التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الرمادي تحريرٌ قريب… وانزعاجٌ أمريكي من التقدم السريع 

يبدو أن الحركة العسكرية لتحرير الرمادي تشارف على النهاية السعيدة. ففي انجاز استراتيجي كبير، تمكن الجيش العراقي مدعوماً بالعشائر والحشد الشعبي من تحرير وسط مدينة الرمادي والتقدم في أحياء أخرى وطرد مسلحي تنظيم داعش الارهابي منها. وبدا واضحا، من خلال تصريحات المسؤولين العراقيين يوم أمس، أن العمل جارٍ على قدم وساق من اجل إتمام العملية العسكرية في الرمادي خلال أيام قليلة.

العملية العسكرية في الرمادي
شهد فجر الثلاثاء الماضي تقدماً استراتيجياً كبيراً للقوات المسلحة العراقية، حيث دخلت القوات، مركز الرمادي التي تعد من كبرى مدن محافظة الأنبار التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” الارهابي منذ آذار الماضي، في آخر خطوة لتحرير المدينة. وقال صباح النعمان المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب “دخلنا الى مركز الرمادي من عدة محاور وبدأنا تطهير الأحياء السكنية” في المدينة التي تحاصرها القوات العراقية منذ أسابيع، موضحاً أنه سيتم “تطهير المدينة في الساعات الـ٧٢ المقبلة بالكامل”. واضاف أن “قواتنا بلغت حي البكر والأرامل ولم تواجه مقاومة شديدة في داخل المدن باستثناء القناصة والانتحاريين وهذا التكتيك كنا نتوقعه”.
وأوضح ضابط رفيع المستوى في جهاز مكافحة الارهاب أن “قواتنا استطاعت بناء جسور هندسية على نهر الفرات تمكنت من خلالها العبور الى داخل الأحياء السكنية في مركز الرمادي”. وقال إن “المسافة بين قواتنا والمجمع الحكومي الواقع في منطقة الحوز (مركز المدينة تماماً) أقل من كيلومتر واحد وتدور اشتباكات مع عناصر داعش في هذه المنطقة بكافة الأسلحة”.
وتأكيداً على مشاركة الحشد الشعبي في عمليات الأنبار، فقد قال الناطق باسم قوات الحشد الشعبي كريم النوري “إن العمليات في الرمادي محسومة خصوصاً بعد استعادة مناطق مهمة جداً فيها”. وأضاف “إن الحشد هو الذي طوّق المدينة فيما الاقتحام تقوم به بقية القوى “.
وقامت قوات النخبة العراقية بمداهمة اوكار تنظيم داعش في حي الضباط بالرمادي واخترقت انفاقهم تحت الارض. حيث ذكر مصدر امني ان “قوات النخبة العراقية نفذت مداهمات واقتحامات لأوكار الدواعش في حي الضباط بمدينة الرمادي، واخترقت أنفاق الدواعش تحت الأرض”. وقال بيان للقوات المشتركة ان “قوات مكافحة الارهاب تقدمت باتجاه مركز المدينة، وبإسناد ناري بالمدفعية والدبابات باتجاه أهداف العدو، حيث تم قتل عدد من ارهابيي داعش، وتدمير اوكارهم في قاطع العمليات”.

انزعاج أمريكي
وعلى ما يبدو فإن أمريکا ليست سعيدة بهذا التقدم السريع في الرمادي، ففي وقت يبدو فيه أن عملية تحرير مدينة الرمادي العراقية اقتربت، خصوصا عقب دخول جهاز مكافحة الإرهاب مركز المدينة، أعربت واشنطن عن قناعتها بأن النصر لايزال بعيد المنال. وفي مؤتمر صحفي عقد عبر الهاتف مع صحفيين يملكون أوراق الاعتماد في وزارة الدفاع الأمريكية الثلاثاء ٢٢ ديسمبر/كانون الأول قال ستيف وارن المتحدث باسم قوات التحالف الأمريكي ضد تنظيم “داعش”: “كثير من الوقت سيمضي قبل أن نعلن تحرير الرمادي تماما من المسلحين الإرهابيين”.
وذكر مصدر رفيع في الحكومة العراقية أن أمريكا فرضت على الحكومة العراقية إعطاء موازنة مجحفة بحق الحشد الشعبي، فقد وصف الناطق باسم الحشد الشعبي كريم النوري موازنة ٢٠١٦ بالمجحفة بحق مقاتلي الحشد، مؤكدا في الوقت نفسه ان طموح المقاتلين وعزيمتهم في مواصلة قتال العناصر الارهابية لن يتوقف نتيجة غبنهم وعدم انصافهم من قبل الحكومة في هذه الموازنة. واضاف ان اصرار مقاتلي الحشد الشعبي لن يتوقف نتيجة تجاهل الحكومة لهم ولاحتياجاتهم وعوائلهم بل ان هذا الامر يزيد من عزيمتهم في محاربة تنظيم داعش الارهابي، معربا عن امله في ان تكون للحكومة وقفة جادة لتعويض رجال الحشد الشعبي لان قوة الموازنة ستسرع من حسم المعركة.
اذاً، اعلان تحرير الرمادي بات بين قوسين أو أدنى من ذلك، فوقوف العراقيين الى جانب بعضهم البعض من جيش وعشائر وحشد شعبي سيسارع من عملية تحرير الرمادي، ومن اجل نجاحها واستمرارها بنفس الزخم يجب على العراقيين أن يمنعوا التدخلات الأمريكية المشبوهة الهادفة الى كسر وحدة العراقيين وتقسيم العراق الى دويلات وإلحاق الهزيمة بمحور الممانعة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق