التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

خيبة امريكا و السعودية في الصراع الدولي في سوريا واليمن 

تحولت منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا الى منطقة للحروب والنزاعات على غرار المئة سنة الاخيرة و بدأت التوترات من تونس الى مصر ووصلت الى اكثر البلدان العربية وباتت سوريا تشهد حربا ضروسا وشهد اليمن عدوانا سعوديا بربريا يمهد لسيطرة متطرفي القاعدة وداعش على اجزاء منه لكن ما يجب عدم التغافل عنه هو تدخلات القوى الاجنبية في هذه الاحداث.

سوريا

تعتبر سوريا الان مكانا لتدفق مئات الجماعات المسلحة من كل حدب وصوب و اصبحت محلا للنزاع بين القوى العالمية ومسرحا للحروب التي تشن بالوكالة وان ابرز الدول التي تتورط في الحرب السورية هما السعودية وايران فالسعودية التي كانت تظن في بداية انطلاق الاحتجاجات في سوريا انها تستطيع ازالة حليف لايران عبر دعم المعارضين السوريين اقدمت على دعم المتطرفين والارهابيين في سوريا لكن المتطرفين والارهابيين في سوريا اصبحوا ضعفاء امام الصمود السوري والايراني كما انضمت روسيا اليهما بعد ذلك وباتت امريكا عاجزة عن التمسك بخيوط اللعبة في سوريا لكن امريكا عمدت بعد ذلك الى دعم الاكراد في سوريا و اوجدت ما يسمى بالقوات الديمقراطية التي يشارك فيها الاكراد و ذلك من اجل القضاء على داعش في المرحلة الاولى و من ثم الانتقال الى قضية تغيير النظام في سوريا بهدوء لكن ظهور داعش اثبت للجميع الحاجة الى بقاء الرئیس السوري “بشار الاسد” في الحكم.

وقد دافعت ايران عن بقاء “بشار الاسد” في الحكم اثناء مؤتمري فيينا اللذين عقدا حول الازمة السورية و استطاعت ايران عبر سياساتها المدروسة اقناع معظم الاطراف الغربية بضرورة بقاء “الاسد” في الحكم مؤقتا على الاقل وفي المقابل نجد ان امريكا تعيش حالة من الحيرة في سوريا كما ان السعودية التي تسعى لرسم دور اقليمي مستقل لنفسها بعد مجيء “الملك سلمان” الى الحكم قد واجهت الهزيمة في مشروعها التدميري في سوريا، وهكذا يبدو ان مستقبل النزاع في سوريا يكتنفه الغموض لكن في صراع القوة اثبتت ايران و روسيا والعراق وسوريا وحزب الله انها لها اليد العليا حتى الان و ان ادائها افضل من اداء باقي الاطراف في وقت زاد الاداء السعودي من خطر وتهديد الجماعات المتطرفة على امن المنطقة في الحاضر والمستقبل.
اما امريكا فقد اعترفت من جهتها بقوة ايران الاقليمية وضرورة حضورها الدبلوماسي في وقت باتت السعودية تعيش هاجس مستقبل العلاقات الايرانية الامريكية و النفوذ القادم لايران في دول المنطقة.

اليمن

يعتبر اليمن مكانا تتنافس فيه الاطراف الثلاثة في المنطقة أي السعودية وايران وامريكا وقد شهد اليمن في البداية ثورة شعبية تم وأدها بمؤامرة سعودية و وصلت الامور الى نزاعات داخلية ومن ثم تدخل عسكري وعدوان خارجي فالسعودية كانت تعتبر اليمن فنائها الخلفي ولم تتحمل سيطرة حركة انصارالله على اليمن وتذرعت بقضية اعادة الرئيس الفار والمستقيل “عبد ربه منصورهادي” الى السلطة لشن عدوان على اليمن راح ضحيتها آلاف الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ.

اما ايران التي تدعم انصارالله فقد القت بالكرة في الملعب السعودي وباتت تلعب في الحديقة الخلفية للسعودية فايران وسعت عمقها الاستراتيجي نحو العراق وسوريا واليمن و باتت تدير الصراع بعيدا عن حدودها.

ومن جانبها اختارت امريكا دعم التحالف العربي في الحرب على اليمن وباتت تزود السعودية بخارطة الاهداف في اليمن كما شنت طائراتها من دون طيار ايضا غارات في اليمن ضد مواقع انصارالله حيث يظن الامريكيون ان دعمهم الاستخباري والعسكري للسعودية سيسمح لهم بلعب دور هام في مستقبل اليمن دون تحمل خسائر بشرية امريكية لكن مع مرور الوقت تبين للجميع بان امريكا تسعى عبر تدخلاتها في سوريا واليمن الى اذكاء نيران الحرب الطائفية في المنطقة بين ايران و السعودية لكي تدخل هاتين الدولتين في حرب استنزاف.

لكن ايران تسعى الى اللعب في ملعب الطرف المقابل فطهران التي شعرت بدعم السعودية لجماعة جيش العدل الارهابية عند حدودها الشرقية اختارت تلقين السعوديين درسا في اليمن و اظهار ضعف حكام آل سعود رغم عدم وجود مصالح ايرانية مباشرة في سوريا لكن اللعب في ملعب الطرف المقابل كما يحدث الان في اليمن يعتبر انجازا بحد ذاته لايران فالسعودية باتت متورطة في حرب استنزاف في اليمن و ان خروجها من هذه الحرب يعني تقبل خطأها الاستراتيجي كما ان استمرارها في الحرب يعني التخبط والضياع.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق