لبنان، بدأ نضاله قبل أن يكمل عامه الـ١٦، وقضى في السجون الإسرائيلية قرابة ثلاثين سنة إلى أن تم إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى عام ٢٠٠٨ والتي تمّت بين حزب الله والكيان الإسرائيلي الذي يتهم القنطار بهجوم عام ١٩٧٩ الذي أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين.
المصدر / الوقت