التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

الصهيونية وخطرها على العالم.. مسيحيو فلسطين نموذجا! 

انتهاك المقدسات هو خصلة الصهاينة التي تربوا عليها. وكيف لا وقد تتلمذوا على أيدي حاخاماتهم بأنهم شعب الله المختار وكل العروق عبيد لهم. فلم يفرقوا بين مسيحي ومسلم وبني عربي وغير عربي. فمنذ قيام الكيان الاسرائيلي أواسط القرن الماضي بُني الأخير على التطرف وانتهاك الحقوق واذلال الآخر. إذا من الحتمي أن ما حصل من انتهاك لمقدسات إسلامية ومسيحية كان مدبرا ويقع ضمن مشروع اقامة ما تسمی ب”دولة اسرائيل الكبرى”. والاعتداء الأخير على كنائس في القدس لم ولن يكون المرة الأخيرة التي يعتدي فيها الصهاينة على مقدسات مسيحية. فلطالما اعتادوا الإعتداء على كنيسة القيامة منذ نشوء الكيان الغاصب.

فلطالما صب الصهاينة مرارا جام حقدهم على مسيحيي فلسطين من سكان القدس المحتلة. وكل ذلك بناء على توجيه حاخامتهم الذين يغذون التطرف والارهاب اليهودي. وكان أحد الحاخامات اليهود قد وصف المسيحيين بمصاصي الدماء الذين يجب اخراجهم من أراضيهم، في مسعى واضح وصريح لتجييش الوسط اليهودي ضدهم. وقد أثمرت هذه التصريحات اعتداءات بالجملة على المسيحيين من سكان فلسطين الأصليين.

وتزامنا مع بداية السنة الميلادية الجديدة و ولادة السيد المسيح (عليه السلام) وما تحمله هذه المناسبة من أهمية كبيرة لأتباع الدين المسيحي قام رئيس المنظمة اليهودية المتطرفة “لاهافا” بدعوة الصهاينة مجددا للاحتفال بحرق كنائس المسيحيين في القدس المحتلة.

وقد نقلت الشبكة الثانية لتلفزيون الكيان الاسرائيلي تصريحات الحاخام “بنتسي كبشتاين” التي يدعوا فيها إلى التجمع والاحتفال باحراق كنائس المسيحيين. مضيفا “لا يجب أن يتواجد المسيحيين في القدس وعلينا تبديل رفضنا لوجودهم الى حركة عملية على الأرض” وقد طالب الحاخام المذكور الصهاينة بالعمل على طرد المسيحيين من أرضهم. وإعلان رفض وجودهم في القدس ومواجهتهم ومنعهم من تأدية مراسمهم الدينية في المدينة.

ومن المعروف أن منظمة “لاهافا” المتطرفة كانت قد أحرقت ثلاث كنائس للمسيحيين في القدس المحتلة. ودنست وأهانت رجال الدين المسيحيين فيها. بالاضافة إلى نشاطها الدائم في تعقب المسيحيين و رصد نشاطاتهم من أجل تضييق الخناق عليهم لاخراجهم من أرضهم.

طبعا من الضروري الإشارة إلى أن هذه السياسة العدائية ليست مختصة بالجماعات اليهودية المتشددة كما يحاول البعض أن يروج للموضوع. وإنما هي سياسة كيان غاصب بكل المعايير لا يعير أي اهتمام لحقوق بشر ولا يحترم مقدسات ولا يتورع عن انتهاك حرم. بل ويشجع على التطرف الذي قام عليه بالأصل كيانه. فرغم محاولات الإدارة السياسية الاسرائيلية إظهار نفسها بمظهر القاضي العادل والذي لا يقبل الظلم ويكافح التطرف. إلا أنه أصبح من المؤكد عند كافة الأديان أن السياسة العنصرية في اسرائيل تتغذى من عنصرية الإدارة السياسية في الكيان الإسرائيلي وبالعكس أيضا فهذه الإدارة تتغذى من الفكر الصهيوني (المتطرف) في أحسن أحواله.

ومسيحيوا فلسطين كانوا ولا زالوا في دائرة الاستهداف المباشر لهذه الإدارة السياسية العنصرية. والسبب أن قادة هذا الكيان يحلمون باسرائيل خالية من كافة الأعراق إلا العرق اليهودي. وعنصريتهم بلغت حد التعصب ضد بعض اليهود الذين يعتبرونهم غير أصيلين وقد اعتنقوا اليهودية مؤخرا كاليهود الأفارقة مثلا.

وهنا لا بد من التساؤل لماذا تسمح الحكومة الاسرائيلية للقنوات التفزيونية الرسمية ببث برامج دينية وتحريضية للجماعات اليهودية المصنفة بمتطرفة؟ الجواب واضح هو حرية التعبير. أما حقيقة الأمر هو أن هذا التطرف هو أصل سياسة هذا الكيان وأصل وجوده. إضافة إلى أن وحدة الحال والكلمة التي تجمع المسيحيين والمسلمين في كافة فلسطين المحتلة تغيظ قادة هذا الكيان وتقض مضجعهم، ومن المفارقات الجميلة التي تؤكد وحدة الكلمة والأخوة التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين في القدس أن الأمين على مفتاح كنيسة القيامة في القدس مسلم. ولذلك ورغم التوصيات الدولية باحترام الأقلية المسيحية فان إسرائيل لا تعير اهتماما للموضوع وتسعى عبر طرق غير مباشرة إلى إخراجهم من أرضهم وتهجيرهم وتبقى سياسة العدوان والتطرف الغير منضبط حسب تعبيرهم هي الأنجع في سبيل تحقيق هذا الأمر.

الصهيونية خطر على العالم.. هذه خلاصة الموضوع. فهذا الفكر والنهج الذي يغذي الكيان الاسرائيلي يشكل الخطر الأكبر على العالم. حيث لا ضوابط لتطرفه ولا حدود لانتهاكاته التي ضج العالم بها. من تدنيس المقدسات وقتل الأبرياء وتهجير المواطنين الأصليين. وكل ذلك تحت مرأى العالم أجمع الذي سيذوق هذا الكأس المر يوما لا محالة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق