التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

حكم «حمد» یدخل عامه الـ١٦؛ ماذا قدم لشعب البحرين؟ 

من الضروري جدا أن نتحدث مرة اخری عن تناقضات هذا العالم المملوء بالكذب والنفاق. ففيما تواصل أمريكا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر وتركيا ومعها عدد آخر من الدول، اعتبارَ نفسها “واحة للديمقراطية”، لازالت هذه الدول صامة لا بل داعمة لسياسات نظام واسرة آل خليفة في البحرين، رغم أن هذا النظام يستمر بحكمه البعيد عن مبادئ الديمقراطية، منذ أكثر من ٢٥٠ عاما. ولانريد ان نتطرق خلال هذه السطور الی كل ما جری من مأساة علی الشعب البحريني خلال هذه الفترة الطويلة، بل نحاول أن نلقي فقط نظرة خاطفة علی فترة حكم «حمد بن عيسی آل خليفة» آخر ملوك آل خليفة الذي لازال يجلس علی عرش الحكم وحلت علینا قبل أيام، الذكرى الـ١٦ لتوليه الحكم. ولم نر أياً من الدول التي تتشدق بالديمقراطية، أنها تتحدث عن أن حمد لازال يستمر بالحكم دون أن ينتخبه الشعب البحريني، فهل سيستطيع الملك البحريني أن يستمر بالجلوس علی العرش فقط من خلال دعم ملوك المنطقة وحلفائه الغربيين، أم أن سلطانه سينهار بنيران الاحتجاجات الشعبية التي طالت جميع مناطق البحرين؟

لا يعرف المرء كيف يتصور هذه الحالة الممزوجة بـ اللامبالاة، حيث ينظم الملك حمد، احتفالات ضخمة يصرفُ علیها ملايين الدولارات بمناسبة مرور عام آخر علی حكمه الملكي، وشوارع البحرين تعج بعشرات الآلاف من المحتجين علی عدم احترام مبادئ الديمقراطية في البلاد. واضافة الی ذلك فانه لازال أكثر من ٣ آلاف بحريني، يقبعون خلف القضبان في سجون النظام. ولازالت البلاد تشهد منذ عام ٢٠١١ حتی الیوم، تظاهرات شبه يومية، تطالب بتعديل نظام الحكم في البلاد، حتی يصبح نظام الحکم، نظاما انتخابيا. والأعجب من كل ذلك، أننا نری النظام البحريني يحتفل بتنصيب حمد ملكا علی البحرين، بالرغم من أن النظام مضطر من أجل حماية نفسه من معارضيه السلميين أن يلجأ الی قوات أجنبية معظمها جاءت من السعودية، مهمتها قمع المتظاهرين البحرينيين!

الاعلام البحريني وبكل مكوناته كما هي الحال بالنسبة لاركان النظام الاخری، لازال يصفق للملك حمد ويصف عصره، بعصر “ازدهار الاصلاحات” في البلاد. دون أن يتحدث هذا الاعلام عن أن ما تسمی بالاصلاحات التي أجراها حمد، ما هي إلا اصلاحات شكلية ليست جذرية. حيث أن هذه الاصلاحات لم تتطرق الی أهم مطالبات الشعب البحريني، المتمثلة بالغاء الحكم الملكي واستبداله بنظام برلماني ورئاسي عبر إجراء الانتخابات. وبدل أن يقوم حمد باصلاح نظام الحكم ويمنح الشعب حق الانتخابات، بادر الی إحكام نظام حكمه وبناء الحصون حوله لدرء المخاطر التي تهدده!.

النظام البحريني لا يريد الاعتراف بانه لا يوجد نظام سياسي مقبول من قبل الشعب في البلاد. حيث تصوروا أن جميع الاصلاحات التي تدور حولها ضجة إعلامية واسعة، ما هي إلا عبارة عن تشكيل مجلس للنواب لا يتجاوز عدد نوابه الـ٤٠ نائبا، مكبلين الايدي لا حول ولا قوة لهم لايجاد اي تحول في البلاد. وبالاضافة الی ذلك عيّن الملك حمد حكومة تضم ١٦ وزيرا يرأسها أمير من الاسرة الحاكمة!، له عقلية هي نفس العقلية التي يفكر بها حمد، وهو الامير «خليفة بن سلمان آل خليفة».

وأما ما يخص المعارضة البحرينية، فيمكنك أن تتحدث عن اقصائها دون أي حرج. «جمعية الوفاق الإسلامية الوطنية» باعتبارها أكبر تشكّل سياسي في البحرين، اوقف عملها بعد الزج بأمينها العام الشيخ «علي سلمان» بالسجون الخليفية. ناهيك عن منع سائر التيارات السياسية الاخری مثل «حركة أحرار البحرين الإسلامية» و«حركة حق» و«حركة خلاص» التي يمنعها النظام البحريني عن مزاولة أي نشاط في البلاد وهي محظورة بشكل تام.

إذن لم يلبِ حمد أياً من مطالب الشعب البحريني الرئيسية ولهذا فلا يمكن للشعب البحريني أن يهدأ وتتوقف تظاهراته السلمية، مادام النظام البحريني لا يريد أن يقتنع بان معظم هذا الشعب يطالب بتغييرات جوهرية في هيکلية نظام الحكم. ولا يمكن لهذا الشعب أيضا أن يترك رموزه خلف القضبان وهم افنوا حياتهم في الدفاع عن حقوق الشعب البحريني، فهذا يعتبر نكراناً للجميل، وهذا ليس من خصال الشعب البحريني، وأنه سوف يظل وفيا لدماء الشهداء ومستمرا بتحركاته السلمية حتی نيل كامل حقوقه وفي مقدمتها حصول كل بحريني علی «صوت واحد»، لتشكيل حكومة وبرلمان، يكونا منتخبين بشكل مباشر من قبل الشعب البحريني.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق