التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أكتوبر 6, 2024

انتشار ظاهرة الفساد في داعش.. المال نموذجاً 

تنطيم داعش الارهابي او بما يعرف ب “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، هو تنظيم مسلح ارهابي يتبنى الفكر السلفي الجهادي التكفيري ويهدف المنظمون إليه الى اعادة مايسموه “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، يتخذ من العراق وسوريا مسرحا لعملياته وجرائمه. من الواضح من الاسم أن التنظيم الارهابي يحكم حسب الشريعة الاسلامية و القرآن، أي بما معناه أن القادة المنضون تحت لواء هذا التنظيم يجب أن يتمتعو بالمصداقية و درجه عالية من الايمان تمنعهم من ارتكاب “المحارم الإلهية”. ولكن الواقع على الأرض ينفي ذلك، فليس هناك تطبيق لشريعة الاسلامية ولا عمل بحسب القرآن الكريم فقد بدأ تنظيم داعش الارهابي مؤخراً بفرض قيود مشددة جداً على عناصره في مناطق سيطرته، بسبب تفشي ظاهرة الفساد والسرقات والمحسوبيات .

شواهد على الفساد
يدّعى تنظيم داعش أنه شن حربا مقدسة من أجل الدفاع عن الإسلام، إلا أن خلافته المزعومة عرضة لفساد عميق الجذور فى المنطقة. فقد أعلن التنطيم الارهابي مؤخراً بفرض قيود مشددة جداً على عناصره في مناطق سيطرته، بسبب تفشي ظاهرة الفساد، هذه التغيرات المفاجئة حصلت منذ فرار القيادي في صفوفها، “عمار الحداوي”، إلى تركيا منذ أكثر من شهر وبحوزته أموال طائلة و وثائق و أسرار كثيرة .
وكشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أمس، عن وقائع فساد مالي داخل تنظيم داعش الإرهابي، تتمثل فى وجود “جيش من الأشباح”، يتكون من مئات المقاتلين الذين يتقاضون رواتب من التنظيم، وفى الحقيقة لا وجود لهم سوى فى أذون الرواتب فقط، حسب ما أفاد مقاتلون سابقون بالتنظيم (الحمداوي). ونقلت الصحيفة عن “الحمداوي” قوله، إن”القادة الميدانيين على جبهات القتال يرسلون طلبات للحصول على رواتب ٢٥٠ مقاتلا، فى حين أن معهم ١٥٠ مقاتلا فقط”، مضيفا أنه “عندما اكتشف مسؤولوا التنظيم الأمر بدأوا يرسلون مسؤولين ماليين لتسليم الرواتب. لكنهم بدأوا يتفاهمون مع القادة أيضا “.
و كشاهد أخر على تفشي الفساد في التنظيم الارهابي، تسجيل صوتي لمن يسمى بـ”أمير ولاية القلمون السورية”، في تنظيم “داعش” الإرهابي، الأردني “ابو الوليد المقدسي” ما قال إنها فضائح فساد مالي وإداري لـ”داعش”، ويكشف “المقدسي”، في شريطه الصوتي، عن فساد في سرقة الغنائم، التي كان يمارسها مقاتلو “داعش”، و موضحاً أنه فيما كان عدد المقاتلين الحقيقي لـ”داعش” هو ٨٥، إلا أن الكشوفات التي كانت ترفع من قبل قيادات التنظيم في المنطقة، تضمنت أسماء ٢٥٠ مقاتلا، وبالتالي كان قيادي المنطقة يتقاضى رواتب لـ٢٥٠ بدلا من ٨٥ .
ايضاً، صيدلى سورى يدعى “أبو رشيد” (اسم مستعار)، يعمل فى مستشفى بمدينة الميادين السورية، قال إنه “فوجئ عندما لجأ داعش لتوظيف مسئول طبي، أقالته حكومة “الأسد” بسبب الاختلاس”، مضيفا أن “هذا المسئول واصل السرقة تحت إدارة داعش، عبر الحصول على مخصصات مالية لعشرات الطلبيات الوهمية من الأدوية، كما أضرم النيران فى المستوصف بعد استلامه الأموال لتجنب المساءلة”. مضيفاً أن التنظيم “يظهر تسامحا غير معهود مع الفساد الإداري والمالي “.
هذا اضافة علی الفساد الأخلاقي من بيع أعضاء البشر و الاتجار بهم، سبي النساء و بيعهم كالعبيد، الاتجار بالمخدرات و صفات سيئة أخرى يتصف بها المنضون تحت لوء التنظيم الارهابي .
هذه الفضائح في التنظيم باتت مادة للنميمة بين مقاتليه، حيث تشيع أخبار عن اختفاء قادة بعد تهريبهم أموالا عبر الحدود مع تركيا، حيث ذكر أحد القادة الميدانيين لصحيفة “فاينانشيال تايمز” بمدينة دير الزور السورية، إن أحد أمراء التنظيم هرب وبحوزته ٢٥ ألف دولار من أموال الزكاة، تاركا رسالة إلى زملائه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا: “عن أي دولة وأي خلافة تتحدثون أيها الحمقى؟ “.
اذاً ليس هناك شك فى أن داعش نظام استبدادى فاسد، فإن “داعش” والقاعدة كما الوهابية يتميزون بدرجة عالية من الجهل بالإسلام ومن فهمهم للشريعة الإسلامية والقرآن الكريم، كما أن أعلى درجات الجهل تتمثل في فهمهم لمعنى الكفر والكافر، وهذا الجهل بالإسلام والشريعة هو الذي أدى بهم إلى هذه الدرجة العالية من الفساد المالي و الاداري و الأخلاقي.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق