التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الضالع .. بوابة جنوب اليمن والمعارك الفاصلة 

تعتبر محافظة الضالع البوابة الشمالية للدخول الى جنوبي اليمن وقلب هذه المنطقة الاستراتيجية وبامكان أية جهة تسيطر على هذه المحافظة ان تصل الى ابواب عدن مع العلم بأن هذه المحافظة هي منطقة جبلية وان القتال فيها يعتبر صعبا لكنها شهدت قتالا عنيفا في الاشهر والاسابيع الاخيرة.

ومن اجل تسليط الضوء بشكل اكبر على هذه المحافظة يمكن الاشارة إلى ان الضالع تقع جنوب صنعاء وتبعد عنها 245 كيلومترا وهي تضم 9 مدن وتبلغ مساحتها 4700 كيلومتر مربع ويقطنها 570 الف نسمة.

وفي الأشهر الاولى من الحرب السعودية على اليمن كانت حركة انصارالله والجيش اليمني يسيطرون على مناطق واسعة من الضالع ومنها مدينة الضالع مركز المحافظة ومعسكر الصدرين لكن بعد سقوط عدن استطاع التحالف العربي والمرتزقة ان يسيطروا على محافظة الضالع بشكل كامل لكن الجيش اليمني وانصارالله قد سيطروا مجددا خلال الشهر الاخير على بعض مناطق الضالع وقد دعمتهم بعض قبائل هذه المنطقة في ذلك وهذا يدل على أن السيطرة التامة على الضالع ليس امرا بعيد المنال.

والان يسيطر الجيش اليمني وانصارالله على منطقتي دمت وجبن وهناك اشتباكات جارية قرب معسكر الصدرين ومنطقة مريس لكن التحالف العربي يسعى الى منع تقدم الجيش وانصارالله في الضالع عبر ارسال قوات وتعزيزات عسكرية.

ان احتلال محافظة الضالع بشكل كامل يمكّن التحالف العربي والمرتزقة من مهاجمة المحافظات الشمالية وخاصة محافظة اب وفي المقابل اذا سيطر الجيش وانصارالله على الضالع فانهم يضعفون عبد ربه منصور هادي بشكل كبير ويمهدون الطريق امام فتح عدن وباقي المدن والمناطق الجنوبية.

ويضيق التحالف العربي والمرتزقة كثيرا على اهالي محافظة الضالع ويقتلون ابناء هذه المحافظة ويستولون على اموالهم وممتلكاتهم وهناك الان اوضاع انسانية مأساوية في الضالع وقد استطاعت كل مجموعة مسلحة في هذه المحافظة ان تسيطر على منطقة خاصة بها وتحكم فيها.

ويعتبر الحراك الجنوبي اكبر قوة مسلحة الان في الضالع وهو يسعى الى تقسيم اليمن واستقلال الجنوب عن الشمال كما يملك منصور هادي ايضا قوات كبيرة في الضالع وقد درب الحراك الجنوبي وقوات منصور هادي الكثير من العناصر في المعسكرات من اجل مواجهة انصارالله والجيش اليمني وبات واضحا ان الحراك الجنوبي يلعب دور الجنود المشاة للتحالف العربي مع العلم بأن التحالف العربي يستخدم الحراك كوقود لنار المعارك فقط وانه سيتخلى عن الحراك فور تحقق اهدافه ولن يعطي للحراك اي حصة في مرحلة ما بعد الحرب.

ان الحراك الجنوبي يحاول فصل جنوب اليمن عن شماله لكن السعودية والامارات لا تؤيدان كثيرا هذه الفكرة، فالرياض وابوظبي تريدان احتلال اليمن بالكامل وخاصة اجزائه الشمالية لأن معقل انصارالله هو في شمال اليمن وفي المحافظات الشمالية المحاذية للحدود السعودية لكن على الرغم من هذه الحقائق اختار الحراك الجنوبي التحالف مع السعودية واذنابها امام الجيش اليمني وانصارالله.

ويتوقع المراقبون ان تشهد المرحلة المقبلة في محافظة الضالع اشتباكات بين الحراك الجنوبي ومؤيدي منصور هادي من جهة والجيش اليمني وانصارالله من جهة ثانية رغم عدم قدرة اي من الطرفين على بسط السيطرة الكاملة على الضالع.

ان حالة عدم الاستقرار والفوضى مرشحة للاستمرار في محافظة الضالع كما ستحدث اشتباكات بين الجماعات المسلحة نفسها من اجل الوصول الى السلطة والاموال وان احتمال عودة الاستقرار الى هذه المحافظة يبدو بعيدا ولذلك ستستمر معاناة اهالي هذه المحافظة في المستقبل القريب.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق