الجيش السوري يسيطر على مواقع إستراتيجية في أرياف درعا وحمص واللاذقية
يأبي الجيش السوري أن ينهي العام ٢٠١٥ بالإنتصار الذي حقّقه قبل أيام عبر القضاء على قائد ما يسمى بـ”جيش الإسلام” وعدد من القياديين في “أحرار الشام” و”فيلق الرحمن” في أوتايا في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، فقبيل ساعات من نهاية العام الحالي، حقّق الجيش السوري قدّماً إستراتيجياً على عدّة محاور بدءاً من ريف درعا مروراً بريف حمص وصولاً إلى ريف اللاذقية.
لم تقتصر إنتصارات الأمس على المحاور الثلاثة، بل تزامنت وتقدّم للجيش في الريف الشرقي لحلب شمال مطار كويرس حيث تسعى القوات المسلحة لقطع خطط إمداد تنظيم “داعش” الإرهابي من الرقة في اتجاه جرابلس والباب وتادف (ريف حلب)، إضافةً إلى تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق هدنة الزبداني والفوعة وكفريا، والتي تمثّلت في إجلاء أكثر من ١٢٣ من المسلحي المصابين في الزبداني في ريف دمشق مقابل ٣٦٣ من المدنيين من الفوعة وكفريا في محافظة إدلب.
ريف درعا
ميدانياً، نجح الجيش السوري في السيطرة على معسكر اللواء ٨٢ و تل الهش بالكامل بريف درعا بعد أن كان قد سيطر الاثنين على عدد من المواقع داخل مدينة الشيخ مسكين ومحيطها، وبالتالي يمكن القول أن الجيش أحكم سيطرته على الجزء الشمالي الشرقي من مدينة الشيخ مسكين قاطعاً طريق إمداد المسلحين بين درعا وريف دمشق.
وأكدت المصادر أن وحدات الجيش السوري “أحكمت سيطرتها على تل الهش ومعسكر اللواء ٨٢ بالكامل”، علما بأنه يبعد قرابة ٢٢ كيلومترا من مدينة الشيخ مسكين .
في المقابل، استدعى التقدّم السوري إعلان “الجبهة الجنوبية” التي تمثّل فصائل “الجيش الحر”، النفير العام في حوران، في إعلان مشابه لما صدر قبل أيام من “جيش الفتح” في أعقاب التقدّم الكبير للجيش وحلفائه في ريف حلب الجنوبي. وبعدما أشار بيان “الجبهة الجنوبية” إلى ما سمّاها “الهجمة الشرسة” للقوات السورية على الشيخ مسكين تحت غطاء جوّي كثيف (ما لا يقل عن ٥٧ غارة أمس)، أضاف: “إننا نعلن النفير العام، حيث بدأ أبطال مجاهدي حوران بالتوجه لصد هذا الاقتحام وندعو جميع الفصائل لتقف صفاً واحداً لمواجهة هؤلاء الطغاة وردهم “.
ريف حمص
وأما في ريف حمص، وسط سوريا، تمكنت القوات السورية، بعد عملية واسعة استمرت نحو أربعة أيام، من استعادة السيطرة على قرية مهين الإستراتيجية، التي تشكل بوابة انطلاق العمليات العسكرية نحو القريتين، وخط الدفاع الأول عن قرية صدد ذات الغالبية المسيحية، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على مهين للمرة الثانية على التوالي خلال العام الحالي، الأمر الذي يعيد نسق عمليات الجيش السوري في ريف حمص إلى سابق عهده ويعيد تركيز العمليات العسكرية على القريتين ومدينة تدمر .
وأوضح مصدر ميداني، أن قوات الجيش السوري تمكنت من السيطرة على قرى مهين وحوارين والحدث، بعد تمهيد مدفعي و جوي، شاركت فيه مقاتلات روسية، ما فتح الطريق أمام تقدم القوات الراجلة داخل القرى بعد مقتل عدد كبير من مسلحي “داعش” وفرار الآخرين من البلدة.
وتعتبر بلدة مهين استراتيجية، كونها تقع في منطقة متوسطة قريبة من مطار “تي فور” العسكري ومن بلدة صدد المسيحية التي تبعد عنها نحو ١٠ كيلومترات.
في سياق متصل، شن الطيران الروسي حوالي ١٠ غارات جوية على مدينة تدمر (الخاضعة لسيطرة التنظيم في ريف حمص الشرقي)، استهدفت كلاً من الجمعيات الشمالية ومنطقة الغرف ومحيط الثانوية الصناعية من الجهة الشرقية، واقتصرت الأضرار على المادية فقط، دون وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، بحسب المصدر ذاته .
ريف اللاذقية
وفي ريف اللاذقية الشمالي، نجح الجيش السوري في السيطرة على برج القصب الاستراتيجية والنقطة ١٠٤٤ في ريف اللاذقية الشمالي، وعلى قرى عديدة من ناحية ربيعة وبلدة سلمى.
وفي التفاصيل، أعلن مصدر عسكري السيطرة على مساحات جديدة في ريف اللاذقية الشمالي بعد تكبيد التنظيمات الارهابية التكفيرية خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد . وقال المصدر في تصريح لـ سانا: إن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية نفذت عمليات اتسمت بالدقة وسرعة التنفيذ أحكمت خلالها سيطرتها على قرية برج القصب والنقطة ١٠٤٤ بريف اللاذقية الشمالي”.
وكانت وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها في “٢٤” الشهر الجاري على تلة الشيخ محمد والمرتفع ٥ر١٢٨١ شمال شرق تلة كتف الغدر بالريف الشمالي الشرقي بعد القضاء على عدد كبير من الإرهابيين بعضهم من جنسيات غير سورية .
في الخلاصة، لم تكن خاتمة العام ٢٠١٥ سعيدة لكافّة التنظيمات الإرهابية في سوريا، سواءً على المستوى الميداني أو السياسي، وهذا ما يفسّر الزيارة الأخيرة لأوردغان إلى السعودية حيث ترعى هاتين الدولتين العديد من الجماعات الإرهابية في سوريا.
المصدر / الوقت