ملامح المرحلة المقبلة للأزمة السورية
في الوقت الذي لاتوجد هناك اية مؤشرات لانتهاء الازمة الداخلية في سوريا اعلنت السعودية تشكيل تحالفها العجيب والغريب ضد الارهاب ورغم ان تصريحات وزير خارجيتها عادل الجبير تدل على أن دخول قوات برية سعودية الى سوريا هو مجرد احتمال يبدو ان امريكا وتركيا تريدان حضورا عربيا اكبر في سوريا فامريكا التي تحدثت عن دخول قوات ايطالية والمانية الى هذه الحرب تفضل القوات العربية على الاوروبية لانها تخشى التورط اكثر في الشرق الاوسط.
ان دخول القوات العربية الى الحرب السورية تروق لتركيا ايضا لانه يبرر التدخل العسكري التركي وبالاضافة الى ذلك نجد ان حرب الكر والفر بين القوات السورية وتنظيم داعش الإرهابي تضع علامة استفهام كبيرة امام الجهود الدولية المعلنة ضد داعش في ظل الاصطفافات الدولية التي بلغت ذروتها في هذه الحرب خاصة اذا علمنا ان الروس قد وضعوا الموانع امام التدخل الامريكي التركي في شمال سوريا والذي لم يكن من المحتمل ان يتطور الى جهود منسقة للقضاء على داعش، والسؤال المطروح الان هو هل ان السعودية وحلفائها في مجلس التعاون يستطيعون التدخل العسكري بشكل قوي ومنسجم في سوريا؟
ان السعودية وحلفائها في مجلس التعاون هم متورطون بشكل كبير في اليمن لكنهم يستطيعون ارسال القوات الى سوريا ورغم ذلك انهم يرغبون في انضمام باقي حلفائهم مثل مصر والاردن الى هذه المعركة والمعلوم ان مصر تملك جيشا كبيرا وقويا وان الاردن تملك قوات مدربة بالاضافة الى رغبة مصر والاردن في تلقي المساعدات المالية من السعودية وحلفائها في مجلس التعاون في حال دخولهما الى الحرب السورية.
وقد مالت القاهرة نحو دمشق بسبب التوترات الموجودة في داخل الاراضي المصرية كما تشهد العلاقات المصرية التركية توترا ملحوظا، وفي نفس الوقت تتطلع مصر نحو تعزيز العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع روسيا لكن السعودية تسعى الى تغيير هذا الواقع فهي تعزز علاقاتها مع القاهرة عبر المشاريع الاقتصادية ومن جهة أخرى تحاول ترطيب الاجواء بين القاهرة وأنقرة عبر عقد لقاء ثلاثي في شهر يناير القادم، اما الاردن ايضا فتسعى الى الاقتراب من السعودية وقطر والامارات بشكل اكبر من ذي قبل لكن من المعروف ان الاردن يخشى من انهيار النظام السوري لأن ذلك يمنح الجماعات المتطرفة فرصة اكبر للتغلغل في باقي دول المنطقة.
ومن المؤكد ان مصالح واهداف اللاعبين الدوليين ستلعب دورا في الحرب الداخلية في سوريا وهناك الان شعوب كثيرة سترى حكوماتها مشاركة في الحرب ضد داعش خلال الفترة المقبلة لكن المواقف المختلفة لهذه الدول ستؤثر حتما على مجهوداتها في هذه الحرب.
ان المشاركين في الحرب ضد داعش يركزون اولا على منافسيهم واعدائهم ومن ثم يفكرون في حل ازمة داعش ورغم ان دخول اي قوات اضافية يمكن ان يزيد من الضغط على الجماعات المتطرفة لكن التهديد الاكبر ضد داعش وباقي الجماعات المتطرفة هو التكاتف والوئام بين المنافسين الموجودين في الساحة السورية مع العلم بأن حدوث هذا الامر يبقى احتمالا بعيدا.
ان السعودية تسعى الان الى اعطاء صبغة عربية للازمة السورية عبر الاعلان عن حلفها الغريب ضد الارهاب وكذلك عبر اتباع طرق دبلوماسية وسياسية مدعومة من قبل الامريكيين وذلك بهدف انتزاع دور لنفسها ولحلفائها في الصراع السوري ولو شكليا.
المصدر / الوقت