التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الغوطة أكثر أمناً بعد مقتل «زهران علوش» 

لا شك أنها كانت ضربة قاسية ومن العيار الثقيل تلقاها مايسمی بـ “جيش الاسلام”، عندما علم بمقتل زعيمه «زهران علوش» خلال ضربة جوية نفذها الطيران السوري، بعد تلقيه معلومات استخبارية دقيقة حول وجود علوش في ذلك المكان الذي تم استهدافه يوم الجمعة الماضي.

وتعتبر جماعة “جيش الاسلام” السلفية ومتزعمها زهران علوش الذراع العسكري وأهم أرصدة السعودية وكنزها الثمين في سوريا، حيث كان علوش اللسان الناطق باسم النظام السعودي وظل مصرا حتی مقتله علی ذهاب الرئيس السوري «بشار الاسد»، تنفيذا لرغبة النظام السعودي الذي لازال يؤكد علی تنحي الرئيس الاسد من السلطة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أول أمس الجمعة أن علوش زعيم جماعة “جيش الإسلام” لقي حتفه في غارة جوية، استهدفته في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، أثناء اجتماع لقيادات الجماعة، مع جماعات اخری، لتنفيذ هجوم علی مواقع الجيش السوري وقوات حزب الله.

وأضافت سانا أن الغارة أدت الی مقتل العشرات من متزعمي الجماعات الارهابية وكان من بينهم زعيم مايسمی بـ “فيلق الرحمن” و”حركة “أحرار الشام الإسلامية”.

وتلقت جماعة جيش الاسلام التي فقدت رأسها في هذه الضربة الموجعة بعد اعلان الجيش السوري بدئه عمليات واسعة في الغوطة الشرقية، لتطهيرها من الجماعات الإرهابية، تلقت خسارة لايمكن تعويضها في المستقبل القريب. حيث تعتبر جماعة جيش الاسلام أبرز الفصائل المسلحة المتواجدة في الغوطة الشرقية.

ومن المرجح بعد مقتل زهران علوش، أن تتبعثر أوراق السعودية التي عملت علیها خلال الاسابيع الماضية من خلال عقد مؤتمر موسع لجماعات، وصفت من قبل الرياض بانها معارضة للنظام السوري، وكانت جماعة جيش الإسلام إحدى الجماعات المشاركة في هذا المؤتمر.

وفي الساعات الاولی بعد نشر نبأ استهداف علوش، حاولت الكثير من وسائل الاعلام العربية خاصة قناتي الجزيرة والعربية، الايحاء بان الغارة جرت من قبل الطيران الروسي وليس السوري، حتی لا يسجل هذا الإنتصار في سجل الجيش السوري، لكن سرعان ما أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات الجيش العربي السوري أن استهداف علوش جری من قبل الطيران السوري. والملفت في هذا الصدد أن القنوات العربية استمرت في دعايتها علی أن روسيا هي من استهدفت علوش، في حال أن قناة «روسيا الیوم» الروسية الناطقة بالعربية، نشرت تقريرا تحت عنوان «بالفيديو.. لحظة استهداف زهران علوش بالطيران الحربي السوري» يتحدث عن إستهداف علوش من قبل سلاح الجو السوري.

وبعد مقتل علوش تداولت الكثير من الاخبار حول أن العملية التي نفذها سلاح الجو السوري، جرت بعد عملية استخبارية دقيقة تمكنت من خلالها القوات السورية أن تخترق جماعة جيش الإسلام وتصل الی مكان اجتماع علوش السري مع قيادات اخری.

وأعلنت جماعة جيش الاسلام بعد مقتل زعيمها زهران علوش أنها اختارت «أبو همام البويضاني» ليكون زعيمها الجديد. وعلی مايبدو فان مصير جيش الإسلام أصبح محفوفاً بالكثير من التحديات بعد مقتل علوش، حيث أنه من الوارد جدا أن تطفو خلافات الفصائل التي تشكله علی السطح، بعدما كان علوش يحاول تهدئة هذه الخلافات.

وبما أن زهران علوش وكما كان أبوه، يعتبر زعيما للحركة السلفية المتشددة والممولة من قبل النظام السعودي، فقد نعی «ياسر برهامي» نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر، زهران علوش، معتبرا اياه “أحد افاضل الدعاة في سوريا” علی حد وصفه. واعتبر برهامي قصف المدن السورية علی يد قوات جماعة جيش الإسلام التي يتزعمها علوش، دفاعا عن الشعب السوري!. كما زعم نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر، أن علوش كان معاديا للفكر التكفيري ومحاربا له!.

وستكون تركيا وقطر أكبر الخاسرين بعد السعودية، اثر مقتل علوش، حيث اجری علوش خلال الأشهر الماضية، زيارة لتركيا التقی خلالها بمسؤولين أتراك وعدد من زعماء “جماعة احرار الشام”، بهدف التنسيق مع هذه الاطراف علی ضرب استقرار العاصمة السورية دمشق، عبر اطلاق عشرات القذائف علیها بشكل دوري من الغوطة الشرقية.

لكن جميع مخططات قطر والسعودية وتركيا التي سعوا من خلالها عبر التعاون مع زهران علوش، لزعزعة أمن العاصمة السورية، باءت بالفشل، رغم أن قذائف الهاون التي أطلقها جيش الإسلام ادت الی مقتل العشرات من المدنيين في دمشق ومناطقها الريفية. كما فشل علوش ايضا في التعريف عن تنظيمه باعتباره تنظيما معارضا معتدلا وفق ما سعت الیه الرياض وأنقرة والدوحة، وذلك بعد إتهام علوش وجماعته بانهم مسؤولون عن استخدام الاسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية ضد المدنيين، حسب ما ذكرت تقارير غربية. وبالاضافة الی ذلك فقد أمر علوش، القوات التابعة له أن توضع عدد من الاسری السوريين المنتمين الی الطائفة العلوية في اقفاص حديدية، لمنع الطائرات السورية من ضرب الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية. هذه الخطوة غير الاخلاقية قد قضت علی “الاعتدال” الذي حاولت الرياض الصاقه بجماعة جيش الإسلام نهائيا. إذن لابد أن تكون الغوطة الشرقية خلال الايام القادمة أكثر هدوءً وأمناً لأهلها بعدما تخلصت من زهران علوش.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق