“غازي عنتاب” أو “طهران”… إلى أين تذهب ناقلات داعش؟
حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا كان له الدور التخريبي الأكبر في ملفات المنطقة وأزماتها منذ خمس سنوات وإلى الأن، حيث أنه لوحظت لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغبة وإرادة حقيقيتين لحماية الإرهابيين والتكفيريين في سورية، إذ يسعى من خلال هذه الممارسات الى الإضرار بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
في الأيام القليلة الماضية فجر رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو قنبلة إعلامية من العيار الثقيل حيث اعتبر بعض السياسيين والمحللين بأن اتهام داوود أغلو لروسيا وإيران وسورية بأنهم يتعاملون مع داعش ولا يريدون القضاء عليه هو ضرب من الخيال ومناورة ليست إلا، إذ اعتمد داوود أوغلو سياسة أفضل وسيلة للدفاع عن النفس هي بأن تقوم بالهجوم لمنع الهجوم عليك وإتهامك.
في حديث لداوود أوغلو مع قناة “إن تي في” التركية قال إن”روسيا ممتنة من وجود داعش، لأن النظام السوري يبرر شرعيته بوجود التنظيم” ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” عنه بأنه “لو قيل إن تنظيم داعش سيزول غداً من الوجود، فإن أكثر من سينزعج من ذلك هو النظام السوري وإيران وروسيا، كما أن تنظيمي العمال الكردستاني والإتحاد الديمقراطي سينزعجان أيضا لأنهما بحجة داعش يتلقيان دعم بعض الدول” وتابع قائلاً بأن: ”داعش تستمد القوة من القصف الروسي على فصائل المعارضة المعتدلة والجيش السوري الحر الذين يدافعون عن حلب وإدلب.
إن الإنتخابات الرئاسية السورية التي جرت قبل عامين وفاز فيها الرئيس السوري بشار الأسد هي التي تعطي الشرعية للرئيس الأسد ونظامه ولا تحتاج روسيا لداعش أو غيرها لتأكيد شرعية نظام الأسد، ومن جهة أخرى فإن إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية كان ردة فعل على استهداف هذه المقاتلة للإرهابيين الذين يتمتعون بحماية ودعم من قبل تركيا وقرار إسقاطها جاء ليرفع معنويات الجماعات الإرهابية المسلحة وإعطائها مشروعية تركية للإستمرار بقتالها الجيش السوري بالإضافة الى أن تركيا سعت مرات عديدة لإيجاد منطقة حظر طيران فوق المناطق الشمالية لسوريا لمنح المسلحين حرية أكبر وهامش للمناورة في وجه الجيش السوري ولكنها فشلت.
السؤال الأهم هنا هو لماذا يمكن لسورية وروسيا وايران أن ينزعجوا من زوال داعش؟ هل إيران هي من تشتري النفط من داعش أم تركيا؟ هل إيران هي من تسهل حركة مرور عناصر تنظيم داعش من وإلى سورية عبر أراضيها أم أن تركيا هي من تقوم بهذا الدور؟؟
إتهم داوود أوغلو كل من روسيا وايران وسوريا بأنهم يستفيدون من وجود التنظيم الإرهابي داعش ليبعد التهم الموجه الي حزبه بشراء النفط السوري الذي تبيعه داعش لتركيا بأرخص الأسعار، وما ناقلات النفط التي رصدت على الحدود بين سورية وتركيا المنطلقة من حلب إلى غازي عنتاب إلا خير دليل على دعم تركيا وحزب العدالة والتنمية اللوجستي والعسكري لتنظيم داعش الإرهابي، وبعبارة أخرى فإن قادة حزب العدالة والتنمية هم أكثر الأشخاص قلقاً في منطقة غرب آسيا من زوال تنظيم داعش الإرهابي، فإتهام إيران بتعاملها مع داعش هو ضرب من الجنون إذ أن ايران لم توفر جهداً سواء كان من ناحية تقديم الإستشارات العسكرية عبر خبرائها الذين يتواجدن في سورية والعراق وتدريب المقاتلين هناك أو لناحية الدعم اللوجستي الذي تقدمه لقوات الحشد الشعبي في العراق والجيش السوري في سورية وما الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش السوري وقوات الحشد الشعبي بتحريره الرمادي إلا خير دليل على صدق إيران وجديتها بمحاربة الإرهاب.
أما إذا دققنا قليلاً فإننا سنجد نقاط مشتركة كثيرة بين كل من تركيا وتنظيم داعش الإرهابي والكيان الإسرائيلي والتي لا يمكن أن توجد بين إيران وداعش ومن أهمها هي السعي لضرب محور المقاومة واتخاذ خطوات لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شراء النفط من تنظيم داعش الإرهابي، السعي الى تقسيم كل من العراق وسورية و.و.. والكثير من الأهداف والمخططات المشتركة والتي تلتقي فيها مصالحهم بشكل مباشر.
حاولت أنقرة بأن تبعد الشبهة عنها من خلال تقديم الدعم العسكري والسلاح لإرهابيي ما يسمى “الجيش الحر” لتدعي بأنها تساعد الجيش الحر من أجل تقويته ليستطيع الوقوف في وجه تنظيم داعش الإرهابي وقتاله، ولكن الحقائق الميدانية تشير الى أنه ومع كل التسليح الذي تلقاه الجيش الحر خلال السنوات الأخيرة والذي تم عن طريق “ميناء الإسكندرية” ليس فقط لم يجدي نفعاً ولم يساعد إرهابيي الجيش الحر على الوقوف في وجه داعش وإنما تقهقره أمام داعش في الكثير من المعارك أدى الى وصول جميع أسلحته ومعداته وتجهيزاته الى يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي مما أدى الى زيادة قوة هذا التنظيم وقدرته بشكل كبير جداً وبهذا تكون تركيا قد ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر بزيادة قوة وقدرة تظيم داعش الإرهابي.
المصدر / الوقت