التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الشرق الأوسط خلال عام ٢٠١٥ 

هاهو عام ٢٠١٥ يشارف على النهاية، و ينتهي بالحروب و الدماء و الارهاب، فقد عاشت منطقة الشرق الأوسط ككل، و خصوصاً المنطقة العربية منذ مطلع عام ٢٠١٥ وحتى مشارف نهاية هذا العام، تطورات دراماتيكية “دموية”، “سياسية”، و “أمنية”، من شمالها الى جنوبها، ومن غربها إلى شرقها، وعلى امتداد أيام هذه العام، اشتعلت عدة جبهات على امتداد الجغرافيا العربية، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة و فرض واقع و ايقاع جديد للخريطة الجيوسياسية والامنية للكثير من جغرافيا المنطقة العربية، وهنا سنعرج على بعض هذه الاحداث والمتغيرات المهمة التي عاشها الشرق الأوسط و عاشتها المنطقة العربية في عام ٢٠١٥.

فلسطيـن و انتفاضة السكاكين
فلسطين القضية، عام آخر من الألم يمر على الشعب الفلسطيني مرور الكرام، فبهذا العام انتقض الشعب الفلسطيني بسكاكينه على ممارسات الكيان الصهيوني الذي مارس دوره القديم الجديد بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية و تهجير باقي سكان فلسطين من موطنهم، فاليوم تقوم عصابات هذا الكيان بتدمير وهدم الكثير من المنازل والمساجد والمناطق الحيوية، بالضفة الغربية، ليقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من مستوطني هذا الكيان بهدف التجهيز لقيام ما تسمی “دولة اسرائيل اليهودية”، وبالنسبة للموقف العربي فلقد أثبتت أحداث مدينة القدس الاخيرة وانتفاضة “الاقصى”، وما سبقها من مجريات واحداث رافقت الانتفاضة الاخيرة، أن بعض العرب مازالت مواقفهم سلبية ولا ترتقي لمستوى المرحلة الخطرة التي تعيشها فلسطين بشكل عام، حيث شكل العرب حلفاً اسلامي عربي عسكري من أجل مواجهة الارهاب متناسين الارهاب الاسرائيلي.

اليمن و دول الخليج الفارسي
الیمن الجریح، كان المشهد اليمني هو المشهد الاكثر حضوراً هذا العام، وانهيار بنية الدولة اليمنية، بعد العدوان السعودي-الأمريكي على الاراضي اليمنية، فهذا المشهد الدموي باليمن، فرض مجموعة اسئلة، ولعل أكثرها عن أسباب العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن وعن تطورات ونتائج ومستقبل هذا الصراع في الساحة اليمنية؟؟ وخصوصا بعد دخول تنظيم القاعدة وداعش على خط الصراع في اليمن، في ظل غياب كامل لأدوات الدولة، مما سينذر بحالة فوضى كبيرة باليمن مستقبلا، وهذا الامر ينسحب كذلك على بعض دول الخليج الفارسي مثل البحرين التي مازالت تعاني من عدم الاستقرار الامني والمجتمعي، وهذا الامر ينسحب على الكويت والسعودية التي عاشت خلال العام ٢٠١٥،على تطورات دموية كبرى وتفجيرات استهدفت دور العبادة وغيرها ، تبنى معظمها تنظيم داعش الإرهابي، ما يؤكد أن دول الخليج الفارسي بمجموعها تعيش بحالة غير مسبوقة من التفكك المجتمعي وغياب لبعض مفاهيم الامن الداخلي وعدم الاستقرار الاقتصادي نتيجة الانخفاض الحاد بأسعار النفط، وهذا ينذر بواقع خطير قد تعيشه دول الخليج بالقادم من الايام.

ليبيا
لیبیا، لم يكن حالها أفضل من غيرها، فبالانتقال إلى مايجري بليبيا، وتحديدا بالعاصمة الليبية طرابس ومدينة بنغازي، و مؤخرا مدينة مصراته و سرت، وبعض مدن الجنوب والشرق الليبي النفطية، فقد كان الواقع الليبي هو الاخر يفرض نفسه بقوة في المشهد العام للمنطقة العربية بعام ٢٠١٥، فقد شهدت البلاد خلال عام ٢٠١٥ صراعا كبيرا محليا مدعوما بأجندات خارجية، وقد كانت اطراف هذا الصراع متعددة الولاءات فمنها على سبيل المثال، كتائب ما يسمى “بأنصار الشريعة وكتائب فجر ليبيا وغيرها ” وهي مدعومة من بعض الحكومات الاقليمية مثل” تركيا” و “قطر”، وقد أفرز تعدد هذه الميليشيات المسلحة حالة صراع دائم فيما بينها، فقد ارتبط هذا الصراع المحلي بصراع اقليمي – دولي، ما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلا، وفي ظل غياب أي سلطة فعلية للدولة الليبية على الارض، وخصوصا مع ظهور تنظيم “داعش” المتواجد بشرق ليبيا، ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة أصلا، وهذا الوضع قد يستمر لأشهر قبل الحديث عن جراحه دولية، خاصه بالواقع الليبي، وإنشاء حلف دولي بحجة محاربة القوى المتطرفة في ليبيا، وهذا ما بدأت علامات ظهوره تتضح والهدف العام لكل هذا هو اقتسام الكعكة الليبية بين القوى الدولية.

صراع دموي في سوريا
سوریا الصامدة، استمرار فصول الصراع العسكري على الارض تاركاً خلفه عشرات الالاف من القتلى، في ظل دخول قوى دولية و اقليمية بشكل مباشر إلى ارض المعركة، بالاضافة إلى عقد مؤتمرات دولية أفشلتها قوى المعارضة السورية، بالاضافة لمشهد التدخل الروسي في سورية، الذي بدأ بضرب مواقع لتنظيمات متشدده “داعش و النصرة وبعض التنظيمات الاخرى” على الاراضي السورية بحرا و جوا، و ما دار حول هذا المشهد تحديدا، من تحليلات و قراءات حول نتائج هذه العملية والخلفيات والابعاد المستقبلية لها، و بالتكهنات المستقبلية لهذا الصراع الدامي، يمكن القول بأن الدولة السورية ونظامها الرسمي استطاعت أن تجتاز أقسى و اصعب ظروف هذا الصراع، ولكن مازالت بحاجة إلى المزيد من الوقت، للوصول مع القوى الغربية والاقليمية إلى تسوية ما تهيئ لاجتثاث أدوات هذه الحرب من فوق الارض السورية مثل “داعش”، جبهة النصرة وبعض الجماعات المسلحة الإرهابية الاخرى”.

لبنان
لبنان المقاوم، برز إلى واجهة الاحداث بالعام الحالي في لبنان ، قضية الاسرى العسكريين في لبنان والتي انتهت بشكل جزئي بتبادل اسرى بين جبهة النصرة والدولة اللبنانية، و تستمر الأزمة الرئاسية في لبنان للعام الثاني على التولي بانتظار وضوح الرؤية في الحرب السورية و المنطقة، ومن هنا نرى أنه ليس هناك أي حل قريب لموضوع الرئاسة في لبنان، و عاش لبنان خلال عام ٢٠١٥ أزمة اقتصادية بسبب تأثر الاقتصاد بالحرب الدائرة في سورية، أزمة أدت الى بطالة، مديونية مرتفعة، ما ينذر بواقع أمني و اقتصادي و سياسي خطير قد يعيشه لبنان بالقادم من الايام.

