التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

باحث سوري: بعد جريمة إعدام النمر.. النظام السعودي يتجه نحو العزلة السياسية 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد الباحث في الشأن الاستراتيجي السوري عيسى الضاهر، ان قيام النظام السعودي بقطع العلاقات مع إيران على خلفية التوتر الذي خلقته جريمة إعدام الشيخ النمر، يؤكد على إن الرياض حصلت على الضوء الأخضر لتنفيذ جريمتها من واشنطن بما يفضي في مرحلة لاحقة لزيادة زخم الصراع الطائفي في المنطقة.

الضاهر أشار إلى أن توتير العلاقات في منطقة الشرق الأوسط خلال مرحلة يراد من خلالها أخذ الملف السوري إلى الحل، يأتي بدفع إسرائيلي واضح للملكة، فآل سعود لم يكونوا ليجرؤوا على القيام بإعدام النمر، لولا إنهم حصلوا على الضمانات الكافية باستخدامهم كل العنف المطلوب لقمع ثورة المناطق الشرقية على إثر هذه الجريمة دون أن يكون ثمة أي محاسبة من أي جهة قانونية أو إنسانية دولية، كما إنهم لم يكونوا ليفعلوا هذه الجريمة لولا إنهم يعلمون تماما إن الولايات المتحدة ستنبري للوقوف إلى جانبهم سياسيا وإعلاميا، وحتى عسكريا إن اقتضى الأمر.
وأكد الباحث السوري على إن التصريحات الأوروبية التي جاءت مؤكدة على ضرورة ضبط التصعيد الطائفي في الشرق الأوسط، كشفت بوضوح المراد من هذه الجريمة، وبالتالي إن كانت المملكة السعودية تعتبر إن الديمقراطية حرام على أراضيها وتقوم بإعدام المعارضين لها بمباركة من المجتمع الدولي، فإنها لا تملك المبرر لدفع إيران لقمع الغضب الشعبي على مثل جريمة الشيخ النمر، وإذا ما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير راضية على المستوى الرسمي من إحراق المحتجين لمقرات دبلوماسية سعودية في أراضيها، إلا أنها أثبتت عبر المراحل السابقة إنها تدعم حقوق الشعوب دون التدخل المباشر في أي ملف خاصة في منطقة الخليج (الفارسي).
ولفت الضاهر إلى أن عدم التدخل المباشر من قبل إيران في المنطقة الخليجية برغم كل الجرائم التي ترتكبها الأنظمة هناك بحق الشعوب المقموعة والمسلوبة الحريات، يأتي من وعي إيران بضرورات المرحلة السياسية، وحساسية مثل هذه التدخل، إلا أن المواقف السياسية الداعمة لحقوق الشعوب لا يمكن اعتبارها تدخلا في الشؤون الخارجية، ولو كان ثمة جهة يجب أن تطالب بوقف تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى، فهي الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية وقطر اللتين تمارسان الدور القذر في دعم الإرهاب في سوريا بشكل علني.
وأكد الضاهر حديثه بالتأكيد على إن الحماقة السعودية بأخذ الملف نحو الذورة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران سيكون له منعكاساته على الجانب السعودي الذي حاول خلال المرحلة الماضية فتح قنوات للتواصل مع طهران، والأخيرة رحبت من باب قوة بهذا التقارب، ودعت مرارا للتشارك في جملة من الملفات منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلا أن النظام السعودي مصر على أخذ نفسه نحو العزلة السياسية، ولا يعول على المواقف السياسية التي تشتريها السعودية من حلفائها في المنطقة، كالخليجيين والسودان التي سارعت لاسباب اقتصادية للتصعيد دون مبرر.
وختم الضاهر حديثه بالتشديد على إن التصعيد الطائفي خلال المرحلة الحالية سيعرقل مسير الملف السوري، ويمكن القول إن دم الشيخ النمر كانت أضحية سعودية لضمان مشاريع سادتهم في تل أبيب وواشنطن، لكن آل سعود سيدفعون ثمن هذه الحماقة غالياً.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق