الأهمية الإستراتيجية لإستعادة الجيش السوري لشيخ مسكين في درعا ومهين في حمص
حقق الجيش السوري خلال اليومين الماضيين تقدماً ملموساً في مواجهة الجماعات الإرهابية، فقد تمكن الجيش السوري من حسم معركة الشيخ مسكين لصالحه بعد تحريرها من الإرهابيين الذين كانوا يتحصنون فيها كواحد من أكبر معاقلهم في درعا. وأفاد مصدر ميداني من درعا أن الجيش تمكن من تحرير قرية الشيخ مسكين الاستراتيجية في ريف درعا الشمالي، بعد معارك ضارية وكبيرة جدا مع المسلحين الذين لاذوا بالفرار الجماعي خارج القرية إلى قرى نوى ومحيطها. وأكد المصدر تحرير عناصر مشاة الجيش للواء 112 جنوب شرق المساكن العسكرية، ومبنى السيرياتيل، ومجمع زايد، والمدرسة الحكومية التاسعة، ما أدى إلى تكبيد المسلحين خسائر فادحة جدا اضطروا على أثرها للانسحاب خارج البلدة.
وقد أشار المصدر إلى أن مشاركة الطيران الحربي الروسي والسوري فعّال جداً في سير المعركة التي حسمها الجيش. وأكد المصدر سيطرة الجيش حالياً على كامل البلدة وما حولها، حيث تقوم وحدات الهندسة بتفكيك كل العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون، وملاحقة من تبقى منهم في حدود البلدة. وقتل خلال التقدم مسؤول ما يسمى بفرقة شهداء حوران العقيد المنشق عن الجيش السوري المدعو احمد حامد محمد مع عدد من مساعديه. هذا ولا تزال الإشتباكات مستمرة مع المسلحين وسط حالات فرار كبيرة بصفوفهم. وجاءت سيطرة قوات الجيش السوري وحلفاؤه على أجزاء واسعة من مدينة الشيخ مسكين بعد فرار جماعي للمسلحين من هناك. وبدأت وحدات من الجيش السوري بدأت بتمشيط أحياء المدينة في ظل انسحاب المجموعات الإرهابية منها باتجاه نوى. كما قام الجيش باستهداف غرف عمليات المسلحين في مدينة نوى بعد انسحاب مسلحي الشيخ مسكين إليها.
وقد اتبع الجيش السوري إستراتيجية مهمة في تحرير المدينتين من خلال تطويقهما أولاً عبر السيطرة عليها بالنار قبل التقدم، حيث تمكن الجيش من التقدم من الجهة الشرقية ومن جهة مدينة درعا التي بات يسيطر على أكثر من 80 في المئة منها، وهو أمر يسمح له بالتوسع، ووضع المسلحين بين فكي كماشة وبالتالي توسيع أمن وأمان ريف محافظة درعا. للشيخ مسكين ومهين اهمية استراتيجية سنبوبها في النقاط التالية.
أولاً: مع تحرير الشيخ مسكين ومهين يكون الجيش السوري قد قطع طريق الإمداد للمسلحين بين درعا وريف دمشق، وعلى جبلي مهين الكبير والصغير وبلدة مهين ومستودعاتها وقريتي الحدث وحوارين في ريف حمص. أما على الجبهة الشمالية، فيكون قد أحكم سيطرته على قرية برج القصب والنقطة 1044 في ريف اللاذقية الشمالي.
ثانياً: بخصوص الشيخ مسكين فهي تعد أكبر مدن ريف درعا الشمالي وعلاقتها بباقي المدن والبلدات، وهي تعتبر عقدة طرق بين الريف الغربي خاصة نوى والريف الشرقي والطريق إلى السويداء، كما يمر عبرها الطريق الدولي القديم بين دمشق ودرعا. كما تعد ذات أهمية لناحية التنوع الديموغرافي، مع عدة منشآت حيوية كصوامع الحبوب والأفران، بالإضافة إلى عدد من المواقع العسكرية فيها.
ثالثاً: أما بلدة مهين الإستراتيجية فهي تشكل بوابة انطلاق العمليات العسكرية نحو القريتين، وخط الدفاع الأول عن قرية صدد ذات الغالبية المسيحية، وبعد أن كانت الجماعات الغربية قد سيطرت منذ نحو الثلاثة أسابيع على مهين فإن استعادة الجيش السوري لها يعيد نسق عمليات الجيش السوري في ريف حمص إلى سابق عهده ويعيد تركيز العمليات العسكرية على القريتين ومدينة تدمر.
رابعاً: تقع بلدة مهين في منطقة متوسطة قريبة من مطار «تي فور» العسكري ومن بلدة صدد المسيحية التي تبعد عنها نحو 10 كيلومترات، إضافة إلى قربها من طريق دمشق الدولي الذي تمثل السيطرة عليه الوصول إلى بوابة القلمون الغربية، كما تشكل ركيزة في عمليات الجيش السوري نحو القريتين ومحيط تدمر. وهذا ما يفسر توجه الجيش السوري نحو استعادة القريتين التي تبعد نحو 20 كيلومتراً فقط عن مهين.
وفي خطوات نحو تحرير المزيد من جهة وأهمية التقدم السوري من جهة فقد ذكرت مصادر أهلية في ريف حلب الشرقي إن مسلحي الجماعات الإرهابية بدأوا بالانسحاب تدريجياً من معاقل التنظيم في مدينتي الباب وتادف نحو مدينة الرقة، وذلك بعدما بسطت قوات الجيش السوري سيطرتها على معظم الريف الشرقي للمدينة. كما وأن قوات الجيش السوري، بعد سيطرتها على تلة شربع الإستراتيجية قرب مطار كويرس العسكري، بدأت باستهداف مواقع الجماعات في الباب وتادف، الأمر الذي دفع مقاتلي الجماعات إلى الإنسحاب تدريجياً بعدما ضاق الخناق عليهم. كما وأن الجيش السوري قد سيطر على مساحات جديدة في ريف اللاذقية الشمالي، كما ونفذت عمليات اتسمت بالدقة وسرعة التنفيذ أحكمت خلالها سيطرتها على قرية برج القصب والنقطة 1044 في ريف اللاذقية الشمالي.
المصدر / الوقت