هل يشكل تحرير الرمادي مقدمة لانهيار داعش في العراق؟
اخيرا وبعد ٧ اشهر من احتلالها على يد الدواعش تحررت مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار العراقية على يد الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في عملية محسوبة وناجحة وبدأت هذه القوات تطهير احياء المدينة من وجود فلول الدواعش، وقد غير تحرير الرمادي معادلة الحرب مع داعش بشكل كبير وسيمهد الطريق لتحرير الموصل التي اعلنها داعش عاصمة لدولة خلافته وهكذا بات العراقيون يترصدون اغلاق ملف داعش بشكل نهائي.
قلق امريكي
كان الامريكيون غير راضیين عن تحرير الرمادي على يد قوات الحشد الشعبي وكانوا يتذرعون بأن الحرب ستصبح طائفية وان الشيعة سينتقمون من السنة وما شابه ذلك كما انتاب الامريكيون قلق من الدور الايراني الاستشاري في العراق وقد كتبت صحيفة نيويورك تايمز ان الاحداث الاخيرة في الرمادي تبرز الدور الايراني مرة أخرى وتزيد من النفوذ الايراني.
لكن مجلس محافظة الانبار كان قد طلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي ان يدعو قوات الحشد الشعبي للمشاركة في معركة الانبار وقد قالت صحيفة نيويورك تايمز ان الامريكيين كانوا يعارضون مشاركة القوات الشيعية في هذه المعركة وانهم وضعوا شروطا بأن تكون القوات الشيعة تحت إمرة حيدر العبادي وليس تحت قيادة المستشارين الايرانيين.
الحشد الشعبي .. الخيار الناجح
في شهر مارس الماضي عندما كانت قوات الحشد الشعبي تقود العمليات البرية تحت قيادة المستشارين الايرانيين لتحرير مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين لم تتدخل القوات الجوية الامريكية في تلك العمليات وعندما توقف الحشد الشعبي عن تنفيذ عمليات اصدر العبادي امرا لهم بالانسحاب وبعد ذلك وعد العبادي بشن معركة لتحرير الانبار تحت قيادة القوات الامنية العراقية وبدعم جوي امريكي على ان تكون ايران والحشد الشعبي على الهامش وكان العبادي يريد تسليح العشائر السنية من اجل هذه المعركة لكن ذلك لم يتحقق بشكل واسع.
وقد ادى سوء الاوضاع على الجبهات في الانبار وضعف الجيش العراقي الى ادراك الحكومة العراقية بأن تحرير هذه المناطق غير ممكن دون مشاركة قوات الحشد الشعبي تماما كما حصل في تكريت والفلوجة.
أهمية الرمادي
ان لمدينة الرمادي مكانة خاصة فهي واقعة قرب نهر الفرات وفيها سد يؤمن قسما كبيرا من مياه الشرب لجنوبي العراق كما تعتبر الرمادي خط امداد لداعش من ناحية سوريا والاردن وان قطع هذا الخط يوجه ضربة كبيرة لنشاطات داعش في العراق وسوريا وقد شارك في عملية تحرير الرمادي نحو ٢٠ الف من القوات العراقية ومن الحشد الشعبي الذين القوا منشورات على المدينة قبل انطلاق العملية تدعو السكان المدنيين الى الخروج من منطقة المعارك لكن داعش حاول استخدام المدنيين كدروع بشرية وكان يمنع مغادرتهم.
الموصل .. المحطة الخيرة للحرب ضد داعش
كما هو متوقع تشكل مدينة الموصل المحطة التالية للحرب ضد داعش بعد الرمادي وقد اعلن العبادي هذا الامر فيما قال رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي ان خطة تحرير الموصل اصبحت جاهزة وان ٢٠ الف مقاتل سيشاركون في هذه العملية من ٤ جبهات لكن توقيت انطلاق العملية لم يحدد بعد.
وتشير المعلومات الاستخبارية ان هذه القوات العراقية تتدرب الان على حرب الشوارع من اجل استعادة الموصل من داعش والتي ستشكل نهاية هذا التنظيم في العراق لأن الموصل هي الان قلعتهم وقاعدتهم الرئيسية ومن المتوقع ان يخوض الدواعش معركة صعبة للاحتفاظ بالموصل وهم يحفرون الخنادق الان تحضيرا للمعركة.
ان تحرير الموصل ليس مهما فقط من اجل العراق بل سيهدد وجود داعش في المنطقة وخاصة في سوريا واذا تحررت الموصل على يد الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي فذلك سيشجع الجيش السوري والقوات الشعبية في سوريا على تحرير قلعة خلافة داعش في محافظة الرقة وهكذا سيقترب داعش من نهايته بشكل تدريجي، ورغم هذا يجب القول ان تحرير الموصل يحتاج الى تنسيق شامل وامكانيات واسعة وفرصة زمنية كافية كما ان هناك حاجة لاشراك المتطوعين من اهالي الموصل ايضا في هذه المعركة للاستفادة منهم في مرحلة ما بعد تحرير المدينة وارساء الامن فيها بعد انتهاء المعركة. وتتطلب معركة الموصل ايضا التنسيق مع باقي الجهات ومنها الاكراد بالاضافة الى وجود مراكز استخباراتية قوية.
ان استمرار الدعم الاجنبي لداعش ووجود بعض التيارات والعشائر السنية المعارضة للحكومة العراقية والتي يمكن ان تقدم الدعم لداعش هو ايضا من العراقيل، ويضاف الى ذلك العراقيل التي ستضعها امريكا امام عملية تحرير الموصل لكن عزم وارادة الحكومة العراقية والشعب العراقي والقوات الشعبية المتطوعة يبشر بقرب سقوط المعقل الاخير لداعش في الموصل.
المصدر / الوقت