التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

التغيير الميداني الايجابي في سوريا وتغيير اللهجة الامريكية 

بعد فترة من التوقف عادت طائرات القوات الجوية السورية من طرازال 39 بالاقلاع مجددا من مطار كويرس العسكري الذي تم فك الحصار عنه مؤخرا حسبما اعلن الشيخ “عبدالرحمن تركي” احد قادة جماعة “نورالدين زنكي” المسلحة في حلب في 16 ديسمبر 2015، وتعتبر هذه الطائرة قاذفة خفيفة لديها قدرات عالية في المناورة اثناء مهاجمة الاهداف البرية وقد بث التلفزيون السوري في 15 ديسمبر صورا عن اقلاع هذه الطائرات من مطار كويرس ما ينذر باشتعال جبهة حلب في وقت قريب.

ويأتي نبأ عودة طائرات ال 39 بالاقلاع من مطار كويرس العسكري في 16 ديسمبر في وقت كانت الاشتباكات مع تنظيم داعش مستمرة حتى يوم 18 ديسمبر في اطراف هذا المطار، وفيما لم يكشف بعد عن مهمة هذه الطائرات يقول الشيخ “عبدالرحمن تركي” انه نظرا لقرب هذا المطار من شرق حلب بمقدار 35 كيلومتر فإن هناك احتمال قوي بأن يكون الجيش السوري يستعد لاستخدام هذه الطائرات في عمليات برية واسعة في حلب لاستهداف القوات الراجلة والمدرعة للجماعات المسلحة.

وكانت قوات المقاومة قد بدأت منذ 15 اكتوبر 2015 عمليات معقدة في شمال محافظة حلب وفي يوم 19 اكتوبر شنت عملية لكسر حصار مطار كويرس وفي مساء 10 نوفمبر تم كسر الحصار.

تغيير المعادلة العسكرية و اللهجة الامريكية

يأتي قلق الجماعات المسلحة من بدء العمليات الشاملة بالتزامن مع اعلان وزارة الدفاع الروسية في 16 ديسمبر ان القوات السورية تستمر في تطهير المناطق المحيطة بمطار كويرس و تتقدم في الجبهة الجنوبية الغربية لحرب باتجاه ادلب.

ومن جهته قال القائد المباشر للعمليات العسكرية الروسية في سوريا الجنرال “سيرغي روتسكوي” في 15 ديسمبر ان روسيا شنت منذ الثالث من سبتمبر (75 يوما) 4201 طلعة جوية واطلقت 145 صاروخ مجنح على اهداف في اللاذقية وحلب وحمص وحما وضواحي دمشق وقد اعلنت مؤسسات الدراسات الامريكية التي تراقب الحملة العسكرية الروسية ان الغارات الروسية تتركز على من يسمون بالمعارضة المعتدلة وليس تنظيم داعش.

وبالتزامن مع رجحان كفة التوازن العسكري لصالح المقاومة منذ يوم 15 ديسمبر غيرت الولايات المتحدة لهجتها فواشنطن التي كانت تؤكد قبل ذلك على تنحي الاسد من السلطة قالت على لسان وزير خارجيتها “جون كيري” اثناء لقائه مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في موسكو “ان امريكا وشركائها لايسعون الى تغيير النظام في سوريا، ما نقوله نحن هو ان الاسد هو نفسه ليس قادرا على قيادة مستقبل سوريا لكننا لانستطيع اليوم ان نركز على الخلافات الموجودة بهذا الشأن نحن نركز على عملية سياسية يقرر فيها الشعب السوري مصيره، نحن نعتقد انه يجب ان لايكون احد مجبرا على الانتخاب بين الارهابيين و ديكتاتور، ان التحدي الذي امامنا هو ايجاد بديل”.

وقد استخدم “كيري” هذه الادبيات بشكل اوضح في اجتماع نيويورك في 18 ديسمبر وقال في اشارة الى المصادقة على القرار الاممي رقم 2254 “الحقيقة هي انه ليس هناك شيء يساعد العملية السياسية لاعطاء فرصة حقيقية للشعب السوري مثل محاربة الارهابيين، ليس انتخابا بين الاسد وداعش بل انتخاب بين الحرب والسلام، بين التطرف والعنف وبين استقرار نظام سياسي جديد”.

ويبدو ان امريكا التي قبلت الان بالواقع الموجود في جبهة الحرب قد وضعت مواقفها السابقة جانبا وفضلت عدم التحدث الان عن مصير الاسد وذلك بهدف ايجاد بديل مناسب للاسد والتدخل في الانتخابات المستقبلية في سوريا والاتيان بشخص غير الاسد من داخل صندوق الانتخابات كما يأمل الامريكيون وضع شروط للاشخاص الذين يريدون الترشيح للانتخابات الرئاسية المستقبلية لسوريا تمنع الاسد من اعادة ترشيح نفسه.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق