أسس الدبلوماسية الروسية حيال منطقة الشرق الأوسط
نظرا الى القضايا المطروحة حاليا في الشرق الاوسط يمكن القول ان روسيا تتبع دبلوماسية ذات خمسة مرتكزات في الشرق الاوسط وهي:
١- تركيز قوي على العلاقات الثنائية مع دول المنطقة.
٢- السعي لتنويع وتوسيع العلاقات مع الدول التي لديها خلافات مع بعضها البعض.
٣- ايجاد علاقة نشطة مع القوى والتيارات المعارضة بالاضافة الى حفظ العلاقة مع المسؤولين الرسميين.
٤- القيام بدور الوسيط في نزاعات وأزمات المنطقة في اطار قوانين الامم المتحدة دون تقديم الدعم الحصري لطرف ما او معارضة باقي اطراف النزاع.
٥- السعي للامتناع عن ابداء تصريحات حادة وعدم اتخاذ خطوات تجاه الدول التي تعارض الموقف الروسي في القضايا العالمية او الاقليمية.
ان هذه الدبلوماسية ذات الخمسة مرتكزات هي اساس السياسة الخارجية الروسية في منطقة الشرق الاوسط وهي تظهر ادراك الروس للتطورات الجارية في المنطقة وهكذا يتضح لنا ان روسيا لديها ٣ سياسات في الشرق الاوسط الجديد في آن واحد وهي جيوسياسية وامنية واقتصادية ففي المجال الجيوسياسي تسعى روسيا لأن تشكل لنفسها معسكر قوة في الشرق الاوسط ولأن الروس يريدون ارساء نظم عالمي متعدد الاقطاب فانهم يولون اهمية لايران وتركيا والسعودية، ان الروس يريدون مواجهة الاحادية الامريكية والحصول على دور دولي لانفسهم كقوة عالمية وهذا هو اهم الاهداف الجيوسياسية لروسيا في مجال السياسة الخارجية في الشرق الاوسط ولذلك سيعزز الروس علاقاتهم الخارجية مع الدول المعادية لامريكا في المنطقة ومن جهة ثانية سيقيم الروس علاقات وثيقة مع الدول التي كانت تعتبر حليفة لامريكا على الدوام.
وعلى الصعيد الامني ينتاب الروس قلق من انتشار الافكار المتطرفة والمتشددة في القوقاز الشمالية والجمهوريات المسلمة في تلك المنطقة فخطر انتشار الارهاب والتطرف الديني ووجود جماعات مثل القاعدة يمكن ان يؤدي الى زيادة النزعة الانفصالية في بعض الجمهوريات والمناطق مثل الشيشان، واضافة الى هذا فإن روسيا قلقة بشدة من انتشار الاسلحة النووية في منطقة الشرق الاوسط.
اما من الناحية الاقتصادية فروسيا التي تعتبر من مصدري النفط والغاز لديها شعور خاص تجاه دول المنطقة وتنظر اليهم كمنافسين في بعض الاحيان واضافة الى ذلك تصبح روسيا مجبرة في الكثير من الاحيان على التعاون والتنسيق مع اكبر منتجي الطاقة في المنطقة ومن جهة أخرى تلعب العلاقات الاقتصادية مع دول الشرق الاوسط خاصة في مجال الطاقة وتصدير الاسلحة دورا هاما في السياسة الاقتصادية الروسية في الشرق الاوسط فالروس يريدون الحد من النفوذ الامريكي بين دول العالم وزيادة قدراتهم الاقتصادية والقيام بدور محوري في القطاعات الاقتصادية الهامة في الشرق الاوسط.
واخيرا يجب القول ان روسيا ورغم كافة المشاكل التي تعاني منها هي دولة لن تتخلى عن احلام اعادة احياء نفوذها التاريخي في الشرق الاوسط، فروسيا تريد ارساء السلام في المنطقة ونظرا الى قربها الجغرافي من دول الشرق الاوسط ومنطقة الخليج الفارسي فيمكنها ان تزيد تعاونها مع دول المنطقة وتؤمن مصالحها وامنها القومي ومن جهة اخرى تتحول الى لاعب قوي ومؤثر في منطقة الشرق الاوسط.
المصدر / الوقت