المشهد العراقي
العراق الحبیبة، بالعراق ما زالت المعارك على الارض مستمرة وبزخم اكبر ضد تنظيم داعش الإرهابي، فهي معارك كر و فر تشترك بها كتائب شعبية مقاتلة “الحشد الشعبي”، و الجيش العراقي، و قوات كردية “البيشمركة”، و مجاميع مسلحة من بعض عشائر الانبار وبعض مدن شمال العراق، بالاضافة إلى هذه الاحداث العسكرية والامنية بالعراق، جاء التدخل التركي بشمال العراق ليزيد تعقيد المسألة العراقية، في ضوء الحديث عن تشكيل تحالفات دولية و اقليمية هدفها القيام بعملية عسكرية برية بشمال غرب وغرب العراق بحجة محاربة تنظيم داعش، في ظل استمرار الثورة الشعبية في العراق التي انطلقت لمحاربة ظاهرة الفساد التي كان يغرق فيها العراق بالسنوات الماضية، وهذا ما يوضح أن المعركة بالعراق هي معركة متعددة الاشكال والفصول مکونة من تطرف و فساد و سياسات طائفية و صراع محلي و اقليمي و دولي على تقسيم العراق و وضع اقتصادي متهالك ما ينذر بان المعركة بالعراق قد تحتاج على الاقل لعقد من الزمن حتى يعاد ترتيب وبناء البيت العراقي من جديد.

المغرب والجزائر وتونس ومصر والسودان وموريتانيا والصومال
يبدو واضحا أن هذه الدول ورغم حجم الاحداث الماسأوية التي حصلت بتونس والجزائر ومصر نتيجة الإرهاب أو نتيجة بعض التباينات والصراعات المجتمعية، الا أنه يمكن القول أن هذه الدول بمجموعها مازالت تعيش بحالة من الاستقرار المرحلي، ولكن هناك خشية من تطورات دراماتيكية قد تعيشها بعض هذه الدول بسبب ظروف امنية أو اقتصادية أو حتى سياسية قد تعيشها هذه الدول بالمرحلة المقبلة.

نيجيريا
شهد أواخر عام ٢٠١٥ مجزرة بشعة في نيجيريا، حيث قام الجيش النيجيري بالاعتداء على الحركة الإسلامية التي يتزعمها الشيخ “إبراهيم الزكزاكي”، حيث أسفر هذا الإعتداء المدبّر عن إعتقال الشيخ الزكزاكي و شهادة أكثر من ٣٠٠ من أنصاره(بعض التقارير تؤكد وصول عدد الشهداء إلى الـ١٠٠٠)، بما فيهم قيادات الصف الأول في الحركة. مصير الشيخ الزكزاكي المصاب غير معلوم حتى الان، فهل هو على قيد الحياة أم تمّت تصفيته رغم أنه أمر مستبعد، لكن هناك جملة من الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن کل باحث عن الحقيقية، أسئلة تتعلّق بالجهة المدبّرة لهاذا الحادث المؤلم. فهل سيكون الجواب في ٢٠١٦.

ايران و الانتصار
في ١٤ تموز الماضي، توصّلت الجمهورية الاسلامية الايرانية في فيينا إلى اتفاق مع مجموعة “٥+١” حول برنامجها النووي، لتدخل بموجبه نادي الدول النووية من بابه العريض، وتسير في اتجاه رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها منذ عقود. مما لا شك فيه أن هذا الاتفاق سيريح ايران و ينعشها اقتصادياً، فهل يشهد عام ٢٠١٦ هذا التقدم الاقتصادي، ام أنّ الغرب سيقطع الوعود التي وعد بها و يستمر بالعقوبات على ايران؟
اذاً، يا ترى بعد توضيح أهم أحداث الشرق الأوسط بعام ٢٠١٥، فكيف سيكون عام ٢٠١٦ الذي تفصلنا عنه ايام من الان، وهنا بالتأكيد سنترك الاجابة هنا للقادم من أيام عام ٢٠١٦، لتعطينا اجابات واضحة عن مسار الاحداث العربية بعام ٢٠١٦، مع تمنياتنا ودعواتنا بعام أفضل.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق