غارة للجيش السوري تقضي على زهران علوش وكبار القيادات الإرهابية
بعد عملية إستخباراتية نوعية، نجح الجيش السوري في توجيه ضربة قاضية للجماعات المسلحة المتواجدة في ضواحي دمشق حيث إستهدفت الطائرات إجتماعاً قيادياً كان يضم قائد ما يسمى بـ”جيش الإسلام” زهران علوش وعدد من القياديين في “أحرار الشام” و”فيلق الرحمن” في أوتايا في منطقة المرج في الغوطة الشرقية .
وقالت القيادة العامة للجيش في بيان نقلته سانا “بعد سلسلة عمليات رصد ومتابعة واستنادا إلى معلومات استخباراتية دقيقة وبالتعاون مع المواطنين الشرفاء نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري عملية جوية نوعية استهدفت تجمعات التنظيمات الإرهابية ومقراتها في الغوطة الشرقية بريف دمشق أدت إلى مقتل الإرهابي “زهران علوش” متزعم ما يسمى “جيش الإسلام” وعدد كبير من متزعمي تنظيمات “جيش الإسلام وفيلق الرحمن وحركة أحرار الشام الإسلامية” المسؤولة عن إطلاق القذائف الصاروخية واستهداف المدنيين الآمنين في دمشق وضواحيها”.
كما افادت مصادر ميدانية عن مقتل قائد “فيلق الرحمن” النقيب عبد الناصر شمير الملقب “ابو النصر” وإصابة نائبه بجروح خطرة في الغارة. كما قتل في الغارة نفسها شقيق زهران علوش المدعو محمود و ١٦ مسلحاً بينهم قيادات الصف الاول في جيش الاسلام وفيلق الرحمن. وأوضحت المصادر بأن الاستهداف جاء نتيجة عملية استخباراتية وجوية حيث أطلقت الطائرات السورية ٨ صواريخ على دفعتين .
زهران علوش و”جيش الإسلام”
ولد محمد زهران علوش في مدينة دوما بريف دمشق عام ١٩٧١، والده الشيخ عبدالله علوش داعية سلفي .
درس الشريعة الإسلامية في جامعة دمشق وتخرج منها، وسافر بعدها إلى السعودية وأكمل الدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهناك درس عند عدد كبير من المشايخ السعوديين ومنهم عبدالعزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين .
عاد بعدها إلى سوريا وعمل في المقاولات، لكنه لم يبتعد عن النشاط السلفي، فتعرض لملاحقة أمنية، وتم سجنه عام ٢٠٠٩، بتهمة حيازة أسلحة وجدها الأمن في سيارته .
بعد خروجه من السجن وإندلاع الأزمة السورية، سارع علوش للإنخراط في القتال مع الجماعات المسلحة (الجيش الحر) ضد الجيش السوري، ثم أسس لاحقاً “سرية الإسلام” في مدينته دوما، ثم تغير اسمه ليصبح “لواء الإسلام”، وفي العام ٢٠١٣ انضمت العديد من الفصائل المسلحة غالبيتها في الغوطة الشرقية لدمشق إلى لواء الإسلام، وأصبح اسمه “جيش الإسلام “.
ويعتبر جيش الإسلام أكبر فصيل في الغوطة الشرقية لدمشق، وقد قام بعرض عسكري كبير نهاية نيسان/أبريل ٢٠١٥، عقب عود علوش من زيارة إلى السعودية، ويقدر عدد مقاتليه بنحو عشرة آلاف مقاتل .
منذ تأسيسه في تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠١٣ ارتبط اسم هذا التنظيم وقائده بالسعودية حيث يحظى بدعم واسع من الرياض وصل لتسميته “برأس حربة الرياض”، كما يحظى بعلاقة طيبة مع تركيا.
لجيش الإسلام انتشار في عدد من المناطق السورية أبرزها ريف دمشق واللاذقية ودرعا وحلب . ويتهم زهران علوش وعناصره بالوقوف وراء انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان، وأبرزها إعدام وخطف العشرات من النساء والأطفال من المدينة، الذين استخدمهم كدروع بشرية في الآونة الأخيرة، ووضعهم في أقفاص نشرها على أسطح المباني وفي الطرقات في مدينة دوما . هذا وخرجت مظاهرات في بلدات الغوطة تتهمه بإخفاء الكثير من المواد الغذائية ومنعها عن السكان .
أبو همام خلفاً لعلوش
لم يتنظر جيش الإسلام طويلاً حتى يعين خلفاً لزهران علوش خشية تفتّت هذه المجموعات الإرهابية، حيث تم تعيين أبو همام البويضاني قائداً عاماً لجيش الإسلام خلفاً لزهران علوش.
وقد أعلنت مصادر في الجماعات مسلحة، رغم عدم صدور أي بيان رسمي، بأنه من بين عشرة نواب لزهران علوش وقع الاختيار على أبو همام البويضاني ليخلف القائد العام لجيش الإسلام الذي قتل في غارة للجيش السوري في الغوطة الشرقية .
وفي المعلومات القليلة المتوافرة عنه فإن البويضاني من مواليد دوما مسقط رأس سلفه عام ١٩٧٥ وقال ناشطون إنه “يعد من الشخصيات التوافقية في الغوطة” التي تعتبر معقلاً لجيش الإسلام .
ونقل عن مقربين من “جيش الإسلام” أنه “من المتوقع أن يخرج البويضاني للمرة الأولى على الإعلام، لنعي القائد السابق ومرافقيه، والتأكيد على ثبات جيش الإسلام في مساره في المرحلة المقبلة” على حد تعبيرهم .
اليوم، وبعد هذه الضربة المؤلمة التي تلقّتها الجماعات المسلحة في ريف دمشق، وبالتزامن مع إنسحاب العديد من الفصائل الإرهابية من دمشق نحو مدينة الرقّة، معقل تنظيم داعش الإرهابي، تطرح العديد من الأسئلة حول مصير هذه الجماعات والدول الداعمة لها خاصةً أن الإرهابي علوش كان يعد الورقة الأقوى في أيدي السعودية وتركيا بإعتباره يشكّل تهدّيداً حقيقياً للعاصمة دمشق.
المصدر / الوقت