التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ماهي التداعيات المحلية والإقليمية التي تنتظر السعودية بسبب إعدام أية الله ألشيخ النمر ؟ 

يجب تحليل استشهاد الشيخ النمر في الظروف الحساسة للمنطقة، في إطار أوسع من المعادلات الداخلية للسعودية. لأنها أقدمت علی ارتکاب هذه الجريمة مع علمها وتقديراتها الدقيقة حيال ردود الفعل الاحتجاجية على إعدام الشيخ النمر. ويبدو أن تداعيات المترتبة علی إعدام هذا الشيخ الثوري في المستويين المحلي والإقليمي، ستکون على النحو التالي:

المستوی المحلي

1. اتساع الفجوة بين الشيعة وآل سعود

إعدام الشيخ النمر سيوسّع الفجوة بين الشيعة والحكومة السعودية بشکل أعمق من ذي قبل. وستعتبر شيعة السعودية هذا الإجراء نوعاً من القمع علی الهوية، وستکبر الفجوة الاجتماعية مع الحکومة أكثر من السابق.

2. إمکانية حدوث احتجاجات متطرفة من قبل شيعة المنطقة الشرقية في السعودية

من المحتمل أن تتّجه شيعة السعودية نحو النهج المتطرفة احتجاجاً على إعدام الشيخ النمر، وفقاً لذلك، من الممکن أيضاً أن تقع ردود فعل مسلحة وأعمال عصيان مدني في هذه المنطقة.

3. استخدام الشيعة أداةً للمنافسة داخل الأسرة الحاکمة

نظراً للتنافسات الموجودة داخل أسرة آل سعود لکسب المزيد من السلطة، فمن المرجح أن تسعی الأجنحة المختلفة في هذه الأسرة لاتخاذ نهج تفاعلية أو معارضة تجاه الشيعة، من أجل زيادة المصداقية لنفسها.

المستوی الإقليمي

1. احتدام النزاع بين الشيعة والسنة في المنطقة

کان الشيخ النمر يعدّ قائد الشيعة في السعودية بطریقة أو بأخری، وإعدامه من قبل الحكومة السعودية واتهامه بالارهاب، سيؤدي إلی تفاقم الصراع المصطنع بين الشيعة والسنة. ويبدو أن السعودية أقدمت علی تنفيذ هذا الإعدام، مع المعرفة العميقة بهذه المسألة، لکي تزيد من خلال تصعيد الصراع الطائفي، قدرتها على المناورة في المنطقة.

2. توسيع نطاق معارضة السعودية لإيران

يُفسَّر إعدام الشيخ النمر في الظروف الحالية للمنطقة، في سياق معارضة الرياض لطهران، ويبدو أن السعودية هي بحاجة ماسة لزيادة التوتر مع إيران، کي تتمکّن من مواصلة خططها الإقليمية بمزيد من التماسك.

3. تعزيز الجبهة المعادية لإيران وزيادة المناورة في الملفات الإقليمية

يبدو أن الرياض تسعى من خلال تصعيد النهج المضاد لإيران، وکذلك تشديد الفتنة بين الشيعة والسنة، لتوفير الظروف لنفسها کي تستقطب أنصاراً أكثر وأفضل في المنطقة. ومن الطبيعي کلما تم تصوير الخطر الإيراني والشيعي بشکل أکبر وأکثر واقعيةً، فإن إجراءات مثل التقارب بين السعودية والکيان الإسرائيلي وظهوره إلی العلن، ستكون أقل تكلفةً.

4. تفعيل وتعزيز الجماعات الإرهابية في المناطق الحدودية لإيران

نظراً للسياسة الدائمة في جعل المناطق الحدودية لإيران غير آمنة، والتي تم تنفيذها في الماضي عبر قضية جند الله وجيش العدل، فيبدو أن السعودية ستضع علی جدول أعمالها تعزيز وتفعيل الجماعات الإرهابية، لجعل المناطق الحدودية في محافظة سيستان وبلوتشستان غير آمنة.

5. زيادة التدابير السعودية الوقائية في المنطقة لمنع ردود الفعل الإقليمية

تری السعودية أنه نظراً لحساسية قضية الشيخ النمر ونطاقها الإقليمي، فإن هناك إمکانية لحدوث ردود فعل احتجاجية وانتقامية علی المستويين المحلي والخارجي. لذلك، ستحاول استناداً إلى سياسة إظهار القوة، عرضَ المزيد من الإجراءات المتطرفة في المنطقة، لإظهار نوع من الردع في مواجهة الإجراءات المعارضة المحتملة.

6. توجّه احتجاجات الشعب البحريني نحو التطرف

نظراً لحساسية بعض الفئات الشعبية في البحرين تجاه الشيخ النمر، فيبدو أن إعدامه قد يوفّر الأرضية لحدوث إجراءات أکثر صرامةً من قبل الشعب في هذا البلد، بحيث بعد عدة أشهر من الاحتجاجات علی نمط واحد، يقوم الشعب البحريني باحتجاجات أكثر قوةً. ومن الطبيعي أنه إذا اشتدت حدة الاحتجاجات، سيشتدّ قمع آل خليفة لها أيضاً، وستتعزّز إمكانية تدخل السعودية لتکثيف القمع، وتسليط الضوء على الصراع المفتعل بين الشيعة والسنة.

في الظروف الراهنة التي تعيشها منطقتنا، تحاول السعودية عبر استخدام المناخ الطائفي، زيادة استقطاب الحلفاء لتشديد التعامل مع إيران. ومن الطبيعي إذا انخدعت بعض الجهات السنية الفاعلة في المنطقة بهذه المحاولات السعودية، ستقوم بمساعدتها أکثر من قبل في مواجهة جمهورية إيران الإسلامية. وفي مثل هذه الظروف، فإن النهج السلمي ولکن القائم علی العزة والاقتدار، والسعي لتخفيف الصراعات الطائفية المفتعلة، کفيلٌ بإفشال الخطط السعودية
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق